Blog

البرلمان العربى يطالب بوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى

  

تحت شعار “نصرة فلسطين وغزة” أقيمت جلسة البرلمان العربى الخاصة بدولة فلسطين ضمن دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعى الثالث، بمقر جامعة الدول العربية، والتى خصصت لأجل فلسطين والعدوان الحربى المتواصل منذ السابع من أكتوبر، بحق الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وبعد اطلاعه على تقرير لجنة فلسطين فى البرلمان العربى ومناقشة أعضاء البرلمان، تقرر ما يلى:

يُواكب البرلمان العربى، تطورات الكارثة الإنسانية والوطنية الناتجة عن العدوان الحربى للاحتلال الإسرائيلى فى قطاع غزة، بالمجازر والمذابح المتواصلة، منذ 83 يوماً، والذى نتج عنه حتى الآن، ارتقاء أكثر من 21 ألف شهيداً مدنياً وأكثر من 6500 مفقوداً، أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال الفتية والرضع والأجنة، بما فيهم الطواقم الصحية وطواقم وكالة الغوث والهلال الأحمر، والدفاع المدنى والصحفيين والأكاديميين، وإبادة أكثر من 1100 عائلة بأكملها،  وذلك بالاستهداف العشوائى بعشرات آلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل الخاصة شديدة الانفجار، والإعدامات الميدانية للسكان، وترك الجثث فى الشوارع عرضة للتحلل والنهش، وصولاً إلى هرس الجثث المدفونة وغير المدفونة، وتجاوز عدد الجرحى حاجز 56 ألف جريح فى واحدة من أبشع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية عبر التاريخ والتى تستوجب المحاكمة، وتدمير أكثر من 290 ألف وحدة سكنية، وهدم دور العبادة من المساجد والكنائس، والمستشفيات والجامعات والمدارس ورياض الأطفال.

وفى الضفة الغربية والقدس، يواصل الاحتلال، التغول فى القتل وممارسة أقصى درجات العنف وتمارس دولة الاحتلال إرهاباً ممنهجاً ومنظماً ضد الشعب الفلسطينى عبر مسؤوليها والمستوطنين اليهود، حيث استشهد 311 شهيداً، برصاص الاحتلال وقطعان المستوطنين، وهو ما يرفع شهداء الضفة خلال عام 2023 إلى 526 شهيداً، وجرح الآلاف واعتقال أكثر من 4700 طفلاً وشابة وشاباً فلسطينياً من الضفة والقدس، ويتم استباحة حرمة المسجد الأقصى والمساجد فى الضفة، وهدم عشرات المنازل ومصادرة آلاف الدونمات من الأراضى، والتضييق المباشر على حرية الحركة والتنقل والاعتداء الجسدى على المواطنين، ومنعهم من القيام بأعمالهم الحيوية، بما فى ذلك منعهم من قطف ثمار زيتونهم ومزارعهم، مباشرة وعبر قطعان المستوطنين.

وإذ يستحضر أعضاء البرلمان، المآسى الإنسانية والكارثة المتواصلة بحق الشعب الفلسطينى، والإنسانية جمعاء، فى أعنف حرب تدميرية طاحنة غير مسبوقة، منذ الحرب العالمية الثانية، حيث ألقت ما يتجاوز القوة التدميرية لقنبلتين نوويتين، (أكثر من 57 ألف قنبلة وآلاف الصواريخ أطلقت على مساحة لا تتجاوز 365 كم/مربع)، ويذكّر البرلمان بالتفاصيل التى توثقها المنظمات الدولية وفى مقدمتها، الأمم المتحدة عبر وكالة الغوث ومنسق الشئون الإنسانية الأممى، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسيف، وبرنامج الغذاء العالمى، ومنظمة العفو الدولية، ومؤسسات حقوق الإنسان المختلفة، التى تؤكد تقاريرها الميدانية، على حجم الكارثة الإنسانية فى القطاع من ناحية انعدام أى أساس للحياة، بفعل نقص الغذاء والماء والكهرباء والوقود والاتصالات والسكن والمكان الآمن، حيث نزح قسراً أكثر من 1.9 مليون من أماكن سكنهم وترحلّوا عدة مرات، يعانون من خطر مجاعة وشيك، ووصل الحال إلى الجوع والعطش الشديدين، والحيلولة دون توفر أى مقومات لاستقرار آمن لدفعهم للهجرة القسرية.

ويذكر البرلمان العربى بتحركه فى كافة المستويات، على مستوى محكمة الجنايات الدولية، ومخاطبة المؤسسات والهيئات وجميع البرلمانات الدولية والإقليمية والاتحاد البرلمانى الدولى، واللقاءات الجماعية والثنائية،

ويساند الجهد العربى والإسلامى، ولجنة التحرك الخاصة المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية بالرياض، كما يشيد بدور الدول العربية، وخاصة الدول التى تغيث الشعب الفلسطينى.

ويشيد بالمظاهرات الشعبية والفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطينى وحركات المقاطعة للمنتجات الداعمة للاحتلال الإسرائيلى وداعميه، ويدعم استمرارها فى الوطن العربى وكافة دول العالم عبر الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية، وأحرار العالم.

ويأخذ بالاعتبار، اتفاقيات جنيف الرابعة، والقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى وميثاق روما، وقرارات مجلس حقوق الإنسان، والأعراف والمواثيق ذات الصلة المتعلقة بحماية المدنيين والأطفال والنساء وقت الحرب، وحفظ الكرامة الإنسانية، والدور المناط بالمؤسسات الأممية وفى مقدمتها مجلس الأمن الدولى والجمعية العامة للأمم المتحدة، وميثاق الجامعة العربية.

ويؤكد البرلمان العربى على موقفه الثابت باسم أبناء الأمة العربية فى كافة أماكن تواجدها، وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطينى الشقيق، ونضاله ومقاومته وكفاحه الوطنى لإنهاء الاحتلال وتقرير المصير، ويدعو إلى ما يلى:

أولا: العمل بكل السبل لوقف إطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية والتطهير العرقى وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب العربى الفلسطينى.

ثانيا: العمل الفورى لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2720، والقرار 2712، وإغاثة الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وتوفير الغذاء والمستلزمات الطبية ومقومات الحياة الكريمة، عبر ممرات إنسانية فورية، وبآلية أممية.

ثالثا: رفض التهجير بكل أشكاله والنزوح الداخلى القسرى، والعمل لإعادة النازحين إلى مواقع إقامتهم الباقية والمهدمة.

رابعا: دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة تطبيقاً لقرارها رقم 377 ووفق لوائح الأمم المتحدة، عقد جلسة خاصة تحت شعار “الاتحاد من أجل السلام”،  لوقف إطلاق النار فورياً وتوفير الحماية للشعب الفلسطينى، عملا بالقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى، والقيم الإنسانية القويمة، ويدين البرلمان العربى كل الدول المجرمة التى تشارك فى الحرب، والدول التى تعيق العدالة الأممية فى مجلس الأمن، وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية باستخدام حق النقض (الفيتو).

خامساً: العمل لدفع الجمعية العامة للأمم المتحدة، لطلب رأى استشارى للنواحى القانونية على العدوان على غزة من محكمة العدل الدولية، ومن ناحية جرائم الحرب والمجازر التى تُرتكب بحق الشعب الفلسطينى على أرض قطاع غزة والضفة.

سادساً: الدفع لتمكين مجلس حقوق الإنسان لتقصى الحقائق فى تلك الجرائم، وكذلك أن تضطلع محكمة الجنايات الدولية بواجبها، عبر لجنة خاصة بإشراف مدعى عام المحكمة.

سابعاً: يؤكد البرلمان العربى أن الاعتقالات التى تجاوزت 4800 أسير وأسيرة فى الضفة وعدد غير محدود فى قطاع غزة، والفظائع التى ترتكب بحق الحركة الاسيرة والتعذيب حد الإعدام داخل المعتقلات والسجون، وهى جرائم ضد الإنسانية وفق كل القوانين الدولية وفى المقدمة المعاهدات الخاصة بالأسرى.

ثامناً: الطلب من كل الجهات ذات العلاقة فى النظام الدولى، لوقف قرصنة أموال الشعب الفلسطينى من قبل سلطات الاحتلال، والطلب من الدول العربية الالتزام بإعانة الشعب الفلسطينى وفق قراراتها بشبكة الأمان، عبر حكومة دولة فلسطين، فى ظل هذه الظروف العصيبة التى توجب التضامن.

تاسعاً: التأكيد على تعزيز دور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية، وإطاراتها المختلفة، الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى، ورفض أى محاولات للالتفاف عليها، ومكانة المجلس الوطنى الفلسطينى “برلمان الشعب الفلسطينى”، ويدعو الكل الفلسطينى للانخراط فى منظمة التحرير وفق لوائحها والتزاماتها، لتوحيد الكل الفلسطينى.

عاشراً: الدعوة بالالتزام بنص المبادرة العربية للسلام، بوقف التطبيع لحين الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى السياسية، وتجميد كافة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلى، وسحب السفراء فوراً.

حادى عشر: يطلب البرلمان العربى من الدول العربية والإسلامية، دراسة إمكانية استخدام سلاح النفط والغاز، ووقف الإمدادات، حتى ينعم الشعب الفلسطينى بحقوقه وحياته الكريمة.

ثانى عشر: الطلب بإطلاق أعمال اللجنة القانونية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية، الخاصة بحصر القرارات المتعلقة بالانتهاكات المتواصلة بحق الشعب الفلسطينى، وتحضير مرافعة قانونية لدى الجهات المختصة ذات العلاقة.

ثالث عشر: العمل مع البرلمانات النظيرة للدعوة لتجميد عضوية القوة القائمة بالاحتلال فى المنظمات الدولية والإقليمية لارتكابها جرائم ضد الإنسانية ومجازر إبادة جماعية ضد المدنيين، وطلب تجميد عضوية الكنيست فى الاتحاد البرلمانى الدولى.

رابع عشر: يطلب من كافة أعضاء البرلمان العربى، وعبرهم للبرلمانات العربية الوطنية، إلى مواصلة جهدهم فى كل محفل رسمى أو شعبى أو برلمانى، دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطينى، وحمايةً لهم.

خامس عشر: دعوة الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية لتنظيم حملة لتقديم المساعدات الإنسانية والمادية التى من شأنها تخفيف معاناة الشعب الفلسطينى وتعزز صموده.

سادس عشر: الطلب من رئاسة البرلمان العربى، بالعمل لتنظيم زيارة تفقدية وتضامنية للبرلمانيين من العالم إلى قطاع غزة فى الوقت المناسب.

سابع عشر: يدعو البرلمان إلى مواصلة رئاسة البرلمان لجهدها المقدر، لإسناد القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان، ويطلب منها تقديم تقرير بمدى متابعتها وفعالياتها، فى أول لقاء قادم أو حال طلب البرلمان.

 

وأكد البرلمان العربى، على الدوام دعمه ومساندته للشعب الفلسطينى، وقضيته الوطنية باعتبارها القضية المركزية والأولى للأمة العربية، رسمياً وشعبياً، فإنه يتوجه بتحية اعتزاز واجلال وتكريم لشهداء الشعب الفلسطينى والأمة العربية، ويحيى الشعب العربى الفلسطينى، على ثباته على أرضه، ورباطه فيها، ودفاعه عنها، ونضاله لأجلها، مشدداً، على أن تضطلع كل الأطراف الدولية والأممية بمسؤولياتها، لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، عبر الممر الوحيد القائم على تجسيد حقوق الشعب الفلسطينى الثابتة وغير القابلة للتصرف، فى العودة والحرية وتقرير المصير، وقيام دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى