سفير إسبانيا بالقاهرة: نواصل دعم الإصلاحات الهيكلية وتدابير التكيف فى مصر

نظمت سفارة إسبانيا بالقاهرة، اليوم السبت، حفل استقبال بمناسبة العيد الوطنى لإسبانيا الذى يتزامن كل عام بوصول الرحلة الاستكشافية الإسبانية بقيادة الرحّالة كريستوفر كولومبوس إلى أمريكا فى الثانى عشر من أكتوبر من عام 1492.

وقال سفير إسبانيا بالقاهرة ألبارو إيرانثو خلال كلمته فى الحفل: نحن على قناعة فعلية بالأهمية الاستراتيجية لبناء شراكة قوية مع جيراننا المقربين حول بحرنا المشترك، ولهذا السبب نحن ملتزمون بالاتحاد من أجل المتوسط، ويسعدنا أن نستفيد من تصميم مصر على تطوير علاقاتها مع الاتحاد الأوروبى بشكل كامل.

وأضاف، أن التوقيع الأخير على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبى يصاحبه حزمة مالية غير مسبوقة تصل إلى 7.4 مليار دولار، مؤكدًا، أن هذا تعبير واضح على الإرادة الأوروبية وبالطبع الإسبانية، لإعطاء الأولوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية فى مصر.

وتابع السفير: فى العام الماضى وصل حوارنا السياسى إلى مستويات غير مسبوقة، حيث زار كل من رئيس الحكومة بيدرو سانشيز ووزير الخارجية ألباريس مصر مرتين، ومن المتوقع أن يزور الأخير مصر مرة أخرى – خلال الأسبوع المقبل.

كما كان من دواعى سرورنا استقبال وزير الخارجية السابق سامح شكرى والوزير الحالى بدر عبد العاطى فى مدريد، بالإضافة إلى وزراء السياحة والاتصالات والنقل.

وأضاف، فى المجال الاقتصادى تواصل إسبانيا دعم الإصلاحات الهيكلية وتدابير التكيف فى مصر، وفقًا لما تم الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولى والاتحاد الأوروبى.

ونحن نقدم الدعم المالى لمشروعات البنية الأساسية فى النقل المستدام والطاقة المتجددة ومعالجة المياه، من بين القطاعات الاستراتيجية الأخرى، وبلغ حجم التبادل التجارى الثنائى ثلاثة مليارات يورو العام الماضى.

كما أصبحت مصر واحدة من الوجهات السياحية المفضلة للأسبان: حيث استمتع ما يقرب من 400 ألف زائر إسبانى بالتجربة المصرية العام الماضى ونأمل أن تتزايد هذه الأرقام مع استمرار بلدنا المضيف فى إثراء وتنويع عروضه السياحية.

وقال: بفضل المنح غير القابلة للاسترداد ضاعف التعاون الإسبانى ميزانيته السنوية لمصر، ونحن منخرطون فى عدد لا يُحصى من المشروعات التى تم الاتفاق عليها بالاشتراك مع مصر فى مجالات مثل تغير المناخ والصحة وإدارة المياه وقضايا الهجرة وخلق فرص العمل، كما نولى اهتمامًا خاصًا للمساواة بين الجنسّين ومكافحة العنف ضد المرأة.

كما يُعرب المصريون بشكل مطرد عن اهتمام متزايد بلغتنا وثقافتنا، ويتضح ذلك من الطلب المرتفع على تعلُم اللغة الإسبانية فى معاهد ثربانتس بالقاهرة والإسكندرية.

وأكد، التزام بلاده أيضًا بالأنشطة الثقافية التى تعبر عن الإبداع المتبادل، مشيدًا، بعمل البعثات الأثرية الإسبانية – المصرية التى تبلغ اثنتا عشر بعثة والتى تقوم بالتنقيب فى الماضى الرائع لهذا البلد.

وفيما يتعلق بالوضع فى غزة، قال السفير: لم تقف إسبانيا مكتوفة الأيدى، لكنها أدانت تجاهل القانون الدولى الإنسانى غير المقبول وسقوط العدد الكبير من القتلى المدنيين نتيجة للعمليات الإسرائيلية فى غزة والضفة الغربية ولبنان، كما أدانت بشدة الهجمات الإرهابية فى السابع من أكتوبر والهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة.

وأكد، أن وقف إطلاق النار فى هذه المناطق المضطربة يشكل الأولوية الأولى بالنسبة لبلاده أكثر من أى وقت مضى، معربًا، عن امتنانه لمصر على دورها كوسيط والذى لا يمكن الاستغناء عنه.

وتابع: لكن على المدى الطويل، نحن مقتنعون بأن حل الدولتّين وحده هو القادر على توفير آفاق السلام والأمن والكرامة الدائمين للشعبّين الفلسطينى والإسرائيلى، وكذلك للدول المجاورة مثل مصر.

على وجه التحديد، اعترفت إسبانيا رسميًا بدولة فلسطين من أجل تعزيز حل الدولتين باعتباره الخيار الحقيقى الوحيد، مضيفًا، فى هذه الأوقات العصيبة تلتزم إسبانيا ومصر بشكل مشترك بإيجاد حل سلمى وعادل للصراعات الإقليمية الطويلة الأمد.

وقال السفير: فى العام الماضى تكثّف عملنا القنصلى بشكل كبير، حيث تمت عمليات إنقاذ الأسبان المحاصرين فى غزة، والتى تمكننا من القيام بها بفضل تعاون السلطات المصرية وطاقم السفارة، وهو الطاقم الذى قام أيضًا بتنظيم عملية الإخلاء الطبى لـ 15 قاصرًا فلسطينيًا مريضًا.

ومن جهة أخرى، أعرب السفير عن امتنانه لجميع موظفى السفارة الإسبانية على كفاءتهم وتفانيهم، وكذلك زملائه فى السفارة الإسبانية فى السودان الموجودين حاليًا بشكل مؤقت فى القاهرة.

حضر الحفل عدد من السفراء منهم: الاتحاد الأوروبى، بلجيكا، الأردن، المغرب، أيرلندا، كندا، رومانيا، ألبانيا، سلطنة عمان، البحرين، التشيك، فنلندا، ألمانيا، الفاتيكان، شيلى، أوروجواى، النرويج، الدومينيكان، السويد، سلوفينيا، المكسيك.

بالإضافة إلى، عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق، محمد نوار رئيس الإذاعة المصرية، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى مصر أليساندرو فراكاسيتى، القائم بأعمال سفارة بوليفيا.