Blog

سفير قطر بالقاهرة يشارك فى المنتدى العربى حول “الحد من التسلح”

 

شارك سفير قطر بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية طارق الأنصارى فى المنتدى العربى الثالث حول “الحد من التسلح ونزع السلاح وعدم الانتشار” الذى أقيم فى الدوحة خلال الفترة 4 – 6 يونيو الجارى.

وقال السفير خلال كلمته: إن هناك شراكة قائمة بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، تلعب قطر أدواراً هامة فى كليهما.

وأضاف، لن تتمكن الأمم المتحدة من أداء دورها على مستوى عالمى وجغرافى شامل دون التعاون مع المنظمات الإقليمية وغير الإقليمية، والتى هى أدرى بشؤون أقاليمها.

وتعد قطر عضواً فاعلاً ومسؤولاً فى المجتمع الدولى والإقليم الذى تنتمى له.

وهى نشطة فى الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وتوجد مكونات تقودنا إلى إمكانية تفعيل الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة والذى يحث الدول على القيام بدور فى الوساطة لنزع فتيل الأزمات، اتساقاً مع ما نص عليه ميثاق جامعة الدول العربية ومع النظام المؤسس لمجلس التعاون الخليجى.

وتابع السفير: الإرادة السياسية واضحة كذلك فى خطابات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، أمام دورات الانعقاد الرفيع للجمعية العامة للأمم المتحدة، حول انتهاج الدولة للوساطة والحوار لحل النزاعات بالطرق السلمية بدلاً عن الحروب.

ولا شك أن قطر تؤكد من خلال تنظيمها لهذا المنتدى قدرتها على القيام بدور الوسيط الدبلوماسى المحترف، بحكم خبرتها التى اكتسبتها فى مجال فض النزاعات، وفيما يتصل بأعمال هذا المنتدى، على سبيل المثال، حيث قامت بدور هام فى رعاية المحادثات الأمريكية – الإيرانية واستضافت فى 2022 محادثات بين طهران وواشنطن أفضت إلى تفاهم حول إعادة إحياء الاتفاق الخاص بالبرنامج النووى الإيرانى، من خلال إطلاق محتجزين وإطلاق أموال مجمدة، وهذا الخلاف أصلاً سببه الرئيسى قضية نووية تتصل بنزع السلاح والأمن الدولى ومن شأن تفاقمها أن يهدد السلام العالمى.

كمثال آخر على أهمية الوساطة فى مجال نزع السلاح والأمن الدولى، فإن سيد المشهد فى فلسطين المحتلة، هو السلاح الفتاك الذى استخدمته ولا زالت تستخدمه إسرائيل – القوة القائمة بالاحتلال – لقتل ما يقرب من 40 ألف فلسطينى شهيد فى سبعة أشهر، وجرح 70 ألف آخرين، فى جريمة إبادة جماعية كاملة الأركان وتهديد الدول العربية المجاورة كذلك.

حيث فشلت منظومة نزع السلاح فى منع هذه المأساة واستخدمت إسرائيل الأسلحة المحرمة دولياً بأنواعها وأسلحة مضادة للدروع فى قتل الفلسطينيين وتقطيع أوصالهم، ووجه رئيس مجلس الوزراء نداءً للمجتمع الدولى لتحمل مسؤولياته تجاه أطفال فلسطين الذين تسبب هذا العدوان فى بتر أطرافهم.

حيث كان من الممكن تلافى هذه الخسائر الفادحة والمخزية فى زمن باتت فيه الحضارة شعاراً براقاً، لو أن المجتمع الدولى قام بواجبه فى نزع فتيل الأزمة ووقف العدوان الإسرائيلى من خلال الوساطة (الفصل السادس من الميثاق).

وكان من المنطق كذلك، الاستجابة لنداءات الجامعة العربية وقراراتها (الفصل الثامن من الميثاق) ولكن المعايير المزدوجة خذلت الأطفال والنساء، بل والطلاب الأحرار فى الغرب، الذين انتفضوا فى أرجاء العالم دفاعاً عن الحق والضمير الإنسانى.

وكمثال على قيام الدول بتفعيل الوساطة، تقوم قطر بالشراكة مع مصر، ودعم من الولايات المتحدة، بدور الوساطة فى مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ويقود التفاوض من جانب قطر رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.

مع العلم بأن السلام فى منطقتنا، لن يتأتى دون دعم عدالة القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى فى التخلص من الاحتلال وتقرير مصيره لإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال السفير: إن الخلل ليس فى المنظومة متعددة الأطراف، بل أن الخلل فى انعدام الإرادة السياسية لدول وقيادات تظن بأن المصالح الضيقة أهم من مصالح شعوبها.

وشهد العالم تهديد من قبل سياسيين متطرفين فى إسرائيل باستخدام السلاح النووى ضد الفلسطينيين، فى اعتراف بامتلاك هذا السلاح المدمر، بالمخالفة للقانون الدولى واتفاقية عدم الانتشار NPT، واعتراف صريح بعدم التردد فى إرتكاب جريمة الإبادة الجماعية.

ولذلك، لابد من السعى لخلو العالم من مهددات البشرية، خاصة فى ظل عدم تنفيذ الالتزامات المترتبة عن نتائج مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووى لعام 1995 والخطوات الصادرة عن مؤتمر مراجعة عام 2000 وخطة عمل 2010. 

خاصةً بعد فشل المؤتمر الاستعراضى لعام 2015 لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، الأمر الذى يجعل الحاجة أكثر إلحاحاً لمنظومة الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن، للقيام بمسؤولياتها فى تنفيذ قرار الشرق الأوسط لعام 1995 وتأكيد تعهد الدول النووية بالإزالة التامة لترساناتها النووية وفقًا لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، حيث طالب قرار مجلس الأمن رقم (487) لعام 1981، إسرائيل بإخضاع منشآتها النووية لتفتيش الوكالة.

وأضاف السفير، قامت الدول العربية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى بدورها فى محاولات حفظ السلم والأمن الدوليين منذ اندلاع أزمة العدوان الإسرائيلى الأخير على الشعب الفلسطينى.

حيث دعت مصر إلى قمة السلام الطارئة فى 21 أكتوبر 2023 التى شارك بها أمير البلاد فى استجابة عاجلة منه.

وفوجئنا فى القمة بموقف غير معتاد من أصدقائنا الغربيين الذين أصروا فى المؤتمر على ما سموه “حق إسرائيل فى الدفاع عن النفس” ونحن لسنا بجهلاء، ليس أبداً من حق القوة القائمة بالاحتلال الدفاع عن النفس حيث أن الحق مكفول لمن هو تحت الاحتلال للكفاح من أجل تقرير مصيره.

كما انعقدت القمة العربية الإسلامية الطارئة من أجل فلسطين فى 11 نوفمبر 2023 وتشكلت بموجبها لجنة وزارية عربية إسلامية للمتابعة – قطر عضو بها.

ولا ننسى قرار محكمة العدل الدولية بأن على قوى الاحتلال أن توقف فوراً عدوانها، والذى لم تستجب له إسرائيل بفضل دعمها على التهرب من العقاب.

وطلبت قمة المنامة العربية فى 16 مايو 2024 نشر قوات لحفظ السلام لحماية الفلسطينيين.

وتابع السفير: كانت قطر أول دولة عربية مسلمة تشارك بقوات ضمن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام فى لبنان UNIFIL حيث شاركت بكتيبة اعتباراً من 2006 فور اعتماد قرار مجلس الأمن 1701، وكانت كذلك عضواً فى مجلس الأمن آنذاك.

إن المنطلقات التى تعمل بناءً عليها قطر كوسيط، لصيانة السلم والأمن الدوليين، تنبع من إيمانها بأن الوقاية والدبلوماسية الوقائية هى خير ضامن للأمن والسلم الدوليين، وأفضل كلفة لتجنب الخسائر البشرية والاقتصادية، ولإيمانها بأن الموارد المتاحة ينبغى أن يتم استثمارها فى التنمية البشرية المستدامة، لا فى القتل والتدمير، ولأن الأمن والاستقرار العالمى مسؤولية عالمية نتشارك كلنا بحسب قدرته فى تحقيقها من أجل خدمة الإنسانية.  

واختتم السفير كلمته قائلًا: يمكن أن يخرج هذا المنتدى بنتائج تتسق والجهود المحورية التى تقوم بها قطر وتقوم بها دولكم جميعاً، ولذا يمكن اعتبار هذا المنتدى:

-منبر دولى لتداول حلول عملية لتسوية النزاعات.

-داعم قوى لجهود نزع السلاح ومنع الانتشار عالمياً.

-نقطة انطلاق إقليمية نحو تحقيق أهداف إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى فى الشرق الأوسط.

-شريك فى الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية فى سبيل تحقيق أهداف التنمية المستدامة لصالح كافة الشعوب.

ووجه السفير، الشكر للعميد الركن د. عبد العزيز سالمين الجابرى – رئيس اللجنة الوطنية لحظر الأسلحة بدولة قطر. 

والتقدير للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وخاصة السفير فاد  أشعيا – مدير إدارة نزع السلاح بأمانة الجامعة وفريق عمله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى