مقالات

دكتور ياسرجعفر يكتب: نجاة الانسان في التسابيح والذكر

كما أن الأجسام لا تحيا إلا بما تتغذَّى به من مأكل ومشرب، فكذلك الأرواح لا حياةَ لها إلا بغذائها؛ وغذاؤها ذكر خالقها، أخرج الإمام البخاري في صحيحه، من حديث الصحابي الجليل أبي موسى، عبد الله بن قيس الأشعري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “‌ مَثَلُ ‌الَّذِي ‌يَذْكُرُ ‌رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ”.

فذكر الله والتسابيح هي حياه الانسان ، وموته في اهملها ! فحياةُ الذاكر ربَّه هي الحياة الحقيقية؛ لأنَّها الحياة الباقية بعد موت النفوس وفناء الأجسام؛ إذ كانت الأرواح لا تفنى، وإنَّما تخرج من الأجساد إلى عالم البرزخ.

والقلوب، تصدأ بالغفلة والذنوب، وجلاؤها بالاستغفار والذكر، فبذكر الله -سبحانه- تُكشَف الكرباتُ، وتُستدفَع الآفاتُ، وتهون المصيباتُ، هو جلاء القلوب وصقالها، ودواؤها إذا غشيها اعتلالُها؛ ألَا وإنَّ من أجلِّ الأذكار قدرًا، وأفضلها أجرًا تسبيح رب العالمين؛ فإنَّه ذكر الملائكة الكرام في أشرف موضع في الكون؛ (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ)[الزُّمَرِ: 75].

وعن ابن عمر قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء ” قيل : يا رسول الله وما جلاؤها ؟ قال : ” كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن ” روى البيهقي الأحاديث الأربعة في شعب الإيمان قال تعالي 🙁 فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المسبحين لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [ سورة الصافات: 143].

ففي الحديث- (دعوَةُ ذي النُّونِ إذ دعا بِها وَهوَ في بَطنِ الحوتِ : لا إلهَ إلَّا أنتَ ، سبحانَكَ إنِّي كُنتُ منَ الظَّالمينَ لم يَدعُ بِها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ ، إلَّا استجابَ اللَّهُ لَهُ)رواه سعد بن ابي وقاص.

وفي هذا الحديثِ يَحكِي الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بعضًا من قِصَّةِ يُونُسَ عليه السَّلامُ ويُبيِّنُ الدَّعوةَ التي كانتْ سببَ نَجاتِه، فيقولُ: “دَعوَةُ ذي النُّونِ”، أي: صاحِبِ الحُوتِ، وهو نبِيُّ اللهِ يونُسُ عليه السَّلامُ؛ “إذ دعَا وهو في بَطْنِ الحُوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ سُبحانك، إنِّي كنتُ مِن الظَّالِمين؛ فإنَّه لم يَدْعُ بها رجُلٌ مُسلِمٌ في شيْءٍ قطُّ إلَّا استَجابَ اللهُ له”، أي: تِلك الدَّعوةُ تُنجِي المؤمِنين، ويَستجيبُ اللهُ سبحانه وتعالى بها لهم، كما نجَّتْ يونُسَ عليه السَّلامُ لَمَّا ابتَلَعه الحُوتُ، وقيل: يُفتتَحُ بها الدُّعاءُ ثمَّ يُدعَى بما تَشاءُ.

وهذه الدعوة كانت سببا في نجاة نبي الله يونس من سجون صعب ومستحيل الخروج منها وهي ظلمه بطن الحوت وظلمات البحر وظلمات الليل ، فدعا نبي الله بيقين التوحيد والعقيده الصحيحه ، وكل مؤمن يدعي بهذا الدعاء في وقت الشدائد ينجيه الله من جميع الكروب والهموم والأحزان، “لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين” يقال وقت الشدائد الجسام باعداد لاتقل عن الالف مره بيقين ومن اتخذه ورد بوميا مائه مره ينجيه الله من المهالك بجميع انواعها، قال تعالي:(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ [ الأنبياء: 88].

وكذالك ننجي المؤمن الذي يدعي بهذا الدعاء الخالص لله سبحانه وتعالي ، وايقن سيدنا يونس ان النجاة لاتكون الا من الله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد، ثم بين- سبحانه – أنه قد أجاب ليونس دعاءه فقال: فَاسْتَجَبْنا لَهُ أى: دعاءه وتضرعه وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ أى: من الحزن الذي كان فيه حين التقمه الحوت وصار في بطنه.

وقد بين- سبحانه – في آية أخرى، أن يونس- عليه السلام- لو لم يسبح الله للبث في بطن الحوت إلى يوم البعث؛ قال-تبارك وتعالى-: “فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ” لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ.

وقوله-تبارك وتعالى-: وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ بشارة لكل مؤمن يقتدى بيونس في إخلاصه وصدق توبته، ودعائه لربه؛ أى: ومثل هذا الإنجاء الذي فعلناه مع عبدنا يونس، ننجي عبادنا المؤمنين من كل غم، متى صدقوا في إيمانهم، وأخلصوا في دعائدعائه

فالإنسان يحصدُ يوم القيامة ما زرع في دنياه، فمن زرع خيرًا حصد الكرامة، ومن حصد شرًّا حصد الندامة، وخير ما يزرعه الإنسان بلسانه في دنياه: الكلام الطيب، وأُسُّ ذلك ورأسه: ذكر الله عز وجل، فهو عمل يسير، من ثوابه النجاة من عذاب الله، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: الذكر سد بين العبد وبين جهنم، فإذا كانت له إلى جهنم طريق من عمل من الأعمال، كان الذكر سدًّا في تلك الطريق، فإذا كان الذكر دائمًا كاملًا، كان سدًّا محكمًا لا منفذ فيه، وإلا فبحسبه.

فهنيئًا لمن كان لسانه رطبًا من ذكر الله عز وجل، ومات ولسانه رطبًا بذكر الله، ووفَّقه الله فكان ممن يتحري الأذكار التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها ويكثر منها، ومن الأذكار التي كان الرسول عليه الصلاة والسلام يكثر منها، ما جاء عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: “سبحان الله، وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه”، فقلت: يا رسول الله، أراك تكثر من قول: “سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه؟”، فقال: (خبَّرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فإذا رأيتها أكثرتُ من قول: “سبحان الله وبحمده، أستغفر الله، وأتوب إليه”، فقد رأيتها: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا” [النصر: 1 – 3]؛ أخرجه مسلم، وفي حرواية له، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول قبل أن يموت: “سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك”.

وهذا الذكر يقال داخل الصلاة، وخارجها، قال الإمام النووي رحمه الله: كان صلى الله عليه وسلم يقول هذا الكلام البديع في الجزالة، المستوفى ما أُمِرَ به في الآية، وكان يأتي به في الركوع والسجود؛ لأن حال الصلاة أفضل من غيرها.

فالذكر والتسابيح والادعيه التي تخص التوحيد والعقيد تنجي الانسان من اشد المهالك ولو تأملنا في دعاء سيدنا ايوب عليه السلام في قوله تعالي :(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (83).الانبياء

يقولُ الله تعالى: واذكُرْ -يا محمَّدُ- عَبْدَنا أيوبَ إذ نادى ربَّه عزَّ وجَلَّ أنِّي قد أصابني الضُّرُّ، وأنت أرحَمُ الرَّاحمينَ، فاكشِفْه عنِّي. فاستجَبْنا له دُعاءَه، ورفَعْنا عنه الضُّرَّ والبلاءَ، ورَدَدْنا عليه ما فَقَده من أهلٍ ووَلدٍ مُضاعفًا؛ فَعَلْنا به ذلك رحمةً منَّا، وتذكيرًا للذين يَعبُدونَ اللهَ؛ لِيَكونَ قُدوةً لكُلِّ صابرٍ على البلاءِ، راجٍ رحمةَ رَبِّه،

قال تعالي:(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) [ص: 41]؛ وعن سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: “قلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أيُّ النَّاسِ أشَدُّ بلاءً؟ قال: الأنبياءُ، ثمَّ الصالحونَ، ثمَّ الأمثَلُ فالأمثَلُ مِنَ النَّاسِ، يُبتلى الرَّجُلُ على حَسَبِ دِينِه، فإنْ كان في دِينِه صَلابةٌ زيدَ في بلائِه، وإن كان في دِينِه رِقَّةٌ خُفِّفَ عنه، وما يزالُ البلاءُ بالعَبدِ حتى يمشيَ على ظَهرِ الأرضِ ليس عليه خَطيئةٌ”.

قال تعالي:(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) (84) أي: فاستجَبْنا دُعاءَ أيوبَ، فأزَلْنا ما حلَّ به مِن ضَرَرٍ وبَلاءٍ! فيامن يشتكي الهموم والاحزان بسبب ضيق العيش او الامراض المذمنه او المحن الشدائد عليك بذكر الله والتسابيح بنيه خروجك من المحن والاحزان كما قالها سيدنا يونس وهو في اشد المحن والاحزان قالها بأخلاص نيه ونادي بخالص التوحيد والعقيده الصحيحه انه لاينجي من المهالك الا الواحد الاحد الفرد الصمد سبحانه وتعالي ، وكذالك سيدنا ايوب اشتد عليه البلاء والامراض المذمنه ولكن لم ولن ييأس من رحمة الله نادي بدعاء التوحيد الخالص لملك الملوك سبحانه وتعالي فنجاه الله من الابتلاء الشديد والمحن الجسام .

وعن أنسِ بنِ مالكٍ رضِيَ الله عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ أيوبَ نبيَّ اللهِ كان في بلائِه ثمانيَ عَشْرةَ سَنةً، فرَفَضه القريبُ والبعيدُ إلَّا رَجُلَينِ مِن إخوانِه كانا مِن أخَصِّ إخوانِه، كانا يَغدُوانِ إليه، ويَرُوحانِ إليه، فقال أحدُهما لصاحِبِه: أتعلَمُ، واللهِ لقد أذنَبَ أيوبُ ذنبًا ما أذنَبَه أحَدٌ! قال صاحِبُه: وما ذاك؟ قال: منذُ ثمانيَ عَشرةَ سَنةً لم يرحَمْه اللهُ فيكشِفَ عنه! فلمَّا راحا إليه لم يصبِرِ الرجُلُ حتى ذكَرَ ذلك له، فقال أيوبُ: لا أدري ما يقولُ، غيرَ أنَّ الله يعلَمُ أنِّي كُنتُ أمُرُّ على الرجُلَينِ يتنازَعانِ فيَذكُرانِ اللهَ ، فأرجِعُ إلى بيتي فأكَفِّرُ عنهما؛ كراهيةَ أن يُذكَرَ اللهُ إلَّا في حَقٍّ! قال: وكان يخرجُ إلى حاجتِه فإذا قضى حاجَتَه أمسكَتِ امرأتُه بيَدِه حتى يَبلُغَ، فلمَّا كان ذاتَ يومٍ أبطأ عليها، وأوحيَ إلى أيوبَ في مكانِه أن: ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ [ص: 42] ، فاستبطأَتْه فلَقِيَتْه ينتَظِرُ، وأقبل عليها قد أذهَبَ اللهُ ما به من البلاءِ، وهو على أحسَنِ ما كان، فلمَّا رأَتْه قالت: أيْ بارَكَ اللهُ فيك، هل رأيتَ نبيَّ اللهِ هذا المُبتَلى؟ وواللهِ على ذلك ما رأيتُ أحدًا أشبَهَ به منك إذ كان صَحيحًا! قال: فإنِّي أنا هو! وكان له أندرانِ : أندَرٌ للقَمحِ، وأندَرٌ للشَّعيرِ، فبَعَث اللهُ سحابتَينِ، فلمَّا كانت إحداهما على أندَرِ القَمحِ أفرَغَت فيه الذَّهَبَ حتى فاض، وأفرَغَت الأخرى على أندَرِ الشَّعيرِ الوَرِقَ حتى فاض)

وعن أبي هُريرةَ رَضِيَ الله عنه، عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (بينا أيوبُ يغتَسِلُ عُريانًا، فخَرَّ عليه جرادٌ مِن ذَهَبٍ، فجعل أيوبُ يحتَثي في ثَوبِه، فناداه رَبُّه: يا أيوبُ، ألم أكُنْ أغنَيتُك عمَّا ترى؟ قال: بلى وعِزَّتِك، ولكِنْ لا غِنى بي عن بركَتِك).

ونجاه سيدنا ابراهيم عليه السلام من النار قال تعالي:(قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)[الأنبياء: 68 – 71] كان امر البشر حرقوه هذا مااقصي عند البشر لسيدنا ابراهيم عليه السلام، وكان امر الله ملك الملك ، “قلنا يانار كوني بردا وسلاما على ابراهيم” حين يحفظك الله فلايستطيع البشر ان يضروك.

حين يتعلق الأمر بالعقيدة والتوحيد والإيمان وفي مقابله الكفر والوثنية والشرك ترخص النفوس والأرواح وتكسد المتاع والأموال وتهون الذرية والأهل والإخوان.

الله خالق الأسباب ومسبباتها، وهو المتحكم بها سبحانه المتصرف فيها، ولا يكون شيء في خلقه وكونه إلا بأمره، ولا يخرج شيء عن إرادته وسلطانه؛ ومن ذلك ما ينزل على العبد من البلاء والمحن، لله في خلقه وكونه سنن لا تتبدل، ولو شاء القدير لبدل سننها وغير قدرها؛ فينزع من السكين خاصية الذبح فلا يقطع، ومن البحر خاصية الغوص فلا يغرق، ومن الحوت خاصية المضغ والهضم فلا يطحن ويفتت، ومن النار خاصية الأذى فلا تحرق، وهكذا.

ليس من أحد نال في سبيل الله والدعوة إليه ومنابذة الباطل وأهله بلاء مثلما ناله أنبياء الله، وكلما كان العبد بأنبياء الله ورسله أكثر اتباعا وتأسيا كلما زاد بلاؤه، من أشد أنواع البلاء أن يجعل الله في طريق دعوتك من الأقربين من يكذبك ويعاديك ودعوتَك؛ في الوقت الذي كان يفترض أن يكونوا من أول المتبعين والمساندين، وهكذا الأنبياء ومنهم إبراهيم -عليه السلام-؛ فقد كان أبوه أول المعاندين والمعادين .
أعظم عباد الله إيمانا وأقواهم توكلا عليه واستعانة به أنبياؤه ورسله، وإبراهيم رغم قبح قومه وجبروتهم وتوعدِهم له؛ إلا أن يقينه بربه لم يضعف وتوكله عليه لم يفتر؛ بل كان على يقين أن ربه حافظه وناصره؛ فلم يزل قائلاً: (حسبنا الله ونعم الوكيل)

قال عبد الله بن عمرو: أول كلمة قالها إبراهيم حين طرح في النار: “حسبي الله ونعم الوكيل”، كما قال السدي عن أشياخه: رفع إبراهيم رأسه إلى السماء ، وقال: اللهم أنت الواحد في السماء ، وأنا الواحد في الأرض ، ليس [في الأرض أحد] يعبدك غيري ، حسبي الله ونعم الوكيل ، فقذفوه [في النار] ، فقال: “يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم” [21: 69]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) :سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ، قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: “الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا، وَالذَّاكِرَاتُ). [رواه مسلم:2676]

عن أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ). [متفق عليه:779]

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم قال: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت» وفي رواية: « مثل البيت الذي يُذْكَرُ الله فيه، والبيت الذي لا يُذْكَرُ الله فيه، مثل الحيِّ والميِّت). [رواه مسلم] عن سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: (كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ :يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ). [رواه مسلم:2698] عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ) [رواه البخاري:6405] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ). [رواه مسلم 2692] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ) [رواه البخاري: 6682
عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: (لأَنْ أَقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ؛ وَالحَمْدُ للهِ؛ وَلاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ، أَحَبُّ إلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ). [رواه مسلم:2695] وعن َبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ). [رواه مسلم:597] وعن ابي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أدُلك على كلمةٍ من كنز الجنة؟ قلت: بلى، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله). [متفق عليه:2704]

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى