
كلمة إلى شباب مصر خاصة، وإلى شباب أمة العرب عامة.
حينما نقول احذروا نعني ألا تقتربوا من هذه الأشياء، لا من قريب ولا من بعيد، بقوة يقين، وبعزيمة وإصرار.
نعم، احذروا يا شباب مصر، ويا شباب العرب، ويا شباب المسلمين وغير المسلمين في كل مكان
احذروا الأفكار المسمومة والمسرطنة والمفيرسة، سواء في الإعلام المرئي أو المقروء، في شتى البرامج والصحف والمجلات. احذروا خونة الإعلام وأعداء الوطن وأعداء التسامح
احذروا أفواه الإعلاميين في كل مكان، من سوء الفكر وتشويش العقل واضطراب الفكر، وإشاعة الفتن والفوضى، وبث الكراهية ضد الأوطان، ونشر الأفكار المسرطنة والمفيرسة التي تستهدف أوطانكم وحكامكم.
واعلموا أن أعداء الأوطان يتربصون بكم ليل نهار، وأنكم مستهدفون استهدافًا حقيقيًا بجميع وسائل الدمار، من سرطنة حياتكم الفكرية والصحية إلى التأثير على جميع أموركم الدنيوية والدينية.
وقد جعل الإسلام إمساك اللسان عن السوء سبيلًا للنجاة في الدنيا والآخرة، خاصة من التردي في هاوية جهنم. ففي حديث معاذ رضي الله عنه، حينما أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بفضائل الأعمال وكمال الإسلام والإيمان، قال له النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية حديثه: “ألا أدلك على ملاك ذلك كله فقال معاذ : بلى، يا رسول الله. فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بلسانه ثم قال: كف عليك هذا فقال معاذ : يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال صلى الله عليه وسلم : ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يُكب الناس في النار على وجوههم – أو على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم؟” (رواه الترمذي بسند صحيح).
هذه هي أمانة الكلمة في الإعلام الصادق المحترم، الإعلام الذي يحب وطنه وشعبه وأمنه وجيشه. وتلك هي مسؤوليته على وجه العموم، فكيف بها إذا كانت تمس أمن أمة، أو حياة شعب، أو رسالة دعوة؟
وما بالك إذا ترتب عليها تثبيط قوم عن عدوهم، أو تخذيل مؤمنين عن نصرة دينهم، أو التشكيك في مبادئ عقيدتهم، أو النيل من تعاليم شريعتهم؟
أيها الشباب، احذروا الأفكار المسمومة التي تنشر سمومها بينكم عن طريق أعداء الوطن وأعداء الشباب. واعلموا أنكم المستهدفون الأولون في جميع نواحي الحياة.
احذروا المخدرات بكافة أنواعها ووسائلها، فهي تهدف إلى القضاء على شباب الأمة، فتدمر العقل، وتجعل الشاب عاجزًا عن خدمة نفسه وعالة على أهله ووطنه.
أيها الشباب، كونوا على حذر وحيطة، واعلموا أن هناك أدوية خطيرة تؤثر على خلايا المخ، وقد تسبب شللًا تامًا.
فلابد أن يتدخل الحكام بحزم وقوة ضد هذه الظواهر المدمرة. كما قال الله سبحانه وتعالى: “يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب” [ص: 26].
وأخيرًا، يا حكام المسلمين، عليكم بتوفير العمل للشباب وتشجيعهم، وفتح مراكز البحوث لهم. فالشباب هم الثروة الحقيقية للأمة، وبهم تبنى الحضارات وتزدهر المجتمعات.
اللهم احفظ شبابنا، واجعلهم أعمدة نهضة أمتنا.