مقالات

حريق سنترال رمسيس: الدروس المستفادة من منظور إدارة الطوارئ وقطاع الكهرباء

بقلم : الدكتور أمجد الوكيل رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق

 

الحادث الجسيم الذي وقع في سنترال رمسيس ليس مجرد حريق عابر، بل كشف عن خلل يجب تداركه في منظومة إدارة الأزمات والجاهزية في إدارة الحوادث. فالعواقب التي ترتبت عليه كانت واسعة التأثير بدءًا من الخسائر في الأرواح، مرورًا بـ انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت وتوقف ماكينات الصراف الآلي (ATM)، وتأثر بعض الخدمات البنكية والإدارية. الأخطر من ذلك هو عودة الحريق مجددًا بعد السيطرة عليه، مما يدل على قصور في المعالجة الشاملة والوقائية.

من هذا الحادث المؤلم، تبرز عدة دروس مستفادة يجب أن تكون محل اهتمام جاد وتطبيق فوري:

الصيانة الوقائية:

ضرورة وجود خطة صيانة دورية ووقائية لكافة مكونات الشبكات الكهربية والاتصالات، خاصة في المنشآت القديمة أو الحيوية.

خطة طوارئ فعالة:

تفعيل خطط الطوارئ للتعامل مع الأحداث الجسيمة، وتحديثها بانتظام، وإجراء تدريبات عملية (Simulations) عليها بالتنسيق بين الجهات المعنية (الكهرباء، الاتصالات، الحماية المدنية، الصحة…).

إدارة إعلامية للأزمات:

وضع خطة إعلامية متكاملة لإدارة الأزمات، لضمان التدفق السليم للمعلومات ومنع انتشار الشائعات التي تؤدي إلى الذعر أو استغلال الحادث سياسيًا أو مجتمعيًا.

تصميم أنظمة مرنة تتحمل الأعطال:

الاعتماد على أنظمة تتحمل الأعطال (Fault-Tolerant Systems)، خاصة في البنية التحتية الحرجة مثل مراكز البيانات، وشبكات الكهرباء، وشبكات الاتصالات، مع توفير مستويات تكرارية (Redundancy) تضمن استمرارية الخدمة في حال تعطل جزء من النظام.

نشر ثقافة الأمن والسلامة:

تعزيز ثقافة الأمن والأمان لدى العاملين، وتدريبهم على كيفية التعامل السريع مع الحوادث، والتأكد من توفر أدوات الإطفاء والإنقاذ، ومعرفة كيفية استخدامها.

أسئلة محورية يجب طرحها:

ما دور غرف ومراكز إدارة الأزمات في هذا الحادث؟

هل كانت هناك تحذيرات أو مؤشرات مبكرة لم تُؤخذ على محمل الجد؟

ما مدى جاهزية الوزارات والمحافظات للتعامل مع مثل هذه الكوارث؟

وهل تمت مراجعة أنظمة السلامة في المنشآت الحكومية مؤخرًا وهل هناك سجل لهذه الأعمال ؟

وأخيرا وليس آخرا مثل هذه الحوادث الكبرى يجب ألا تمر مرور الكرام. المطلوب ليس فقط التحقيق في أسبابها، بل استخلاص الدروس والعبر وتطبيقها عمليًا لمنع تكرارها. فسلامة المواطنين واستمرارية الخدمات الأساسية مسؤولية جسيمة وليست مهمة جهة واحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى