Blogمقالات

د ياسر جعفر يكتب: اختار الله طالوت ليكون ملكا لامرين

طالوتُ هو الملِكُ الَّذي بعَثَه اللهُ لبَني إسْرائيلَ لِيُقاتِلوا معَه جالوتَ، وقد ذكَرَ اللهُ تعالَى خَبرَهم في القُرآنِ،، قال تعالي:(*وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ*) (247)

قال نبيهم: إن الله اختار لكم طالوت ملكا عليكم.

قالوا: كيف يكون ملكا علينا وهو ليس من أبناء الأسرة التي يخرج منها الملوك -أبناء يهوذا- كما أنه ليس غنيا وفينا من هو أغنى منه؟ ودارت الايام والزمان يعيد نفسه وتوارثت هذه الافكار الي ايامنا هذه ، نفس الفكر ونفس التخطيط ، قالوا ان طالوت ليس من الاغنياء وطبقه الملوك والمحسوبية يريدون توريث الضلال واصحاب الجهل ليدمروا الدول والشعوب ،قال نبيهم: إن الله اختاره، وفضله عليكم بعلمه وقوة جسمه. اي اختار فيه العلم والصحة يكون اختيار موفق بامتياز بعيدا عن المحسوبية المضللة والتي تُعاني منها الامة الاسلامية تختار اصحاب المحسوبيات واصحاب الفكر الضلالي ولذلك أمة ضعيفه في كل شئ ، اصطفي الله سبحانه وتعالي طالوت بالعلم والصحه ولذلك اي دوله او مجتمع فيه هذا الاختيار اعلم بأن هذا الاختيار يجعل من الدول التقدم في كل شئ وفي جميع المجالات وعلي جميع الاصعدة، لا تتقدم الدول الا بالعلم والصحة ، جاء الله تعالى بالإسلام ، والأمم غارقة في ظلام الجهل ، فكان أول ما أنزل على رسول صلى الله عليه وسلم : ((*اقرأباسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * آقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم *علم الإنسان مالم يعلم*) سورة العلق
فكانت أول إضاءة في هذا الظلام الحالك ، ثم توالت إثرها الآيات المؤذنة بأن هذا الدين دين علم ،فهو يدعو أهلة إلى العلم ، وينفرهم من الجهل ، فتحولت الأمة الأمية إلى أمة علم ونور ، قال تعالى : ((*هو الذي بعث في الأمين رسولا ًمنهم يتلوا عليهم إياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين*) سورة الجمعة.
فالدين كله مبني على العلم 0العلم بالله ، وبدينه ، والعلم بأمره ونهيه ،فلا يعبد الله إلا بالعلم ، ولا يمكن أن تستقيم الأمة على المناهج الصحيح إلا بالعلم ، ترتقي وتتقدم الامم باصحاب العلم والعلماء في شتي مجالات الاختراعات والتنافس في الاختراعات والابحاث لتكون رحمة للشعوب ، حينما يخترع عالم دواء للمرضي فيكون رحمة لصاحب المرض ، وحينما يخترع العالم التكيف ليخفف علي الناس شده الحرارة فهذا رحمة ، حينما يخترع للسيارات طاقه بديل للوقود وتعيش الناس في طاقه نظيفه بعيدا عن التلوث فهذا رحمة العلم ، حينما نجعل من الطاقه الشمسيه طاقه كهربائية هائله لترحم الناس من الغلاء واهدار اموالهم ، فاالعلماء يستغلون من الطاقة الشمسيه طاقه كهربائيه وهذا من الطبيعة التي خلقها الله سبحانه وتعالي واستغلها كثير من الدول ولكن للاسف تمشي في الدول العربية مشي السلحفاة ! ونحن في امس الحاجه اليها ، فينبغي الاهتمام بالعلم ونختار المناهج الدراسية التي تفيد التدريس والتي تخدم العلم ،
أنواع العلوم
1- منها المحمود ، كعلم الشرع _ وهو أشرف العلوم -، والعلوم التي بها قوام أمر الدنيا ،كالطب ، والصناعات النافعة ، ونحوها
2- ومنها المذموم ، كعلم السحر ، والتنجيم
3- ومنها المباح ، كالعلم بالأ شعار التي لا منافاة للشرع ، التأريخ ، ونحو ذلك

العلم الواجب
العلم الواجب على كل مسلم : أن يتعلم مل تيلم به عقيدته ، وتصح به عبادته ، فيتعلم معنى الشهادتين ، وما يناقضهما ، وحق الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم إجمالاً، وأحكام الطهارة والصلاة إجمالأ، وإن كان لديه مال تعلم كيف يزكيه ، وإن كان له تجاره فعلية معرفةما يحل ويحرم في الجملة حتى لا يقع في الحرام، وهكذاحتى يعبد الله على علم وبصيرة ،
قال صلى الله عليه وسلم (*طلب العلم فريضة على كل مسلم* ) رواه ابن ماجه في مقدمته 1/81ح(224)ورواه غيره,وقد اختلف فيه فضعفه جماعه من العلماء, وقواه آخرون,وقد حسنه الحافظ ابن حجر ,والمزي,والسوطي,وغيرهم.
قال عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى في معنى الحديث :إنما طلب العلم فريضة أن يقع الرجل في شيء من أمر دينه فيسأل عنه حتى يعلمه ) المقاصد الحسنه ,وكشف الخفاء

فضائل العلم
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من لايحسنه ، ويفرح به إذا نسب إليه،وكفى بالجهل ذما أن يتبرأ منه من هو فيه ) تذكرة السامع والمتكلم

وللعلم فضائل كثيرة تدل على شرفه ورفعة مكانته ،منها :
1ـ أن الله تعالى وصف أهل العلم بالخشية له ,فقال تعالى (*انما يخشى الله من عباده العلمؤا*) سورة فاطر. فالعلم يورث خشية الله تعالى .
2- أن الله تعالى أمر رسوله صلىالله عليه وسلم بطلب الزيادة منه ,فقال تعالى (*وقل ربي زدني علما*) سورة طه .قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله تعالى-عن هذه لأية : انما واضحه الدلالة على فضل العلم ؛لأن الله تعالى لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب لازدياد من شيء الا من العلم) فتح الباري أول كتاب العلم.
3- أن العلم سبب للرفعة في الدنيا و الأخرة ، قال تعالى ( يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) سورة المجادلة والمعنى أن الله تعالى يرفع المؤمن على غيرة ، من المؤمنين

4- أنه علامة على إرادة الله تعالى الخير للعبد . عن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( *من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين* ) متفق عليه

من آداب العالم والمتعلم
1- الإخلاص: فيطلب العلم تقرباً إلى الله وحدة ، فينفع نفسه، ويعلم الآخرين ، لاأن يطلب العلم ليقال :عالم ،ولا لمباهاة الأقران ، وتعظيم الناس ، والتصدير في المجالس ، ولا يطلبة لتحصيل شهادة يتوصل بها عمل دنيوي . روى أبو هريره رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (*إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه*) وذكر ثلاثة ،ومنهم (*رجل تعلم العلم وعلمه ، وقرأ القرآن ، فأتي به فعرفة نعمة ، فعرفها ، قال : فما علمت فيها ؟ قال : تعلمت العلم وعلمته ، وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم، وقرأت القرآن ليقال : هو قارىء ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار*) رواه مسلم

2- العمل بالعلم إن من أعظم ثمار العلم : العمل به ، وإلا فما فائدة أن يعلم المسلم أن هذا الفعل واجب ثم تجدة معرضاً عنه ، أو يعلم ان ذلك الفعل حرام ثم تراه منكباً عليه ، ولأجل هذا اهتم العلماء بهذا الجانب ، فكتبوا فيه ، فمن ذلك كتاب : (*اقتضاء العلم والعمل ) ، للخطيب البغدادي ، وكتاب : ( *ذم من لا يعمل بعلمه* ) للحافظ أبي القاسم ابن عساكر رحمة الله تعالى عليهما . قال صلى الله عليه وسلم :لا تزول قدما عبد يوم القيامه حتى يسأل عن اربع خصال : “*عن عمره فيما افناه ، وعن شبابه فيما ابلاه ، وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه,وعن عمله ماذا عمل فيه*) رواه الترمذي عن ابي هريرة

3- الدعوة إلى الله بما معه من العلم : ومن ثمار العلم : بذله للناس , وهو من تبليغ العلم المأمور به في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم (*بلغوا عني ولو آيه*) رواه البخاري

4- التواضع: فلا يترفع عن الآخرين عجبا بنفسه وما وصل إليه من علم ، ولا يحتقر الناس ويزدريهم ، فالكبر خلق مذموم ،والتواضع واللين خلق محمود ،فعن أبي هربرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (*ما نقصت صدقة من مال ،وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد لله إلا رفعه* ) رواه مسلم
ومن علامات التواضع : العطف على الصغير ، واحترام الكبير ، وألا يرى في نفسه أنه أعلى قدراً من أقرانه

5- أن يتأدب الطالب مع معلمه : فيحترمه ويجله ، ويتأدب معه في السؤال ،ولا يسابقه الجواب أو الكلام ،ولا يقاطعه ،بل ينصت إلى كلامه ، ولا يتحدث مع أحدِ أثناء كلام المعلم .
فعن ابن عباس –رضي الله عنهما – أنه أخذ بركاب زيد بن ثابت – رضي الله عنه – فقال له : تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم )، فقال ابن عباس : (*إنا هكذا نفعل بكبرائنا وعلمائنا*) رواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد على شرط مسلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى