فيتنام تعزز العلاقات مع دول الشرق الأوسط: التعاون المتبادل من أجل التنمية

تتمتع فيتنام ودول الشرق الأوسط بعلاقات تعاون ودية تقليدية ولديها إمكانات كبيرة لتكملة بعضها البعض فى التعاون الاقتصادى.
وهذه أسس مواتية للمساعدة فى تعزيز وتطوير علاقات التعاون متعددة الأوجه بين الجانبين فى السنوات الأخيرة بشكل مستمر.
وفى السنوات الأخيرة، تشهد اقتصادات منطقة الشرق الأوسط تحولاً قوياً مع العديد من خطط التنمية الوطنية الطموحة، وتعزيز إعادة الهيكلة الاقتصادية، وتنويع مصادر الإيرادات من خلال جذب الاستثمار، فضلاً عن زيادة الاستثمار فى الخارج.
تتمتع دول الشرق الأوسط أيضًا بموقع جغرافى مناسب فى ربط قارات ومناطق العالم المختلفة، وفى الوقت نفسه، تتمتع بموارد طبيعية متنوعة وغنية، خاصة النفط والغاز اللذين يتمتعان باحتياطيات رائدة فى العالم.
وبعد ما يقرب من 40 عامًا من الابتكار، يتوسع حجم الاقتصاد الفيتنامى باستمرار، حيث وصل الناتج المحلى الإجمالى عام 2023 إلى حوالى 430 مليار دولار أمريكى.
من حيث الحجم، يحتل اقتصاد فيتنام المرتبة الخامسة فى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والمرتبة 35 بين أكبر 40 اقتصادًا فى العالم، لتصبح الشريك التجارى رقم 22 على مستوى العالم.
تندمج فيتنام بشكل أعمق فى الاقتصاد العالمى، وتشارك فى المفاوضات وتوقع 17 اتفاقية تجارة حرة (FTAs)، بما فى ذلك اتفاقيات التجارة الحرة من الجيل الجديد مثل اتفاقية التجارة الحرة بين فيتنام والاتحاد الأوروبى (EVFTA) والشاملة الاتفاقية التقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ (CPTPP)، وفى عملية التنمية الاقتصادية تولى فيتنام أهمية لجذب الاستثمار الأجنبى المباشر واستخدامه بفعالية.
اتخذت حكومة فيتنام العديد من التدابير لتحسين بيئة الاستثمار، وخلق ظروف مواتية للشركات الأجنبية للاستثمار والقيام بأعمال تجارية فى فيتنام.
وفيما يتعلق بالشؤون الخارجية، قامت فيتنام من دولة تحت الحصار بتوسيع وتعميق العلاقات الدبلوماسية مع 193 دولة، بما فى ذلك 3 دول ذات علاقات خاصة و6 دول شريكة استراتيجية شاملة، و12 دولة شريكة استراتيجية و12 دولة شريكة شاملة.
وهذا يوضح أيضًا وجهة النظر القائلة بأن “فيتنام صديق وشريك موثوق به وعضو نشط ومسؤول فى المجتمع الدولى”.
ومع إمكانات السوق الضخمة، وآليات السياسة المواتية، والإنجازات الاجتماعية والاقتصادية المثيرة للإعجاب، أصبحت فيتنام واحدة من شركاء التعاون المهمين فى آسيا.
مع أساس علاقات الصداقة التقليدية الجيدة والثقة المتبادلة ونقاط القوة والمصالح الجديدة لكلا الجانبين، لا يزال لدى فيتنام ودول الشرق الأوسط مجال كبير وإمكانات كبيرة للتعاون لخلق المزيد من سبل العيش الجانبين فى العمق والجوهر مع العديد من النتائج الرائعة.
وخاصة تعزيز التعاون فى مجالات مثل: التكنولوجيا العالية والطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا الحوسبة وأشباه الموصلات وتكنولوجيا المعلومات والنفط والغاز والخدمات اللوجستية والعقارات والبنية التحتية للطاقة والبنية التحتية الصناعية والمجمعات الصناعية وتطوير سوق الحلال فى فيتنام.
إلى جانب تصدير السلع التى تتمتع فيتنام بنقاط قوة فيها مثل: المنتجات الزراعية والمأكولات البحرية والمواد الغذائية والملابس والأثاث والحرف اليدوية وأجهزة الكمبيوتر والمكونات الإلكترونية.
رئيس الوزراء فام مينه تشينه يجرى محادثات مع ولى العهد السعودى محمد بن سلمان .. الصورة إذاعة صوت فيتنام
وخلال هذه الفترة، شهدت العلاقات بين فيتنام ودول الشرق الأوسط بشكل عام، وعلاقات فيتنام مع الدول العربية بشكل خاص، تطورات مثيرة للاهتمام بفضل أنشطة رئيس الوزراء الفيتنامى فام مينه تشينه، والزيارات الرسمية إلى الإمارات والسعودية وقطر.
رئيس الوزراء فام مينه تشينه يلتقى مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد .. الصورة إذاعة صوت فيتنام
وهذه هى الزيارة الأولى لرئيس وزراء فيتنام إلى الإمارات وقطر بعد 15 عاما، وأول زيارة رسمية إلى السعودية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين عام 1999.
رئيس الوزراء فام مينه تشينه وأمير قطر تميم بن حمد .. الصورة إذاعة صوت فيتنام
وكانت الزيارات على وجه الخصوص مهمة فى تعزيز الثقة السياسية ورفع مستوى العلاقات بين فيتنام وهذه الدول الثلاث، كما خلقت الزيارة زخما فى تعزيز العلاقات بين فيتنام والعالم العربى بشكل عام.