اخبار عالمية وسفارات

رئيس وزراء باكستان: تغير المناخ أزمة وجودية تتجاوز الحدود وتأثيراتها محسوسة عالميًا

ألقى رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف بيانا فى مؤتمر منظمة شنغهاى بصفته رئيسًا لمجموعة عمل منظمة شنغهاى للتعاون “مجلس رؤساء الحكومات”.

جاء فى البيان:

نحن فى لحظة تاريخية من التحول، حيث تعمل التحولات الشاملة على إعادة تشكيل المشهد الاجتماعى والسياسى والاقتصادى والأمنى ​​العالمى.

ومن على هذه المنصة الموقرة لمنظمة شنغهاى للتعاون – منارة التعددية – أقف بحزم على الاعتقاد بأننا نمتلك ليس فقط الإمكانات، بل والإرادة الجماعية، لصياغة مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا وأمانًا لشعبنا، مستقبل شامل يعكس التطلعات المشتركة لجميع الدول الأعضاء.

عندما تولت باكستان رئاسة هذا المنتدى الموقر العام الماضى، أكدنا التزامنا بالسلام والاستقرار الإقليميين وتعزيز الاتصال والتنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة، ونعتقد أن هذه المبادئ أساسية لتقدم منظمة شنغهاى للتعاون، وللنهوض برؤيتنا الجماعية.

ومن خلال الجهود المتضافرة لجميع الدول الأعضاء، تمكنا من التقدم على هذا المسار، ويشهد البيان المشترك لاجتماعنا على التزامنا المشترك بتعزيز النمو الاقتصادى المستدام والشامل، والاستفادة من الاتصال المعزز، وتبنى آليات التفكير المستقبلى للتنمية الخضراء.

ويمتد تعاوننا وعملنا الجماعى المشترك إلى الروابط الأكاديمية والسياحية، وتخفيف حدة الفقر، وتمكين المرأة والشباب فى جميع أنحاء منطقة منظمة شنغهاى للتعاون – وهو انعكاس والتزام بتصميمنا على تعزيز الرخاء من خلال الوحدة.

أفتخر بتسليط الضوء على العديد من المبادرات التطلعية، خلال رئاسة باكستان لمنظمة شنغهاى للتعاون: قاعدة الأفضلية الاقتصادية لمنظمة شنغهاى للتعاون، والتعاون المعزز بين منظمات الترويج التجارى، وإطار الاقتصاد الإبداعى، وبرنامج الحوار الاقتصادى الجديد لمنظمة شنغهاى للتعاون.

إن هذه المبادرات ترسم مسارًا واعدًا ومستقبلًا مشرقًا، ولكن من الضرورى الآن أن ننتقل إلى إجراءات ملموسة – من خلال التنفيذ المنسق – لتعزيز تعاوننا فى القطاعات الحيوية للتجارة والاقتصاد.

إن أفغانستان بحكم تماسها مع منطقتنا، تقدم فرصة لا تقدر بثمن ونادرة للتجارة والعبور، مما يعود بالنفع على جميع الدول الأعضاء فى منظمة شنغهاى للتعاون.

إن أفغانستان المستقرة ليست مرغوبة فحسب، بل إنها ضرورية لتحقيق هذه الفرص العظيمة بشكل كامل.

يتعين على المجتمع الدولى أن يتقدم بدعم إنسانى عاجل، مع دعوة الحكومة الأفغانية المؤقتة، إلى تبنى الشمولية السياسية، وبالتالى ضمان عدم إساءة استخدام الأراضى الأفغانية للإرهاب ضد جيرانها من قبل أى كيان.

إن التعاون الاقتصادى هو جوهر مشاركة منظمة شنغهاى للتعاون، والاستثمار فى البنية الأساسية الإقليمية – خاصة فى مجالات النقل والطاقة – أمر لا غنى عنه لتعزيز التكامل الاقتصادى.

ترحب باكستان بقرار مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاى للتعاون بضمان وتأييد استراتيجية تطوير التعاون فى مجال الطاقة 2030 وإنشاء جمعية المستثمرين، ونحن على استعداد للقيام بدورنا فى تحقيق هذه الطموحات.

وفى حين تدعم باكستان جميع مبادرات الاتصال لمنظمة شنغهاى للتعاون، فإنها تؤكد على أهمية إنشاء إطار قوى للاتصال فى منظمة شنغهاى للتعاون، ولا ينبغى لهذا الإطار أن يعزز التجارة الإقليمية فحسب، بل ينبغى له أيضًا أن يعزز رؤية أوراسيا المتصلة.

ينبغى توسيع نطاق المشاريع الرائدة، مثل مبادرة الحزام والطريق، والممر الاقتصادى الصينى – الباكستانى، والممر الدولى للنقل بين الشمال والجنوب، مع التركيز على تطوير البنية الأساسية للطرق والسكك الحديدية والرقمية التى تعزز التكامل والتعاون فى جميع أنحاء المنطقة.

دعونا لا ننظر إلى مثل هذه المشاريع من خلال المنظور السياسى الضيق، ونستثمر فى قدراتنا الجماعية على الاتصال، والتى تشكل أهمية حاسمة لتعزيز الرؤية المشتركة لمنطقة متكاملة اقتصاديًا، دعونا نعمل معًا من أجل منطقة متكاملة ومزدهرة تعود بالنفع على جميع الدول الأعضاء.

الفقر ليس مجرد قضية اقتصادية، بل هو ضرورة أخلاقية تتطلب اهتمامنا الجماعى، ومع وجود الملايين الذين يعيشون فى فقر داخل منطقة منظمة شنغهاى للتعاون، فإن التعاون الوثيق فى مجال التخفيف من حدة الفقر أمر بالغ الأهمية لأن الفقر يؤدى إلى الفناء النهائى.

وباعتبارها الرئيس الدائم لمجموعة العمل الخاصة لمنظمة شنغهاى للتعاون المعنية بالفقر، يسرت باكستان العديد من الندوات والندوات عبر الإنترنت، بهدف تبادل المعرفة وأفضل الممارسات لإزالة الفقر من على وجه هذه المنطقة.

وسنواصل توفير الزخم المطلوب لجهودنا الجماعية لمعالجة الأسباب الجذرية للفقر، وتحسين نوعية الحياة لشعبنا.

إن تغير المناخ أزمة وجودية تتجاوز الحدود وتأثيراتها محسوسة عالميًا، ولكن بشكل أكثر حدة من قبل دول مثل باكستان، التى تقع على خط المواجهة للكوارث الناجمة عن المناخ.

إن الفيضانات المدمرة فى باكستان عام 2022 هى مثال على ذلك حيث كان الملايين من الناس فى هذا البلد يعيشون تحت سماء مفتوحة، وجرفت ملايين الأفدنة من المحاصيل الدائمة، وغرقت ملايين المنازل، وتكبد اقتصادنا خسائر فادحة بلغت حوالى 30 مليار دولار أمريكى ولم يكن ذلك بسبب خطأ منا.

من الضرورى أن نعطى الأولوية للتعاون البيئى داخل منظمة شنغهاى للتعاون، لبناء القدرة على الصمود وتأمين مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

إننا نرحب باتفاقية منظمة شنغهاى للتعاون الأخيرة بشأن حماية البيئة وندعو جميع الدول الأعضاء إلى المشاركة بنشاط فى الجهود البيئية الإقليمية والعالمية.

حيث طورت باكستان نظامًا استباقيًا لإدارة الكوارث قائمًا على التكنولوجيا، وهو فريد من نوعه فى العالم، ونتطلع إلى تنظيم تمارين محاكاة مع شركاء منظمة شنغهاى للتعاون، لتعزيز الاستعداد للكوارث فى جميع أنحاء المنطقة.

إن التدابير القسرية أحادية الجانب، والسياسات الحمائية، تتعارض مع مبادئ القانون الدولى، لأنها تخنق النمو الاقتصادى، وتعوق التقدم التكنولوجى، وتؤدى إلى تفاقم عدم المساواة، إن إصلاح البنية المالية العالمية، وأنظمة التجارة أمر ضرورى لتعزيز التنمية العالمية العادلة.

إن باكستان تدعم إنشاء آلية تمويل التنمية البديلة لمنظمة شنغهاى للتعاون، والتى يمكن أن توفر الزخم اللازم لإحياء مشاريع التنمية المتوقفة.

كما أرحب بالقرار المناسب الذى اتخذه مجلس رؤساء الدول فى منظمة شنغهاى للتعاون لإنشاء آليات الدعم المالى لتنفيذ المشاريع فى إطار منظمة شنغهاى للتعاون.

بصفتنا قادة، يتعين علينا تشجيع قطاعنا الخاص على تهيئة بيئة مواتية للأعمال والاستثمار داخل منطقة منظمة شنغهاى للتعاون.

وأود أن أشيد باتحاد غرف التجارة والصناعة الباكستانية على جهوده التعاونية مع وزراء خارجية منظمة شنغهاى للتعاون فى إسلام آباد، لتسهيل الحوارات البناءة التى تعزز العلاقات الاقتصادية، ولا بد من رعاية مثل هذه المبادرات لتعميق التعاون الاقتصادى ودفع الرخاء الإقليمى.

إن الإجماع المتزايد بين الدول الأعضاء على استخدام العملات المتبادلة للتسويات يشكل تطوراً واعداً، وإن اتحاد البنوك فى منظمة شنغهاى للتعاون هو منتدى مناسب لمعالجة التحديات المصرفية، والتحرك نحو التسوية بالعملات المتبادلة من شأنه أن يحمينا من الاضطرابات المالية العالمية.

كما يعمل اتحاد مراكز الفكر التحليلية الاقتصادية فى منظمة شنغهاى للتعاون كمنصة رئيسية للعلماء المتخصصين فى الديناميكيات الاقتصادية والتجارية، وتثرى رؤاهم الأطر الاقتصادية الإقليمية.

وبصفتها رئيسة، قادت باكستان أبحاثاً قيمة هذا العام، والتى تم تبادلها مع الدول الأعضاء من أجل تحقيق المنفعة الجماعية.

إن باكستان تؤمن إيماناً راسخاً بأن منظمة شنغهاى للتعاون الأقوى والأكثر فعالية تشكل ضرورة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة فى منطقتنا.

إننا نؤيد بكل إخلاص الإصلاحات الجارية التى تهدف إلى تحديث المنظمة وتعزيز موارد وقدرات أمانة منظمة شنغهاى للتعاون والهيكل الإقليمى لمكافحة الإرهاب.

دعونا لا ننسى أن الجوهر الحقيقى لمنظمة شنغهاى للتعاون يمتد إلى ما هو أبعد من التحالفات السياسية والشراكات الاقتصادية، إن الفسيفساء الغنية لثقافاتنا وتنوع شعبنا هى التى تشكل قلب هذه المنظمة.

وتظل باكستان ملتزمة التزاماً عميقاً بتعزيز العلاقات بين الناس والتبادلات الثقافية التى تعمل على سد الفجوات وتعزيز التفاهم وتعميق التعاون، وفى ظل الوحدة والهدف المشترك يمكننا بناء إرث دائم وإثراء مستقبل جميع دولنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى