قالت دار الإفتاء المصرية، ان التشاؤم بالأرقام والأيام وغيرها
منهي عنه شرعًا؛ لأن الأمور تجري بقدرة الله تعالى، ولا ارتباط لهذه الأشياء بخير يناله
الإنسان أو شرٍّ يصيبه.
وأضافت انه من المقرِّر شرعًا النهي عن التشاؤم والتطيُّر
عمومًا باعتباره عادة جاهلية؛ كما ورد النَّهي النبوي عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور
بخصوصها؛ كما في “الصحيحين” عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وآله وسلم قال: «لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ»، والحكمة مِن هذا المنع
هو ما في التشاؤم والتطير من سوء الظن بالله سبحانه وتعالى، وإبطاء الهمم عن العمل،
كما أنَّها تشتت القلب بالقلق والأوهام.
والحكمة مِن منع التشاؤم والتطير عمومًا أو بالأزمنة خصوصًا:
هو أنَّ في هذا التشاؤم سوء ظن بالله سبحانه وتعالى، وإبطاء الهمم عن العمل، وتشتت
القلب بالقلق والأوهام، فيميت في المرء روح الأمل والعمل، ويدبُّ فيه اليأسُ، وتضعف
الإرادة والعزيمة لديه، وربما نَزَل بالشخص بسبب هذا التشاؤم المكروه الذي اعتقده بعينه
على سبيل العقوبة له على اعتقاده الفاسد.
أما عن التفاؤل ببعض الأرقام أو الأيام: فهو من الأمور الحسنة
التي لا مانع منها شرعًا؛ فهي من الفأل المندوب إليه والذي يبعث في النفس الرجاء في
عطاء الله عز وجل، وحسن الظن به وتيسيره، فيتجدَّد به أمل الشخص في نجاح مقصوده، ويُقَوِّي
عزمه، ويحمله تفاؤله على صدق الاستعانة بالله والتوكل عليه، وهو القائل في الحديث القدسي
«أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي» رواه البخاري، وقد روى أبو داود عروة بن عامر رضي
الله عنه قال: ذُكِرَتِ الطِّيَرَةُ عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
«أَحْسَنُهَا الْفَأْلُ، وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ
فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا يَدْفَعُ
السَّيِّئَاتِ إِلَّا أَنْتَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ».
وعند البيهقي من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما: «مَنْ عَرَضَ
لَهُ مِنْ هَذِهِ الطِّيَرَةِ شَيْءٌ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ،
وَلَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يقول: «لَا طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ» قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟
قَالَ: «الْكَلِمَةُ الصَّالِحَة يسْمعهَا أحدكُم» متفق عليه