نتائج الجولة الأولى للمشاورات السياسية بين مصر وجنوب أفريقيا
استقبل د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة، اليوم الخميس، وزير العلاقات الدولية والتعاون فى جنوب أفريقيا رونالد لامولا.
حيث عقدت الجولة الأولى من المشاورات السياسية بين وزارتى خارجية مصر وجنوب أفريقيا، بناءً على توجيهات القيادة السياسية فى كلا البلدين، ووفقًا لتوصيات الدورة العاشرة للجنة المشتركة التى عقدت فى مايو الماضى، بهدف توحيد الرؤى وتنسيق المواقف تجاه التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
أشاد الوزيران، بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وأعربا عن تطلعهما لتحقيق مزيد من التعاون فى مختلف المجالات.
وتم التأكيد، على ضرورة الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية بما يتناسب مع وضعهما وإمكاناتهما فى القارة الأفريقية، وأهمية تفعيل آلية لمتابعة تنفيذ مخرجات الدورة العاشرة للجنة المشتركة، وضمان استمرار التنسيق بين البلدين لتحقيق المصالح المشتركة.
وشهدت المشاورات، تناول الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التأكيد على أهمية استمرار التعاون فى مواجهة التحديات الراهنة فى منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، وتبادل الوزيران الرؤى حول الموضوعات ذات الصلة بالاتحاد الأفريقى وكيفية تعزيز التكامل بين دول القارة.
وتطرق النقاش، إلى تطورات الأوضاع فى قطاع غزة والسودان وليبيا والقرن الأفريقى ومنطقة الجنوب الأفريقى والبحيرات الوسطى والأمن المائى.
وفيما يتعلق بالتطورات فى غزة، تناول الوزيران جهود مصر فى الوساطة للتوصل لوقف فورى لإطلاق النار، وكذلك تطورات المسار القانونى أمام محكمة العدل الدولية فى مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية الصارخة بقطاع غزة.
ووقع الجانبان فى نهاية المشاورات، على بيان ثنائى مشترك، وأعقب ذلك مؤتمر صحفى.
“نتائج المشاورات”
-استمرار عمل لجنة التعاون المشتركة، والاتفاق على مواصلة انعقاد اللجنة كل عامين وعقد اجتماعات مراجعة دورية سنوية لأعمال اللجنة برئاسة كبار المسئولين فى البلدين بالتناوب بين مصر وجنوب أفريقيا طبقا للصيغة المتفق عليها بين الجانبين.
-إطلاق حواراً شاملاً لتبادل الرؤى حول مجموعة واسعة من الموضوعات تشمل نواحى متعددة بالعلاقات الثنائية بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك مسترشدين فى ذلك بالتاريخ المشترك بين البلدين فى الكفاح ضد الاستعمار، والفصل العنصرى وأواصر الصداقة والتضامن التى ترتكز عليها العلاقات الثنائية بين البلدين، والرؤية المشتركة الأفريقية.
-الالتزام بتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على نطاق واسع وعميق وقوى باعتبارهما دولتين أفريقيتين شقيقتين، لتلبية تطلعات شعبيهم ومن منطلق الحرص المشترك على تعزيز السلم والأمن والاستقرار والتنمية المستدامة فى القارة الأفريقية، فضلًا عن تعزيز إيجاد حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية اهتداء بالقيم المشتركة بين البلدين.
-الاتفاق، على أهمية العمل الجماعى الأفريقى المشترك الهادف لتعزيز التكامل الاقتصادى والتنمية المستدامة على مستوى القارة الأفريقية.
-نوه الوزيران، إلى أن مشروع طريق “القاهرة – كيب تاون” الذى تم طرحه بقيادة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافون فى إطار الاتحاد الأفريقى وحظى بدعم قوى من الرئيس السيسى يعد حلقة وصل بين الدولتين، وكذا بين دول شمال وشرق وجنوب القارة الأفريقية.
“القضايا الثنائية”
-تناول الوزيران، التقدم المحرز فى إطار الدورات المتعاقبة للجنة المشتركة للتعاون، ومراجعة موقف الاتفاقيات القائمة بين البلدين، وتقييم التقدم الذى تم إحرازه خلال الدورة العاشرة للجنة المشتركة.
-بحث إمكانية التوقيع على اتفاقيات جديدة ومذكرات تفاهم فى مجالات تخدم المصلحة المشتركة للدولتين.
-بحث زيادة حجم التجارة البيئية وتدفق الاستثمارات بين البلدين، والتى لا يعكس مستواها العالى الإمكانات الكبيرة التى يمتلكها البلدين.
-أهمية اتخاذ خطوات عملية فى المجالات التى تم تحديد الفرص الاقتصادية بها ومواصلة تشجيع إنشاء مجلس الأعمال المصرى – الجنوب أفريقى وإزالة العوائق غير الجمركية التى تقوض التجارة بين البلدين، من أجل تشجيع مجتمعى الأعمال فى كلا البلدين على استغلال المزيد من الفرص التجارية والاستثمارية المتعددة.
-العمل على تفعيل التعاون بين الهيئات المعنية بالاستثمار وغرف التجارة فى كلا البلدين من أجل تيسير وتشجيع مشاركة القطاع الخاص فى اقتصاد البلدين.
-عقد منتدى الأعمال المشترك بين عدد كبير من شركات ومؤسسات ورواد الأعمال من البلدين بالتوازى والتزامن مع انعقاد جولة المشاورات السياسية.
-الاتفاق على توسيع نطاق التعاون فى مجالات الدفاع والأمن وإنفاذ القانون والطاقة والتعدين والبتروكيماويات وصناعات السيارات والخدمات المالية والتأمين وتطوير البنية التحتية والتنمية الصناعية والأدوية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات العلوم والبحوث والزراعة والخدمات، من خلال تبادل الزيارات الثنائية وتبادل الخبرات وبناء القدرات.
-حث التقارب بين الشعبين من خلال سبل عدة منها التعاون البرلمانى والرياضى والفنون والثقافة والسياحة والأنشطة الشبابية.
-الارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين إلى الشراكة الاستراتيجية ومواصلة التشاور بشأن ترفيع مستوى انعقاد اللجنة المشتركة للتعاون اعتباراً من الدورة الحادية عشرة للجنة المقرر انعقادها بالقاهرة خلال عام 2026.
“القضايا الإقليمية”
-مناقشة الوضع الحالى والتحديات التى تواجه السلم والأمن فى القارة الأفريقية، والوضع السياسى فى مختلف أقاليم القارة.
-الالتزام بالعمل المشترك لتعزيز السلم والأمن بالقارة، وتحقيق أهداف أجندة الاتحاد الأفريقى 2063، ومكافحة الجرائم السيبرانية والإتجار فى البشر، وغسيل الأموال، والتدفقات المالية غير الشرعية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والهجرة غير الشرعية، وتهريب والاتجار فى المخدرات.
-اتخاذ مزيد من الخطوات لتحقيق التكامل الاقتصادى فى القارة من خلال تشجيع التعاون بين التجمعات الاقتصادية الإقليمية الفرعية القائمة وغير تفعيل منطقة التجارة الحرة الثلاثية بين اتفاقية السوق المشتركة بين دول الشرق والجنوب أفريقى “الكوميسا” وتجمع تنمية الجنوب أفريقى المسالك وتجمع شرق أفريقيا، وبالتالى تفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية فى أفريقيا.
“القضايا الدولية”
-مناقشة عددا من الأزمات والقضايا الدولية وتداعياتها على الاستقرار والسلم والأمن الدوليين.
-أهمية الحوار والمفاوضات والحلول الدبلوماسية، ودعم البلدين لكافة المساعى التى من شأنها التوصل لتسوية سياسية.
-الحاجة لدعم النظام متعدد الأطراف وأن تكون مؤسسات الحوكمة العالمية، بما فيها الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها، أكثر شمولاً وتمثيلا وديمقراطية وتيسير قدر أكبر من مشاركة الدول النامية فى صنع القرار العالمى.
-أهمية دور حركة عدم الانحياز، ومجموعة السبعة وسبعين فى ضمان الأخذ فى الاعتبار برأى الدول أعضاء الحركة.
-موافقة عبد العاطى على تلبية دعوة وزير خارجية جنوب أفريقيا لعقد الجولة الثانية للمشاورات السياسية بين البلدين فى بريتوريا.
وفى ختام الزيارة، أعرب لامولا عن بالغ التقدير والامتنان لوزير الخارجية والحكومة وشعب مصر على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة له ولجميع أعضاء الوفد خلال الزيارة.
