رئيس مكتب رعاية مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية: العلاقات بين طهران والقاهرة اتخذت طريقا إيجابيا

قال رئيس مكتب رعاية مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالقاهرة محمد حسين سلطانى، إن العلاقات بين طهران والقاهرة اتخذت طريقا إيجابيا، حيث كان اللقاء الأخير بين رئيسى البلدين فى القمة الاقتصادية لمجموعة الدول الثمانى النامية فى القاهرة اجتماعاً مهماً وفعالاً.
وأضاف، خلص مسؤولى البلدين إلى أن قدرات إيران ومصر يمكن أن تساهم فى ديناميكية ونمو العلاقات الثنائية، وكذلك إرساء السلام والأمن وحل الأزمات.
جاء ذلك خلال كلمته، مساء السبت، فى حفل نظمه بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لليوم الوطنى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك بمقر إقامته.
وتابع السفير: دعمت الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ بداية أزمة غزة وحتى الآن، مواقف وجهود مصر وقطر الشقيقتين لتحقيق وقف إطلاق النار ومنع الإبادة الجماعية وكذلك تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، واستمرت فى الإصرار على تنفيذ خطة الاستفتاء كخطة مشروعة وديمقراطية تجنباً للتطهير العرقى وعودة التوتر والحرب.
وأضاف، حان الوقت لإنهاء إثارة الحروب والتوترات، والتى يعتبر الكيان الصهيونى السبب الرئيسى لهذه الأزمات فى الشرق الأوسط وإن الشعب الفلسطينى -باعتباره قضية ذات أولوية بالنسبة للمنطقة والعالم الإسلامى- يكافح منذ 77 عاماً من أجل نيل حقوقه المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ورفع الاحتلال عن الأراضى الفلسطينية.
ووجه السفير، التهنئة للشعب الفلسطينى والمقاومة الشريفة بالانتصار الأخير فى حرب غزة خلال 15 شهراً.
وقال: لا شك أن استمرار جرائم نتنياهو فى الضفة الغربية بعد كل هذه الجرائم والقتل والدمار فى غزة ينبع من طبيعة هذا النظام الوحشى التى يدينها حتى أتباع الديانة اليهودية، وهذا النظام يتجاوز كل القوانين والقرارات والأعراف التى تحكم الأمم تحت الاحتلال بمشاركة وتأييد أمريكا.
ولا شك أن ثمار صمود الشعب الفلسطينى التى أصبحت اليوم نموذجاً يحتذى به لدول العالم لن تذهب سدى، ولابد من محاكمة مجرمى الحرب على كل هذه الجرائم وسفك الدماء، على أمل بناء عالم يسوده العدل والمساواة والسلام والتعايش السلمى.
وفى سياق آخر، قال السفير: فى الوقت الذى نحتفل فيه بذكرى الثورة الإسلامية، والتى تمكنت فيها الأمة الإيرانية من الإطاحة بنظام الشاه التابع ونيل الاستقلال والحرية عام 1978، نجد أن إيران حققت اليوم إنجازات لا حصر لها فى مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية، والفضاء والمجالات العسكرية.
حيث تحتل اليوم المرتبة الرابعة فى العالم فى مجال تكنولوجيا النانو، كما تم إطلاق ثلاثة أقمار صناعية فى مدار الأرض باستخدام مركبات الإطلاق المصنعة محليًا.
وهناك 2183 جامعة فى إيران فى كافة التخصصات منها الطبى والهندسى والتكنولوجى وكذلك العلوم الإنسانية، 85 منها مصنفة طبقا لتصنيف تايمز للتعليم العالى، ويدرس فيها حالياً 3.2 مليون طالب وطالبة، كما تحتل إيران المرتبة 15 عالمياً بـ 78 ألف منتج سنويا.
وأضاف، تحققت هذه التطورات فى ظل العقوبات بالغة الصعوبة والقمعية على الدولة الإيرانية والتى تواجه تلك العقوبات منذ 45 عامًا.
ومع ذلك، لم تتمكن هذه القيود من إعاقة تقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل على العكس من ذلك، تسببت العقوبات فى اعتماد الأمة الإيرانية، وخاصة جيل الشباب، على نفسه وعلى استقلاليتهم وقدراتهم، مضيفًا، نعتقد أننا اليوم نستطيع أن نقول “أننا نستطيع”.
وتابع السفير: لا ينبغى أن ننسى دور المرأه الإيرانية فى تحقيق هذه النجاحات، بعد الثورة الإسلامية الإيرانية أصبحت المرأة الإيرانية تتمع بكثير من الحقوق والإمكانيات، وهى تشكل النسبة الأعلى فى التعليم سواء على صعيد التدريس أو الدراسة، حيث تبلغ نسبة طالبات الجامعات أكثر من 60% من طلبة الجامعات وتتولى أيضًا مناصب مختلفة فى المراكز الصحية كثيرًا، وهى ذات حضور فعال فى جميع مؤسسات الدولة، وتتساوى حقوق المرأة والرجل أمام القانون دستوريا وفقًا للتعاليم الإسلامية.
کما تساهم المرأة الإيرانية فى الحياة السياسية بدور حيوى وفعال، حيث تشغل مناصب عالية وحساسة فى الدولة مثل: منصب نائب رئيس الجمهورية فى الشؤون القانونية، ونائب أمور المرأة والأسرة، ونائب رئيس الجمهورية، ورئيس مؤسسة الحفاظ على البيئة، ووزيرة الصحة، ونائب رئيس الجمهورية لشؤون العلوم والتكنولوجيا، ومحافظ مدينة.
وأكد السفير، أن الجهود والإجراءات التى تبذل اليوم فى القارتين الآسيوية والأفريقية تهدف فى الواقع إلى إعادة وإحياء الازدهار العلمى وإرساء فنون التقنيات والاكتشافات الجديدة، حيث تم تشكيل مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاى للتعاون ومجموعات أخرى من أجل خلق هيكل اقتصادى جديد وتنسيق لخلق الاستقلال المالى والنقدى للدول الآسيوية والأفريقية فى القارتين الكبيرتين والغنيتين.
كما أن التوقيع الأخير على اتفاقية شاملة واستراتيجيّة بين إيران وروسيا يعدّ أيضاً أحد الإجراءات التى من شأنها إبراز قدرات الدول الإقليميّة، ولا شك أن سر تحقيق هذا النجاح يتطلب التعاون والتقارب بين دول المنطقة والقارة.
ومن جهة أخرى، أكد السفير تأكيد بلاده على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وتشكيل حكومة شاملة بمشاركة كل القبائل والمجموعات والمحافظة على حقوق الأقليات.
كما وجه السفير، التهنئة إلى الإخوة المسيحيين حول العالم بمناسبة العام الجديد 2025 وميلاد النبى عيسى ثانى رسول إلهى للعالم، معربًا، عن أمله أن يعم السلام والاستقرار فى المنطقة والعالم، وأن يشهد العام الجديد إرساءاً للسلام والهدوء والأمن ونهاية الأزمات والحروب المستمرة.
حضر الحفل: وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى، ومساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية السفير أحمد شاهين.
كما حضر عدد من السفراء منهم: روسيا، تركيا، سنغافورة، كمبوديا، أرمينيا، بروناى، كوريا الشمالية، البوسنة والهرسك، اليابان، كوبا، ميانمار، منغوليا، سلطنة عمان، فنلندا، فنزويلا، بالإضافة إلى القائم بأعمال سفارة كل من: باكستان وماليزيا والهند، وممثلى عن سفارات: رومانيا، طاجيكستان، أوزبكستان، المجر، بولندا.