اخبار عالمية وسفارات

سفير تركيا بالقاهرة: فى السياسة الخارجية التركية تعد مصر أحد اكثر الدول أهمية من الناحية الاستراتيجية

قال سفير تركيا بالقاهرة صالح موطلو شن، إن مصر هى الدولة الوحيدة التى زارها الرئيس رجب طيب أردوغان مرتين فى عام 2024‏‎، وأن هذا الموقف وحده يكشف الأهمية الكبيرة التى توليها ‏تركيا لمصر، ويجب قراءة دلائل ورسائل هذه الزيارات بعناية فائقة‎.

وأضاف، أن التغيرات التى تشهدها الساحتين الإقليمية والعالمية تحتم تعميق التشاور والتنسيق بين البلدين، وتعد مصر أكثر دول العالم أهمية وإستراتيجية فى السياسة الخارجية التركية‎.

جاء ذلك خلال التقييم ‏الذى أجراه السفير، مساء الأربعاء، حول عام 2024 فى سياق العلاقات التركية-المصرية ‏والتطورات الإقليمية والعالمية، وذلك بمقر إقامته.‏

وتابع السفير: إن مصر تشكل العمود الفقرى للاستقرار الإقليمى، وسيواصل البلدين تطوير التعاون من أجل السلام والاستقرار والتنمية ‏فى المنطقة والعالم‎.

وأكد، أن تركيا تدعم بشكل كامل أمن واستقرار وتنمية مصر تحت قيادة الرئيس السيسى، وبهذا المعنى، ‏فإن تركيا ومصر معًا جنبًا إلى جنب، تحت قيادة الرئيسين السيسى وأردوغان متماسكان بشكل وثيق ‏ويتقدمان سويا إلى المستقبل.‏

وأن عام 2025 سيُعتبر الذكرى المئوية لتأسيس ‏العلاقات الدبلوماسية بين تركيا الحديثة ومصر الحديثة، وتخطط سفارة تركيا للقيام بأنشطة دينية وأكاديمية للعديد من ‏الثقافات فى الذكرى المئوية.

وأشار السفير، إلى إحراز تقدم تاريخى فى العلاقات التركية-المصرية خلال آخر 2024 عامًا، ‏موضحًا، أن الرئيس أردوغان قام بزيارة تاريخية إلى القاهرة فى فبراير، كما قام الرئيس السيسى بزيارة ‏تاريخية إلى أنقرة فى سبتمبر، وأخيرا، قام الرئيس أردوغان بزيارة تاريخية إلى القاهرة فى ديسمبر، وزار ‏العاصمة الإدارية الجديدة.

خلال زيارة الرئيس أردوغان فى فبراير، تم إنشاء مجلس التعاون ‏الاستراتيجى بين البلدين، وعقد الرئيس السيسى الاجتماع الأول لهذا المجلس فى سبتمبر بمشاركة العديد من الوزراء.

كما تم التوقيع على 17 اتفاقية فى اجتماع المجلس فى أنقرة، وأن معظم هذه الاتفاقيات كانت ‏حول العلاقات التجارية والاقتصادية والأنشطة التنموية المشتركة.

وأكد السفير، أن مصر من أهم المراكز الدبلوماسية فى العالم، ومن الصعب ‏أحيانًا على الدبلوماسيين متابعة الاجتماعات والزيارات والمفاوضات والتطورات السياسية والدبلوماسية فى القاهرة بسبب هذه ‏السرعة والكثافة. ‏

“قمة الثمانى”

وفى سياق آخر، أعلن السفير ترحيب بلاده كثيرا بدعم الرئيس السيسى لمشروع‎ ‎منظمة الثمانى‎ ‎لرئيس الوزراء التركى نجم الدين أربكان، الذى يهدف ‏إلى التنمية المستقلة والتصنيع والتنمية من خلال التعاون وتجميع الموارد بين اقتصاديات الدول الإسلامية الكبرى، مؤكدًا، أن مصر لعبت دورا حاسما فى قبول أذربيجان لقمة مجموعة الثمانى‎.

وقال السفير: عندما يقوم قادة الدول بالمشاركة فى قمة فى إطار منظمة دولية فإن هذا له معنى فى حد ‏ذاته، كما أن مشاركة الرئيس أردوغان فى القمة ترجع أيضًا بشكل مباشر إلى حواره الوثيق مع الرئيس السيسى، ‏ومرتبط بالأهمية التى يوليها له واهتمامه بمصر. ‏

ولذلك، لا يمكن اعتبار المشاركة فى قمة مجموعة الثمانى كمجرد مشاركة فى اجتماع دولى، بل هى خطوة مهمة ترتبط ‏بتطوير العلاقات الثنائية.‏

وأكد، أن زيارة الرئيس أردوغان فى القمة جاءت بعد الأزمة السورية وأتاحت الفرصة لتبادل وجهات النظر بشكل متعمق بين البلدين حول ‏القضايا الإقليمية.

حيث عقدت خلال القمة لقاءات بين الرئيسين أردوغان والسيسى، كما جرت لقاءات ثنائية خاصة بين وزيرى الخارجية هاكان ‏فيدان وبدر عبد العاطى، استمرت لما يقرب ‏من ساعة، مما يدل على مدى أهمية البلدين بشأن القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية بين ‏البلدين.‏

وأشار، إلى اهتمام تركيا بوجهات نظر مصر ومواقفها بشأن القضايا الإقليمية، وتشاورها مع مصر فى كل قضية إقليمية، ‏وأهمية أخذ موقف مصر فى الاعتبار.‏

“غزة”

وفيما يتعلق بالأوضاع فى غزة، قال السفير: إن الحرب فى غزة مستمرة للأسف فى عام 2024، وأن تركيا بالتعاون مع السلطات ‏المصرية، واصلت إرسال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع حتى شهر مايو، أى حتى الهجوم الإسرائيلى على معبر رفح ‏الحدودى.

لكن إسرائيل أغلقت المعبر، وإن هذه المساعدات توقفت إلى حد كبير نتيجة احتلال وتدمير المعبر على يد قوات ‏الاحتلال الإسرائيلية.‏

وأكد السفير، عدم وجود بديل لمسار مصر فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والتعافى وإعادة الإعمار، لذا على ‏إسرائيل تسليم المعبر للفلسطينيين والانسحاب من معبر رفح الحدودى وممر فيلادلفيا، وبدء المساعدات ‏الإنسانية والمعابر البشرية تحت السيطرة الفلسطينية على حدود معبر رفح فى أقرب وقت ممكن.‏

وأعلن، دعم تركيا لموقف مصر بشكل كامل بشأن معبر رفح الحدودى وممر فيلادلفيا، مشيرًا، إلى أن مصر فى الطليعة وتبذل بكل صدق جهود وقف إطلاق النار بالتعاون مع قطر فى عام 2024.

وقال: إن ‏الإدارة الإسرائيلية وخاصة رئيس الوزراء نتنياهو تضع شروط جديدة عندما تتقدم المفاوضات وذلك سعيا منها لمواصلة ‏الحرب، وبسبب هذا لم تحرز أى نتيجة فى المفاوضات، ومع هذا تواصل مصر وقطر جهودهما بكل عزم.‏

وأعلن، أن تركيا قدمت المقترحات والتوصيات اللازمة لجميع الأطراف فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وتأمل أن يتم التوصل إلى ‏وقف إطلاق النار فى أقرب وقت ممكن.‏

ويتعين على إسرائيل الانسحاب بشكل كامل من غزة -ليس فقط من معبر رفح الحدودى وممر فيلادلفيا- ولكن يجب ‏أيضًا على المجتمع الدولى جمع المساعدات الإنسانية على الفور والبدء فى أنشطة التعافى وإعادة البناء.

وأكد، أن المجتمع الدولى يدرك جيدا أن نية إسرائيل الحقيقية هى جعل غزة “غير صالحة للحياة” وإجبار الفلسطينيين على الهجرة الطوعية. ‏

وأن هذا أمر معروف لدى السلطات المصرية، ولا ينبغى لتركيا ومصر والمجتمع الدولى السماح للفلسطينيين ‏بالهجرة الجماعية من خلال جعل غزة “غير صالحة للحياة” وعدم السماح بإعادة إعمار غزة. ‏‎

وتابع السفير: إن تركيا شاركت فى مؤتمر المساعدات الإنسانية لغزة الذى نظمته مصر فى نوفمبر بوفد ‏كبير، وأن هذه المبادرة المصرية جاءت فى الوقت المناسب للغاية. ‏‎‏

ومن أجل نجاح الاستعدادات لهذه المساعدات ‏الإنسانية والإنعاش وأعمال البناء الجديدة، من الضرورى الضغط على إسرائيل وجميع الأطراف لضمان وقف إطلاق النار غير ‏المشروط فى أقرب وقت ممكن.‏

وقال السفير: إن تركيا ترسل المساعدات الإنسانية بشكل أساسى إلى غزة وسوريا والصومال والسودان، وأن منظمات الإغاثة ‏الإنسانية التركية ومنظمات المساعدة الفنية بدأت بالفعل أنشطتها فى سوريا.

“سوريا”

وعن الفترة الانتقالية فى سوريا الآن قال السفير: ينبغى على تركيا وجميع الدول العربية، بما فيها مصر والأردن والعراق ‏والسعودية والإمارات وقطر، مساعدة الإدارة الانتقالية المقامة فى سوريا، وتحسين الظروف المعيشية لإخواننا السوريين الذين ‏سيعودون إلى بلادهم من تركيا والأردن ولبنان ومصر والعراق. ‏

وعلى كافة دول المنطقة أن تتخذ نهجا بناء فى الفترة الانتقالية وتشكيل حكومة شاملة ‏تضم جميع شرائح البلاد، بما فى ذلك -العرب والعلويين والأكراد والتركمان واليزيديين والدروز والمسيحيين- دون النظر إلى ‏اللغة والدين والعرق والانتماء العرقى والهوية وضرورة التعامل مع إدارة المرحلة الانتقالية. ‏‎

وأشار، إلى استضافة تركيا ما يقرب من 4 ملايين ‏سورى لمدة 10 سنوات وأن مساعداتها لسوريا والسوريين جعلت تركيا واحدة من الدول الرائدة فى العالم فى مجال المساعدات ‏الإنسانية، وعندما يعود اللاجئون السوريون بشكل طوعى ومشرف إلى بلادهم، لن تتركهم تركيا وحدهم.

وأكد السفير، أن الشعب السورى عانى بما فيه الكفاية، لدرجة أنه أصبح فقيرا وتشرد من دياره واضطر ‏للهجرة إلى الخارج، وأنه من الآن فصاعدا لن تتحمل سوريا أى صراع وعدم استقرار جديد، وينبغى أن ينتهزوا ‏فرصة هذا العصر الجديد.‏

وأضاف، لا ينبغى لأى منظمة إرهابية بما فى ذلك داعش ومنظمة‎‏ ‏‎PKK، أن تجد ‏لنفسها ملجأ فى الأراضى السورية، ولا ينبغى لها أن تخلق الإرهاب ضد أى بلد فى المنطقة وجيران سوريا، ولا ينبغى بأى ‏حال من الأحوال أن تسبب عدم الاستقرار فى أى دولة أخرى. ‏‎

وأكد السفير أيضاً، أن وحدة سوريا وسلامة أراضيها وطابعها كدولة عربية تشكل خطوطاً حمراء بالنسبة لتركيا، مشيرًا، إلى أن ثلثى الأراضى السورية تحتلها عناصر منظمة ‏PKK‎‏ و‏YPG ‎‏ الانفصالية التى بيد الإرهابيين الأجانب.‏

وأن نظام‏PKK ‎ و‏YPG ‎ الذى يريد الانفصال بشمال شرق سوريا، يسرق موارد الغاز الطبيعى والنفط، وهى الموارد ‏الطبيعية الوحيدة لسوريا، وأن هؤلاء الإرهابيين الأجانب يجب أن يغادروا سوريا على الفور، وعلى عناصر‏YPG ‎‏ إلقاء أسلحتهم على الفور والاستسلام للحكومة.‏

وأضاف السفير، منذ 60 عاماً وسوريا تحكم بطريقة تخالف الواقع الاجتماعى ومشاعر الناس وتفضيلاتهم، ومن قبل نظام عائلة تفكر فى ‏مصالح النظام وليس رفاهية الشعب.

والآن توجد فرصة تاريخية لتشكيل حكومة شاملة تناسب رغبات وتفضيلات ومشاعر غالبية الشعب فى سوريا، ومع تغير هذا النظام سنحت الفرصة للمنطقة لتحقيق الاستقرار الدائم بتأسيس ‏حكومة بهذا الشكل. ‏‎

ومن أجل تقييم هذه الفرصة بشكل جيد يمكن للدول العربية -بما فى ذلك تركيا ومصر- أن تدعم عملية التحول والتغيير هذه، ‏ويمكن إكمال هذه العملية وتأمينها من خلال توفير الدعم، وليس من خلال عزل إدارة المرحلة الانتقالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى