نصف قرن على المرحلة الثانية من الغزو التركى لقبرص

يصادف اليوم الذكرى الخمسين للمرحلة الثانية من الغزو التركى لقبرص، حيث استولت فى هذا اليوم القوات العسكرية التركية التى غزت الجزيرة فى 20 يوليو 1974 فى أعقاب انقلاب دبره المجلس العسكرى اليونانى قبل خمسة أيام، على المزيد من مناطق جمهورية قبرص، مما أجبر الآلاف من الناس على الفرار من منازلهم.
شنت القوات التركية فى 14 أغسطس 1974، على الرغم من الهدنة التى تم الاتفاق عليها، عملية “أتيلا الثانية” التى استولت خلالها على 37% من الأراضى القبرصية واحتلت جبل بنتاذكتيلوس وسهل ميساوريا ومورفو وكارباسيا وقصفت فاماغوستا فى الساعات الأولى يوم 14 أغسطس.
أغلقت القوات التركية المدينة التى كانت ذات يوم زينة وفخر قبرص، بمينائها الضخم وقطاعها السياحى المزدهر وثقافتها الغنية ولم يُسمح لأحد بالدخول إليها، وأصبحت تُعرف تدريجياً باسم “مدينة الأشباح”.
إن وضع المنطقة المسورة فى فاماغوستا (فاروشا) محمى بموجب قرارى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 550 و 789.
كما طالبت الأمم المتحدة من خلال العديد من قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن باحترام استقلال قبرص ووحدتها وسلامة أراضيها وعودة اللاجئين إلى بيوتهم وانسحاب القوات الأجنبية من الجزيرة، إلا أن تركيا تجاهلت كل هذه القرارات بشكل استفزازى وانتهكت جميعها.
تم وضع الأساس لحل المشكلة القبرصية تحت سقف فيدرالى فى اتفاقيتين رفيعتى المستوى، حيث تم إبرام الاتفاقيتين (بين الرئيس مكاريوس وزعيم القبارصة الأتراك آنذاك رؤوف دنكتاش فى فبراير 1977 وبين الرئيس سبيروس كيبريانو ودنكتاش فى مايو 1979) تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة ونصتا على حل المشكلة وفقاً لقرارات الأمم المتحدة.
يتجاهل الجانب التركى الذى يروج لحل الدولتين الحل المتمثل فى إقامة اتحاد فيدرالى من منطقتين وطائفتين.
فى عام 1983 أعلن القبارصة الأتراك، شمال قبرص دولة مستقلة من جانب واحد، وأدانت الأمم المتحدة هذا الإجراء ولم تعترف أى دولة أخرى باستثناء تركيا بهذا الكيان غير الشرعى.
جرت جولات عديدة من محادثات السلام منذ عام 1977 تحت رعاية الأمم المتحدة، لكنها لم تسفر عن نتائج، كانت الجولة الأخيرة عام 2017 فى منتجع كران مونتانا السويسرى.