د ياسر جعفر يكتب : ياكرامة الدولة حينما يكون الرئيس شهما
” *شهم الرّجل*””
*كان عزيز النفْس حريصًا على مباشرة الأمور التي تستتبع الذكر الجميل ، ”شابٌّ شَهْم*”
لفظ الشهامه يدل علي الرجولة والنخوة والاعتزاز بالنفس والكرامة ، فيحنما يكون الرئيس او الملك او الامير او السلطان شهاما فتكون الدولة في اعتزاز وكرامة ، لان الرئيس رجل شهم ولا يطلق لفظ الشهم الا علي الرجال وليس كل ذكر رجل ! هم الذين ينطبق عليهم قوله تعالي (*مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ *”*
وحينما يكون الرئيس شهاما تكون الدولة في اعتزاز وقوة يخشاها كل متٱمر وكل خائن ، وكل غاشم وكل ظالم ، حينما يكون الرئيس شهاما تكون الدولة في امن وامان، وحينما يكون الرئيس شهاما يامر بمناهج التعليم تكون معتدلة خاليه من السفاهه وخزعبلات القصص التي تخرب العقول ، وحينما يكون الرئيس شهاما يضع مناهج دراسيه من المرحله الابتدائية قصص دينية والغزوات الاسلامية التي تحبب الشباب في دينهم ووطنهم ، حينما يكون الرئيس او الملك او الامير شهاما يضع اهل العلم والخبرة علي مناصب الكراسى، وحينما ان يكون الرئيس او الملك او الامير شهاما وصاحب نخوة وكرامة لاتستطيع اي دوله ظالمة تعتدي علي الحدود والمقدرات ، فاالرئيس والملك والامير هو عنوان الدولة والشعب ، وفيه نماذج رجال الشهامه
“*السلطـان الذي هزّ عـرش ملوك أوروبـا لمدة 46 عامًا*”
عندما جلس هذا السلطان على كرسي الخلافة كان صغيرًا في السن، وكان اول ما فعله هو ارسال رسالة إلى ملوك أوروبـا يُعلِمُهُم فيها بتَوَلِّيه الخلافة، ويأمرهم فيها بدفع الجزية المقررة عليهم كما كانوا يفعلون من قبل !
فما كان من ملك المجر إلّا أن استهان
به وقتل رسوله بعد إن ظن فيه الضعف لحداثة سن هذا السلطان.
وعندما علم السلطان الصغير ذلك، استشاط غضبًا وقال : « *ايُقـتل سفيـر الإســلام وانا حيّ* *» !!
فما إن أصبح الصباح إلّا وقد اعد السلطـان جيشًا جرارًا مدعومًا بالسفن الحربية
وكان هذا السلطان نفسه على رأس هذا الجيش.
وكان قاصدًا مدينة “بلغـراد” المنيعة، والتي تعد بوابة أوروبـا الوسطى وحصنهم كما كانوا يطلقون عليها، وهي المدينة التي لم يستطع فتحها فاتح القسطنطينية السلـطان “*محمد الفاتح*” !!
وبالفعل بدأ السلطان الصغير في حصار مدينة بلغـراد، وبعد شهرين ونصف من الحصار تسقط بلغـراد في عام 927 هـ، إحدى أقوى المدن الأوروبية.
ونزل خبر سقوط بلغـراد على ملوك أوروبـا كالصاعقة وارتعدت فرائصهم
من الرعب، وعلموا وقتها أنهم أمام سلطان من طراز فريـد.
فبعث اليه ملك روسيا والبندقية وسائر ملوك أوروبـا يهنؤنه بالفتح ويعطونه الجزية عن يد وهم صاغرون.
يقول المؤرخ الألماني هالمر :
“كان هذا السلطـان أشد خطرًا علينا
من صلاح الدين نفسه” !!
هذا هو سلـطان السلاطيـن وأميـر المؤمنـين
« *السلـطان سليـمان القـانوني* »
حكم الدولة العثمانية 46 سنة، كتب القرآن الكريم بيده 8 مرات، غزا أوروبا
10 غزوات، صد الصفويين 3 مرات،
أذلّ الأوروبيين وأقام السُنّة ومات
بساحات الجهاد.
يحتاج الناس في كل زمان، وعصر وأوان؛ إلى من سوسهم في دنياهم، وينظم شؤونهم، ويحافظ على أمنهم، ويرعى مصالحهم، ويقودهم إلى بَرِّ الأمان
لهذا؛ -قديما وحديثا- اتخذت كل قبيلة زعيما، واتخذ كل شعب رئيسا وقائدا، أو ملكا أو سلطانا أو أميرا؛ يفزعون إليه في الملمات، ويهرعون إليه عند الاجتياحات، فعنده تحل المشاكل، وتفض القضايا والخصومات، وعنده يوجد العطاء والكرم والجود، فيستغني الفقير، ويأمن الخائف.
الناس كلُّهم جنوده يعيشون في كنفه، وحرسُه؛ رعيَّتُه وحماةُ دولتِه
والسلاطين والحكام ليسوا سواء؛ فمنهم الظالم في حكومته المعتدي في دولته، ومنهم من تجبَّر وطغى: (*فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى*) [النازعات: 24 – 25].
بل طلب من الناس أن يعبدوه ويؤلهوه، قائلا: (*يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي*) [القصص: 38].
وحاربَ كليمَ الله موسى -عليه السلام- الذي دعاه إلى الهدى، مستغلا سلطته، وقهره للعباد، فعاث في بني إسرائيل قوم موسى تقتيلا وتشريدا، حتى أغرقه الله وجنوده، فلم يبق منهم أحدا.
ومنهم العادل في حكومته، المنصفُ في رعيته، كنبي الله الملك داود -عليه السلام- الذي أدبه ربه، فقال له: (*يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ*) [ص: 26]
والعدل والإنصاف عزيز في الحكام والسلاطين، وكان هذا العدل، وذاك الإنصاف في ذروته في عهد الخلفاء الراشدين، ثم خفّ قليلا في أواخر ملوك بني أمية، وبداية الملك العضوض، ودولة العباسيين، وكلما ابتعدنا عن عصر النبوة والخلافة الراشدة؛ كلما زاد الظلم ونقص العدل.
حتى وصل الظلم والتعدي ذروتَه في الملك الجبري؛ وذلك بانتهاء الملك العضوض، حيث تقطعت أوصال العالمين العربي والإسلامي، إلى عشرات الدول، وعشرات الحكام، وعشرات الأمراء.
واستقر الأمر على ذلك، وحكم كل دولة حاكم من أبنائها، وصارت له الولاية والسمع والطاعة في غير المعصية، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَبِي ذَرٍّ: “اسْمَعْ وَأَطِعْ وَلَوْ لِحَبَشِيٍّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ” [البخاري (696)].
وقَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ، فَجَاءَ اللهُ بِخَيْرٍ، فَنَحْنُ فِيهِ، فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: “نَعَمْ” قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ؟ قَالَ: “نَعَمْ” قُلْتُ: فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ؟ قَالَ: “نَعَمْ” قُلْتُ: كَيْفَ؟ قَالَ: “يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ” قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: “تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ” [مسلم (1847)]
هذا له، من حقّهِ على الرعية، فما هو واجبه تجاه الرعية؟ وما حكمه إن خالف هذه الواجبات؟
على الحاكم المسلم والسلطان المؤمن: ألاّ يركن إلى قوته، وكثرة جنده، وتطور سلاحه، وكثافة عتاده، وسعة ملكه؛ بل يجب عليه أن يعتزَّ بإسلامِه وإيمانِه بربِّه، وطاعتِه، وعدمِ عصيانِه، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: “لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ أَتَتْهُ الْجُنُودُ وَعَلَيْهِ إِزَارٌ وَخُفَّانِ وَعِمَامَةٌ، وَهُوَ آخِذٌ بِرَأْسِ بَعِيرِهِ يَخُوضُ الْمَاءَ، فَقَالُوا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! تَلْقَاكَ الْجُنُودُ وَبَطَارِقَةُ الشَّامِ وَأَنْتَ عَلَى هَذَا الْحَالِ؟ قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ: “إِنَّا قَوْمٌ أَعَزَّنَا اللَّهُ بِالإِسْلامِ، فَلَنْ نَلْتَمِسَ الْعِزَّ بِغَيْرِهِ” [مصنف ابن أبي شيبة (7/ 93) (34444)]
وإن من أهم واجبات الحكام والسلاطين: سياسة الدنيا وحراسة الدين، فبه تحفظ الثغور ويسود الأمن، وتؤمَّن سبل العيش والحياة.
وعليه: أن يوفر الأمن لأمته بكافة أشكاله وأنواعه، ومن ذلك: أمن الحدود، وحفظ الثغور على قدر طاقته واستطاعته، ويولى على ذلك أهل النجدة والشهامة والشجاعة، واحتسابِ الأجر على الله -تعالى-، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: “رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ” [مسلم (1913)].
ويؤمِّنَ السبلَ والطرق للناس من قطاع الطرق واللصوص، والخوارج والبغاة، ويوكِّل حرسا وحَفَظة يتناوبون الليل بينهم والنهار.
وأن الحاكم يكون متزنا لا متهوِّرا، يودي بالناس إلى المهالك، ويعرِّض أمته للمخاطر، ويتعرض لما لا طاقة له به.
وأن يكون ذا عدل وإنصاف، يحسن للمحسن، ويعاقب المسيء، ف “مَن عدل نفذَ حكمُه، وقرطس فِي المطالب سَهْمه، وَمن ظلَم تعجلَ زَوَال النعم، وحلول النقم.
وَقيل: مَن عدلَ حصَّن ملكَه، وَمن ظلم فقد استعجل هلكَه.
وَقيل: من عدل زَاد قدرُه، وَمن ظلم نقص عمره.
وَقيل: من عدل فِي سُلْطَانه اسْتغنى عَن أعوانه.
وَقيل: أفضلُ الْمُلُوك من أحسن فِي فعله وَنِيَّته، وَعدل فِي جنده ورعيته.
وَقيل: “من ساءت سيرته لم يَأْمَن أبدا، وَمن حسنت سيرته لم يخف أحدا” [تهذيب الرياسة وترتيب السياسة، ص: 193)].
ومن واجباتهم: الحفاظ على مقدرات الأمة، فهي ليست نهبا للأعوان، والمقربين والإخوان، وليست حكرا على حزب أو فصيل، أو جماعة أو قبيلة، فلا بد له من توسيد الأمور إلى أهلها، ووضع الأشياء على أبوابها، وإعطاء الحقوق لأصحابها، وإلاّ فلينتظر ثوابها أو عقابها
وعليهم النهوض بالأمة في مواكبة الأمم والأخذ بكل ما هو جديد وبكل ما هو مفيد، فقد دوَّن عمر -رضي الله تعالى عنه- الدواوين أخذا من الفرس، وسَكَّ بنو أمية العملة النقدية الإسلامية، وكانوا قبلُ يتعاملون بالعملة الفارسية والرومية وعلى صور ملوكهم وصلبانهم ونيرانهم.
وعلى حكامنا ورؤسائنا: الاهتمامُ بالتعليم الشرعي والدنيوي، وابتعاث الطلبة ليدرسوا ما يعود بالخير والنفع عليهم وعلى الأمة، وكذلك ابتعاثُ من يبين للناس محاسنَ شرعنا ودينِنا، ويكونون دعاةَ خير للأمة والوطن، مبيِّنين الوجهَ المشرق لعاداتنا وتقاليدنا الموروثة، التي لا تخالف شرعنا وديننا، وهذه من مهمة السفراء والمبتعثين أن يكونوا مصابيحَ للأمَّة في الدول الأخرى .
فينبغي علينا ان نعيش في ظل القران والسنه مع رؤساء وملوك وامراء يسلكون طريق الهدايه بالكتاب والسنه النبويه لكي نكون ساده الامم وخير الأمم وخير الرجال وخير الاصحاب والاصدقاء فالاسلام والسنه النبويه تدعم دايما للخير في كل شئ
“*من هم خيرُ الناس؟*”
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
١- (خيركم من تعلم القرآن وعلمه.)
صحيح البخاري: 5027.
٢- (خياركم أحاسنكم أخلاقا.)
صحيح البخاري: 6035.
٣- (خيركم أحسنكم قضاء.)
أي: عند رد القرض.
صحيح البخاري: 2305.
٤- (خيركم من يُرجى خيره، ويُؤمٓن شره.)
صحيح الترمذي: 2263.
٥- (خيركم خيركم لأهله.)
صحيح ابن حبان: 4177.
٦- (خيركم من أطعم الطعام، وردَّ السلام.)
صحيح الجامع: 3318.
٧- (خياركم ألينُكم مناكب في الصلاة.)
الترغيب والترهيب: 234/1.
أي: يفسح لمن يدخل الصف في الصلاة.
٨- (خير الناس من طال عمره، وحسن عمله.)
صحيح الجامع: 3297.
٩- (خير الناس أنفعهم للناس.)
صحيح الجامع: 3289.
١٠- (خير الأصحاب عند الله خيركم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيركم لجاره.)
صحيح الأدب المفرد: 84.
١١- (خير النَّاس ذو القلب المَخْمُوم، واللِّسان الصَّادق.) قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال:
(هو النقي، التقي، لا إثم عليه، ولا بغي، ولا غل، ولا حسد).
صحيح الجامع: 3291.
جعلني الله وإياكم من خير الناس.