دكتور ياسرجعفر يوضح فضائل سور القرآن الكريم
القران الكريم دستور الحياة، والحديث عن القرآن حديث عظيم، وما كتبت عن القرآن يوماً أو تحدثت عنه إلا أجتمع لي أمران الفرح والخجل، فأفرح لأني أتكلم عن كلام الله، وأخجل لأني مثلي يتكلم عن هذا الكلام , ولكني أحمده عز وجل أن أذن لمثلي أن يتكلم عن كلامه سبحانه وتعالى العلي العظيم.
كتاب الله دستور حياه في جميع المعاملات وعلي جميع الآصعدة، صح عن عثمان رضي الله عنه وأرضاه أنه قال ” لو سلمت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم ” ذلك أن القرآن كلام الله وكلامه صفة من صفاته.
تأمل في كرامة القرآن لأهله جاء عند الترمذي رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” يجيء القرآن يوم القرآن فيقول : يارب حله فيُلبس تاج الكرامة , ثم يقول : يارب زده فيُلبس حلة الكرامة , ثم يقول يارب ارض عنه فيرضى عنه”.
إن العيش مع القرآن عيش كريم , ونعمة يتفضل بها الله على من شاء من خلقه، وحياة تعجز العبارات أن تعبر عنها , ولذا كان حريٌ بالمؤمن الناصح لنفسه أن يجاهد نفسه للعيش الحقيقي مع القرآن , تأمل في حال السلف وكيف كانت حياتهم مع القرآن , وقارن بين حالنا وحالهم عند التلاوة.
وفي هذا المقال ناخذ من الصيدلية المحمدية مايشفي صدورنا وتطمئن به قلوبنا ، ونواجه به همومنا واحزاننا ففي الحديث النبوي الشريف: (قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ تعدلُ ثلثَ القرآنِ . و قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ تعدلُ ربعَ القرآنِ)رواه الطبراني.
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : تفسير سورة الإخلاص، عن عبد الله بن خبيب، قال: ” خرجنا في ليلة مطر وظلمة، فطلبت النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا فأدركناه، فقال: قل; فلم أقل شيئا; قال: قلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [ سورة الإخلاص[ 1 والمعوذتين، حين تمسي وحين تصبح، ثلاث مرات، تكفيك من كل شي ” قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
والأحد: الذي لا نظير له; والصمد: الذي تصمد الخلائق كلها إليه، في جميع الحاجات; وهو الكامل في صفات السؤدد; فقوله: { *أَحَدٌ} ففي النظير والأمثال، وقوله: { الصَّمَدُ} إثبات صفات الكمال، وقوله: { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [سورة الإخلاص آية: ٣] نفي الصاحبة والعيال. { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [سورة الإخلاص آية: ٤] نفي الشركاء لذي الجلال.
وسئل الشيخ: حمد بن ناصر بن معمر، عما تضمنته سورة (الإخلاص) و { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [سورة الكافرون آية: ١]
للقُرآنِ كُلِّه فَضائِلُ كثيرةٌ؛ مَن قَرَأَه زادَ أجْرُه، ومَن تدبَّره زادَتْ حِكمَتُه وعِلمُه، ومَن حَفِظَه وعَمِلَ به فذاك هو الرابِحُ، وفيهِ طُمَأنينَةُ النَّفسِ، وعِظَمُ الأَجْرِ، ولبَعضِ سُوَرِ القُرآنِ فَضائِلُ خاصَّةٍ، كما يُبيِّنُ هذا الحَديثُ، حيثُ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، أي: قِراءَةُ سورةِ الإخلاصِ، “تَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ” أي: تُماثِلُ في أجرِ تِلاوتِها كمَن قَرَأَ ثُلُثَ القُرآنِ؛ قيل: لأنَّها تَشتمِلُ على التَّوحيدِ، والقُرآنُ يَشتمِلُ على التَّوحيدِ، والأحكامِ الشَّرعيةِ، والأخلاقِ، والتَّوحيدُ الثُّلُثُ.
وَيُستَأنَسُ لذلك بما جاء في رِوايةٍ لِمُسلِمٍ: “إنَّ اللهَ جَزَّأَ القرآنَ ثلاثةَ أجزاءٍ،. فَجَعَلَ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) جُزءًا من أجزاءِ القُرآنِ”؛ وذلك لأنَّها اشتَمَلَتْ على اسمَينِ من أسماءِ اللهِ تَعالى، مُتضَمِّنينِ كُلَّ أوصافِ الكمالِ، ولم يُوجَدَا في غيرِها من سُوَرِ القُرآنِ، وهما: الأَحَدُ، والصَّمَدُ؛ فإنَّهما يدُلَّانِ على ذَاتِ اللهِ الموصوفةِ بجميعِ أوصافِ الكمالِ، وبيانُ ذلك: أنَّ الأَحَدَ يُشعِرُ بِوُجودِه الخاصِّ، الَّذي لا يُشارِكُهُ فيه أحَدٌ غيرُهُ، والصَّمَدَ يُشعِرُ بجميعِ أوصافِ الكمالِ؛ لأنَّهُ الَّذي بَلَغَ سُؤدُدُه إلى مُنتهَى الرِّفعةِ والكمالِ، والَّذي يَحتَاجُ إليه جميعُ الخَلائقِ، وهو لا يَحتَاجُ إلى أحَدٍ سُبحانَه، “و{ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [ الكافرون: 1] تَعدِلُ رُبُعَ القُرآنِ”، أي: تُماثِلُ في أجرِ تِلاوتِها، قيل: لأنَّ في السورةِ البَراءَةَ من الشِّركِ، وأهْلِه، وهي لذلك تُماثِلُ الرُّبُعَ.
وفي الحديثِ: بيانُ فضلِ سورةِ الإخلاصِ.
وفيه: سِعَةُ عظيمِ فَضلِ اللهِ تعالى على عِبادِه، بأنْ جَعَلَ قِراءةَ سورةٍ قصيرةٍ تَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ وأخرى تَعدِلُ رُبُعَه.
وفيه: الحثُّ على انتِهازِ الحَسَناتِ والاستِزادةِ منها!! وفي روايه:
(أَيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَقْرَأَ في لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالوا: وكيفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ) رواه مسلم.
ومن بركات سوره الاخلاص والكافرون ، لتفريج الهموم وقهر السحر وشياطين الانس والجن، اذا قراهمها الانسان كل منهما ٣٣ مرة علي ماء وشرب مته المهموم او المسحور يبرأ بأذن الله تعالي ويمسح بالماء علي جسمه، واذا استمر الانسان علي قرائتهما صباحا ومساء تقضي حوائج الانسان بأذن الله تعالي، واذا قراهما الانسان علي حبه البركه والقسط الهندي وورق السدر ٣٣مرة لكل منهما وبخر به الانسان نفسه وبيته يزهب عنه الهموم والاحزان وابطال الاسحار، واذا استمر الانسان عليهما تمحو النفاق من قلبه وتكونا له حصن حصين من الكفر والشرك، قِراءَةُ القُرآنِ فيها الخَيرُ والبَرَكةُ؛ فهو حبْلُ اللهِ المتِينُ، وفيهِ طُمَأنينَةُ النَّفسِ، وعِظَمُ الأَجْرِ، وقدْ خصَّ اللهُ تعالَى سُورةَ الإخلاصِ بفَضلٍ عَظيمٍ.
تدبرات قرآنية
– سورة العصر
{ والعصر}
أول مرحلة لإستثمار حياتك ومعرفة قيمة الوقت الذي تعيشه وأنه زمن لن يعود وسيكون لك أو عليك، وهو عصر الإنسان ودهره الذي يعيشه عَظّمَهُ الله فأقسم به، فهل نُعَظِّمَهُ ونستثمره بما ينفعنا فيا حسرةً على أعمَار تذهب سُدى، وأقسم الله في القرآن بمخلوقات كثيرة لم أرَ أعظم وأشد على النفس، أن قوله تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات).
كم يقسم الله تعالى بالزمن في القرآن؛ (والعصر، والضحى والليل، والشمس)
فإن لم يكن هذا دليل على أهمية الوقت في حياتنا وعدم وتضييعه فماذا يكون؟
خص الله العصر بالقسم لأهمية الصلاة فيه , فهي الصلاة الوسطي التي نوه بها!
في قوله: { حافظوا علي الصلوات والصلاة الوسطي وقوموا لله قانتين }.