مقالات

د ياسر جعفر يكتب: مؤهلات لسيدنا يوسف جعلته وزيرا لاقتصاد مصر

سيدنا يوسف الصادق سيدنا يوسف الذي غير ديانة عبادة الاصنام الي عبادة التوحيد ، ماذا قال سيدنا يوسف للملك اي رئيس الدولة ؟! كان طلبه ليس في مصلحته الشخصية ولكن للمصلحة العامة والوطنية؛ لانه صاحب علم كبير ، قال تعالي:(*قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ*﴾

[ سورة يوسف: 55] طلب ان يكون وزيرا للماليه لسببان:
السبب الاول : لانه حفيظ
السبب الثاني: لانه عليم
وهذان السببان هما أسباب النجاح والتوفيق في جميع المجالات وعلي جميع الاصعدة، فيكون اقتصاد الدولة في ازدهار دائم.
فالسبب الاول : لانه (حفيظ)
سيدنا يوسف طلب طلبان ليس طمعأ في سلطه ولا طمعأ في مال؛ ولكن ليكون حفيظ علي الاموال من إهدارها، وحفيظ عليها من السرقه وحفيظ عليها من التلف وحفيظ علي الامن القومي للدوله، وهي ارض الكنانه ارض العزة ارض الخزائن ، نعم خزائن الارض ، وحينما طلب سيدنا يوسف الطلبان من الملك ، وافق الملك علي الفور لان ملك امين وجد في سيدنا يوسف العلم والكرم والجود، وهنا حكمة رؤساء الدول ينبغي عليهم ان يختاروا الرجل المناسب في المكان المناسب ، وان يختاروا الرجل الامين والذي يحافظ علي الممتلكات العامة والخاصة بدون تدخل “الكوسه” التي تدمر اقتصاد الدول وتهدد الامن القومي فيصبح المجتمع مهددا بالفقر والعوز ، واختار سيدنا يوسف اسم من اسماء الله الحفيظ ، قال -تعالى-: (*وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ*) [سبأ:21]، وقال سبحانه: (*وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ*) [الشورى:6]، وعرف هذا الاسم الحسن أنبياء الله -تعالى-، فقال هود -عليه السلام- لقومه: (*إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ*) [هود:57]، وقال يعقوب لبنيه: (*فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ*) [يوسف:64]

ومعناه: أن الله تعالى يحفظ الأشياء من الاضطراب، ويحفظ كل ما أراد، قال السعدي رحمه الله: “الحفيظ الذي حفظ ما خلقه، وأحاط علمه بما أوجده، وحفظ أولياءه من وقوعهم في الذنوب والهلكات، ولطف بهم في الحركات والسكنات، وأحصى على العباد أعمالهم وجزاءها”
والسبب الثاني: لانه عليم علي وزن فعيل ، والمقصود بأنه يمتلك من العلم الكثير ، ويفهم الملك؛ اي رئيس الدولة اني صاحب،علم، فينبغي ان يكون اصحاب الكراسي من اصحاب العلم ، لاتقوم لاي دولة قائمه الا بالعلم ، ولا تتقدم في جميع المجالات وعلي جميع الاصعدة الا بالعلم والعلماء،؛ ولذلك طرح علي الملك ولفت نظره ان البلاد لاتخرج من الازمات الاقتصادية الا بالحفظ والامانه والعلم ، وما آل إليه حالنا اليوم من جعل العلم والتعليم مزارع للبزنس في المدارس الخاصة والجامعات والمعاهد الخاصة التي دمرت التعليم ، وكان سيدنا يوسف يملك من العلم الكثير ﴿ *إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ*﴾، أَيْ: حَفِيظٌ لِلْخَزَائِنِ عَلِيمٌ بِوُجُوهِ مَصَالِحِهَا. وَقِيلَ: حَفِيظٌ عليم، أي: كَاتِبٌ حَاسِبٌ. وَقِيلَ: حَفِيظٌ لِمَا اسْتَوْدَعْتَنِي عَلِيمٌ بِمَا وَلَّيْتَنِي. وَقِيلَ: حَفِيظٌ لِلْحِسَابِ عَلِيمٌ بِالْأَلْسُنِ أَعْلَمُ لغة مَنْ يَأْتِينِي. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: حَفِيظٌ بتقديره في السنين الخصبة عَلِيمٌ بِوَقْتِ الْجُوعِ حِينَ يَقَعُ في الأرض الجدب، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: وَمَنْ أَحَقُّ بِهِ مِنْكَ؟!» فَوَلَّاهُ ذَلِكَ وَقَالَ لَهُ: إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ، ذُو مَكَانَةٍ وَمَنْزِلَةٍ، أَمِينٌ عَلَى الْخَزَائِنِ. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَحِمَ اللَّهُ أَخِي يُوسُفَ لَوْ لَمْ يَقُلِ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ لَاسْتَعْمَلَهُ مِنْ سَاعَتِهِ، وَلَكِنَّهُ أَخَّرَهُ لِذَلِكَ سَنَةً فَأَقَامَ فِي بَيْتِهِ سَنَةً مع الملك». قال: وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا انْصَرَمَتِ السنة من يوم سَأَلَ الْإِمَارَةَ دَعَاهُ الْمَلِكُ فَتَوَجَّهَ وَقَلَّدَهُ بِسَيْفِهِ وَوَضَعَ لَهُ سَرِيرًا من ذهب مكلّلا بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ، وَضَرَبَ عَلَيْهِ حُلَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ، وَطُولُ السَّرِيرِ ثَلَاثُونَ ذِرَاعًا وَعَرَضُهُ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ، عَلَيْهِ ثلاثون فراشا وستون مرفقة، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَخْرُجَ فَخَرَجَ مُتَوَّجًا وَلَوْنُهُ كَالثَّلْجِ وَوَجْهُهُ كَالْقَمَرِ، يَرَى النَّاظِرُ وَجْهَهُ فِي صَفَاءِ لَوْنِ وَجْهِهِ فَانْطَلَقَ حَتَّى جَلَسَ عَلَى السَّرِيرِ، وَدَانَتْ لَهُ الْمُلُوكُ وَدَخْلَ الْمَلِكُ بَيْتَهُ وَفَوَّضَ إِلَيْهِ أَمْرَ مِصْرَ.

لا شك أن العلم هو أحد أعمدة بناء الأمم وتقدمها، فبالعلم تُبنى الأمم وتتقدم، ويساعد على النهوض بالأمم المتأخرة، ويقضي على التخلف والرجعية والفقر والجهل والأمية وغيرها من الأمور التي تؤخر الأمة، فالعلم من أهم ضروريات الحياة، كالمأكل والمشرب وغيرها.
ومن هذا المنطلق نسال: ما هي أهمية العلم والبحث العلمي؟ وما هي أهمية العلم في الدين الإسلامي؟

إن العلم هو أحد مقومات الحياة؛ فهو ضرورة من ضرورياته كالمأكل والمشرب والنوم وغيرها، وهو العمود الأساسي في تطور المجتمع، وإنتاج وسائل يستطيع الإنسان من خلالها مواكبة العصور المزدهرة، وتنشئة مستقبل مشرق له ولعائلته، لافتًا إلى أن العلم يتلخص في قسمين أو شيئين: العلم التاريخي، وهو العلم الذي يستمده الشخص ويتناقله عبر الأجيال، ومن ثقافة أجداده وآبائه، فهو ليس علمًا مكتسبًا في هذه اللحظة، أو سوف يُكتسب في المستقبل، ولكنه موجود بالفعل بوجود الأجداد والآباء، ومن الثقافة التي توارثتها الأجيال عبر الزمان، وأما العلم المعاصر، فهو العلم الحديث والضروري لبلوغ غاية هذه الحياة، ولمعرفة مدى تطوراتها، ومسايرة العالم لكي يستطيع الإنسان العيش فيه، كما أنه يكتسب علمًا غزيرًا، ويزيد من خلفيته التعليمية والعلمية في هذا المجال. ولذلك ينبغي الاهتمام بالعلم لانه اساس تقدم الدول في جميع المجالات وعلي جميع الاصعدة في جميع انواع الصناعه والتجاره والصحه، بالعلم تنجح جميع المشاريع وفي جميع المجالات.

أن أهمية العلم لا تتوقف على تحصيل المعلومات فقط؛ بل تتعدى إلى ما بعد ذلك بمراحل، فالعلم نور كما يُقال، ونور الله لا يُؤتى لعاصٍ، فهو شعلة الأمم ونورها الذي يُضيء الكون، فهو يصنع الحياة الكريمة الراقية، وبالعلم تنهض الأمم، وتتحضر الشعوب، وبالعلم فقط نستطيع أن نقضي على الأمية المتفشية في بلاد العالم، وتعليم العالم حقوقه وواجباته، والتخلص من الفقر والجهل، وبالعلم يستطيع الإنسان كسر الحواجز، والتخلص من الأزمات التي يقع فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى