سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة يفتتح مسجد “الطنبغا الماريدانى” بمنطقة الدرب الأحمر
افتتح د. محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وكريستيان برجر سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، ولويس مونريال مدير مؤسسة الأغاخان، واللواء إبراهيم عبدالهادى نائب محافظ القاهرة، المرحلة الثانية والأخيرة من أعمال مشروع ترميم مسجد الطنبغا الماريدانى بمنطقة الدرب الأحمر.
كما شارك كل من: د. أحمد غنيم الرئيس التنفيذى لهيئة المتحف القومى للحضارة المصرية، د. جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية بالمجلس الأعلى للآثار، شريف عريان المدير التنفيذى لمؤسسة الأغاخان، د. جمال عبد الرحيم أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة وعضو اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية.
وحضر أيضًا سفراء: بلجيكا، إسبانيا، النمسا، سلوفينيا، سلوفاكيا، قبرص، هولندا، وقيادات وزارة السياحة ومؤسسة أغاخان.
تم خلال الافتتاح، عرض فيلم تسجيلى قصير عن ما قامت به مؤسسة الأغاخان من أعمال التطوير بمنطقة الدرب الأحمر وإنشاء حديقة الأزهر، وكذلك أعمال مشروع ترميم المسجد.
وأعرب السفير كريستيان برجر، عن فخر الاتحاد الأوروبى للمشاركة فى هذا المشروع الهام، لما يحظى به المسجد من موقع متميز ضمن المسار السياحى لمنطقة الدرب الأحمر، مؤكداً، على التزام الاتحاد الأوروبى للعمل والتعاون من أجل إثراء التراث الثقافى والحضارى وتحقيق الاقتصاد المستدام داخل المواقع الأثرية والثقافية ودعم السياحة الثقافية والمعرفة.
ومن جانبه، أعرب محمد إسماعيل عن سعادته بأن يكون اليوم هو أولى الافتتاحات التى يشارك بها منذ توليه منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مضيفًا، أن افتتاح المرحلة الثانية من مشروع ترميم المسجد يأتى استكمالاً لما يشهده المجلس الأعلى للآثار من إنجازات للحفاظ على تراث مصر الأثرى والحضارى واستمراراً لأداء دوره كمؤسسة علمية تحافظ على الآثار.
وأوضح، أن المرحلة الثانية من أعمال ترميم المسجد تمت تحت الإشراف الكامل من وزارة السياحة والآثار ممثلة فى المجلس الأعلى للآثار وفقاً للقواعد الأثرية المعمول بها عالمياً، وتمويل من الاتحاد الأوربى ومؤسسة الأغاخان للخدمات الثقافية، بتكلفة بلغت 32 مليون جنيه، بالتعاون مع وزارة الأوقاف، مثمناً، التعاون القائم والمثمر مع جميع الجهات المعنية والمؤسسات التى تعمل من أجل الحفاظ على التراث الثقافى.
حيث نفذت أعمال الترميم بدقة مع مراعاة الحفاظ على الهوية البصرية والتاريخية للمسجد والطابع الأثرى له من خلال إبراز ما يزخر به من نقوش وفنون من العمارة الإسلامية، بإستخدام أحدث النظم والأساليب فى أعمال الترميم الأمر الذى جعل المسجد يظهر فى أبهى صورة له، لافتاً، إلى أن المجلس الأعلى للآثار بدأ أعمال ترميم المسجد فى إطار بروتوكول التعاون بين المجلس مع مؤسسة الأغاخان عام 2018، وتم افتتاح أعمال المرحلة الأولى من المشروع فى أكتوبر 2021، كما استمرت أعمال المرحلة الثانية ما يقرب من 18 شهر.
وفى كلمته، أعرب لويس مونريال عن سعادته بعد الإنتهاء من هذا المشروع الهام، خاصة أنه شهد وتابع كافة مراحل العمل به والتى بدأت منذ بضع سنوات، كما أنه يعد إضافة للمشروعات الهامة بمنطقة الدرب الأحمر ويساهم فى تقديم تجربة سياحية فريدة للجمهور وسائحى المنطقة.
كما توجه بالشكر، لوزارة السياحة والآثار وكل من شارك فى هذا المشروع من فريق العمل وجميع الشركاء الذين قاموا بدور هام للمساعدة فى إنهاء الأعمال.
وأشار مونريال، إلى زيارته للمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، صباح اليوم، معربًا، عن سعادته بهذه الزيارة وما شهده خلالها من صرح ثقافى فريد.
تضمنت أعمال المرحلة الثانية، ترميم الأروقة الثلاثة الباقية للمسجد والصحن، حيث تم ترميم ومعالجة الأسقف الخشبية المزخرفة وترميم الملاط الأثرى بالواجهات الداخلية والخارجية للمسجد، بالإضافة إلى أعمال تنظيف الأملاح وكحلة الأجر الأثرى القديم، وترميم الأرضيات الحجريّة بالصحن والأروقة وإضافة جلسات رخامية بالصحن لخدمة المصلين وإضافة أحواض للنباتات.
كما استكملت أعمال رفع الكفاءة لفوارة الصحن المخصصة للوضوء والتى تمثلت فى أعمال الدهانات وحفظ النص الكتابى الخاص بلجنة حفظ الأثار العربية والتوصيلات الخاصة بإمدادها بالمياه، وكذلك أعمال الصرف، كما تم ترميم البخاريات الجصية المتصدرة للواجهات الداخلية للأروقة.
وتضمنت أعمال المشروع أيضاً، تجديد شبكات ووصلات الكهرباء، وتنفيذ نظام إضاءة داخلية وخارجية، وعمل نظام الصوتيات داخل المسجد، كما تم تزويد المنطقة بأماكن استراحة على أرصفة الجامع الخارجية لخدمة أهالى المنطقة.
يعتبر المسجد من أجمل مساجد القاهرة، وإضافة أثرية وسياحية جديدة للمنطقة، حيث أنه ثمرة تعاون بين مؤسسة الأغاخان للخدمات الثقافية ووزارة السياحة والآثار، وواحد من العديد من مشروعات الترميم التى قامت بها مؤسسة الأغاخان، بالتعاون مع الوزارة فى منطقة الدرب الأحمر.
حيث قامت المؤسسة، بإنهاء أعمال المرحلة الثانية من المشروع وإعادة تأهيل المنطقة المحيطة بالمسجد من منازل ومحال تجارية، حتى تتكامل أعمال الترميم مع البعد الاجتماعى الذى تهتم به أيضًا فى كافة مشاريعها.
خلال أعمال الترميم، تم الكشف عن الصهريج الأثرى بصحن المسجد بجوار فوارة الوضوء وبئر بالأيوان الجنوبى الغربى، وكذلك الكشف عن السلم الخاص بأحد الأبواب الجانبية والوصول لمنسوبه الأصلى.
المسجد أنشأه الأمير الطنبغا الماردانى أحد مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون، ويؤرخ إنشاء المسجد على نصوصه التأسيسية بتاريخ 740 هجريا، وهو يقع بشارع باب الوزير بالدرب الأحمر.
وُضع تصميمه على مثال المساجد الجامعة أربعة إيوانات ذات أروقة يتوسطها صحن مكشوف، أكبرها إيوان القبلة.
وتتكون العمارة الخارجية له من ثلاث واجهات من الحجر تتوجها شرفات حجرية مسننة، أما عمارته الداخلية عبارة عن أربعة أروقة تحيط بصحن أوسط مكشوف، أعمقها رواق القبلة، قٌسمت هذه الأروقة إلى بلاطات بواسطة بوائك تعتمد على أعمدة ودعائم، وهذه الأروقة بعمق أربع بوائك برواق القبلة، واثنين بكل من الرواق الشمالى والرواق الجنوبى والرواق الغربى.
ويعد محراب هذا المسجد من المحاريب النادرة دقيقة الصنع بين محاريب مساجد القاهرة، حيث كسيت جدرانه بالرخام الدقيق والصدف مكونة زخارف هندسية دقيقة، ويعلو المحراب قبة كبيرة ترتكز على ثمانية أعمدة من الجرانيت الأحمر ومقرنصاتها من الخشب الملون، إلى جوار المحراب يوجد منبر من الخشب بحشوات مطعمة بالعاج.