رئيس إندونيسيا يستقبل شيخ الأزهر فى جاكرتا
استقبل رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو، اليوم الثلاثاء، الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف أ. د. أحمد الطيب، فى قصر ميرديكا بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، وذلك لبحث سُبُل تعزيز التعاون المشترك.
وأكد الرئيس الإندونيسى، أهمية هذه الزيارة الملهمة والمهمة للشعب الإندونيسى، وذلك لما يحظى به شيخ الأزهر من محبة واحترام كبيرين فى نفوس الإندونيسيين.
وقال: الأزهر الشريف هو المرجعية الأولى لمسلمى إندونيسيا فى العلوم الشرعية والعربية، وبذلك فإننا نسعى لزيادة أعداد الطلاب الوافدين -بل مضاعفتهم- الدارسين فى الأزهر لأنهم يمثلون الحصن المنيع الذى يساعد على حماية بلادنا وشبابنا من الأفكار المتطرفة.
وأشار الرئيس، إلى أن إندونيسيا تسعى إلى تعزيز علاقتها مع الأزهر، خاصة فى مجال تدريب الأئمَّة والوعَّاظ فى أكاديمية الأزهر العالمية، وتعزيز التعاون بين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف والمراكز الإندونيسية التى تعمل فى نفس المجال، بالإضافة إلى عقد بروتوكولات تعاون بين جامعة الأزهر والجامعات والمراكز البحثية الإندونيسية فى مجالات تبادل العلماء والأساتذة والباحثين والطلاب، مشيدًا، بجهود مجلس حكماء المسلمين فى تعزيز قيم الأخوة والسلام عالميًّا، وسعادته بافتتاح مكتب إقليمى للمجلس فى إندونيسيا، مؤكدًا، ثقته فى أن يمثل هذا الفرع شعاع نور ومنصة متميزة لخدمة مسلمى جنوب شرق آسيا.
وقدم الرئيس، الشكر لفضيلة الإمام الأكبر على استضافة الأزهر وفود برنامج كوادر العلماء الإندونيسى، التى تسعى إندونيسيا من خلاله لتكوين جبهة شبابية من الباحثين المتميزين فى العلوم الشرعية والعربية ليكونوا نواةً لعلماء المستقبل، مشيرًا، إلى ترحيب إندونيسيا بإعلان الأزهر عن برنامجه الدولى لنشر اللغة العربية، ورغبة إندونيسيا فى إنشاء عدد من المراكز الأزهرية لتعليم اللغة العربية فى مختلف المحافظات الإندونيسية.
وأكد الرئيس، أن إندونيسيا تتابع كل مواقف الإمام الأكبر فى دعم قضايا العالم الإسلامى، وخاصة مواقفه المشرفة فى دعم غزة ورفض العدوان على المدنيين الأبرياء، مشيدًا، بدور مصر فى تيسير دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة منذ بدء العدوان، مؤكدًا، أن موقف شيخ الأزهر يتوافق مع موقف إندونيسيا: قيادةً وشعبًا، وسارعت إندونيسيا إلى التضامن مع موقف الأزهر من خلال المشاركة فى القوافل الإغاثية والإنسانية التى يُسيِّرها الأزهر إلى قطاع غزة المعزول، وأن هناك تنسيقًا كاملًا مع الأزهر بشأن الضغط الدولى للتحرك فى إنقاذ النساء والأطفال والأبرياء فى غزة.
من جانبه، أعرب شيخ الأزهر عن سعادته بزيارة إندونيسيا وامتنانه لما وجده من حب وتقدير كبيرين للأزهر الشريف فى إندونيسيا، مشيرًا، إلى أن هذه هى المرة الثالثة التى يزور فيها إندونيسيا – الدولة الإسلامية الأكبر من حيث عدد السكان – معربًا عن تقديره لجهود الرئيس الإندونيسى فى خدمة وطنه خلال توليه مهام رئاسة الدولة فى فترتين رئاسيتين متتاليتين، قاد فيها بلاده لتقديم نموذج راق للتقدم والتطور تقتدى به باقى الدول الإسلامية، مؤكدًا، أن العلاقات بين إندونيسيا والأزهر هى علاقات تاريخية، وأن الطلاب الوافدين يلعبون دورًا كبيرًا فى تعزيز هذه العلاقة، وأن طلاب إندونيسيا فى الأزهر يتجاوز عددهم 14 ألف طالب، ويتميزون بحرصهم الشديد على ضرب المثل فى الأدب والأخلاق والتحلى بالقيم.
وأكد شيخ الأزهر، سعى الأزهر لتلبية كل احتياجات إندونيسيا من خلال زيادة أعداد الطلاب الوافدين للدراسية فى الأزهر، وتكثيف دورات الأئمة والوعاظ الإندونيسيين فى الأزهر، وإنشاء مراكز لتعليم اللغة العربية فى إندونيسيا، وفتح أفق التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الإندونيسية لتأهيل الشباب الإندونيسى خاصة فى مجالات الدعوة والتعليم الدينى.
كما أكد، ضرورة حشد الجهود الدولية لوقف العدوان على غزة، وأهمية التضامن العربى والإسلامى، والخروج بموقف موحد ومؤثر لوقف نزيف شلالات الدماء التى تُسال يوميًّا فى غزة، معربًا، عن تقديره لموقف إندونيسيا فى دعم غزة من خلال تكثيف القوافل الإنسانية والإغاثية إلى القطاع المحاصر بالتعاون مع الأزهر.
وفى نهاية اللقاء، أهدى شيخ الأزهر، الرئيس الإندونيسى، درع الأزهر الشريف، وميدالية مجلس “حكماء المسلمين” بمناسبة مرور عشرة أعوام على إنشاء المجلس.
رافق شيخ الأزهر خلال لقائه مع الرئيس الإندونيسى، وفد رفيع المستوى ضمَّ كل من: سفير مصر لدى إندونيسيا ياسر الشيمى، أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر أ. د. عباس شومان، المستشار محمد عبد السلام، أمين عام مجلس حكماء المسلمين، د. نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، د. محمد المحرصاوى نائب رئيس الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، السفير عبد الرحمن موسى مسئول العلاقات الخارجية بالأزهر، ومن الجانب الإندونيسى: وزيرة الخارجية ريتنو مارسودى، وزير الدولة براتيكنو، وزير الشؤون الدينية ياقوت خليل.