Blog

سفير قطر بالقاهرة يكتب: اسُتقبلت بحفاوةٍ واحتفاءٍ كبيرين فى القاهرة


بقلم: السفير/طارق على فرج الأنصارى

سفير دولة قطر بالقاهرة، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية

كان تكليفى من الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد للقيام بمهمتى كسفير لدولة قطر لدى مصر، تشريفاَ لى وثقةَ غاليةً من جانب القيادة، خاصة وأن هذه المهمة تأتى فى بلد بحجم مصر ذات المكانة العروبة والثقل الاستراتيجى.

واسُتقبلت بحفاوةٍ واحتفاءٍ كبيرين فى القاهرة، بدءاَ من عبارة “أهلاَ بك فى بلدك”ولم ألق منذ وصولى وحتى الآن إلا كل ودٍ ومحبة وتقدير، ولم أشعر إلا أننى بين أهلى وخاصتى وإخوانى، ولمست ذلك بوضوح سواء خلال لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسى عند تقديم أوراق اعتمادى، أو خلال لقاءاتى مع الوزراء والمسؤولين الذين استقبلونى أحسن استقبال ورحبوا بى أيما ترحيب، وآنستُ منهم جميعاً رغبة صادقة وحازمة فى التعاون. 

ولا شك أن أولوياتى كلها تندرج فى إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتقويتها وتمتينها بما يصب فى المصالح المشتركة للبلدين والوصول بهذه العلاقة إلى أعلى درجاتها استراتيجياَ بحيث لا تهتز من تقلبات الرياح السياسية.

وترتكز العلاقات بين قطر ومصر على الروابط التاريخية التى تربط البلدين وتقوم على جوانب عديدة منها السياسية والروابط الاجتماعية والاقتصادية.

وحرص البلدين خلال التاريخ الطويل بينهما أن تكون علاقاتهما مبنية على التقدير والاحترام المتبادل بالرغم من تعقيدات المشهد الدولى وتقلباته وتغيراته المستمرة.

وتمتد جسور الأخوة والتعاون فى العلاقات “المصرية – القطرية” فى مختلف المجالات، فثمة ركائز أساسية يعمل البلدان الشقيقان على البناء عليها لدفع العلاقات قُدماً إلى الأمام، انطلاقاً من إيمان الشقيقتين، مصر وقطر، بأن تطوير علاقاتهما يصب فى مصلحة الجانبين، ويعمل على تدعيم الاستقرار فى المنطقة العربية التى هى رابط طبيعى فى قلب العالم.

شهدت العلاقات بين البلدين تطورات إيجابية فى الفترة الأخيرة بوتيرة مشجعة، من حيث تبادل الزيارات الرسمية على كافة مستوياتها وتنوع أطر التعاون والتنسيق المشترك لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، بما يخدم تطلعات مواطنيهما، خاصةً فى ضوء الدور الاستراتيجى للبلدين فى ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمى وفى إطار الدفاع عن قضايا الأمة العربية.

وعكست أحداث العدوان الإسرائيلى الجارى على دولة فلسطين المحتلة أهمية التنسيق العالى المستوى بين قطر ومصر من أجل الدفع نحو اتخاذ خطوات سريعة وجادة لوقف الحرب وحماية المدنيين وإدخال المساعدات للشعب الفلسطينى الشقيق، حيث جاء التنسيق بين البلدين، منذ الأيام الأولى للعدوان الأخير ، ليتوج بزيارتين خلال ثلاثة أسابيع للشيخ تميم بن حمد، لجمهورية مصر العربية، حيث أظهر القائدان توافقاً كبيراً تجاه قضية العرب المركزية وحقوق الشعب الفلسطينى القابع تحت الاحتلال.

ولايزال التنسيق بين قطر ومصر قائماً بشأن إنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل مستدام وآمن لتوفير الدعم الإنسانى للمدنيين الفلسطينيين، إضافة للتنسيق بشأن نقل الجرحى والمصابين لعلاجهم خارج الأراضى الفلسطينية، فضلاً عن عمليات اجلاء حملة الجنسيات المزدوجة والتوسط للتهدئة ووقف القتال.

إن هذا التنسيق غير المسبوق بشأن قضايا المنطقة يعكس المستوى الكبير الذى بلغته العلاقات بين البلدين الشقيقين وتبادل الرؤى ووجهات النظر فيما يخص كافة القضايا محل الاهتمام المشترك ومن شأنه أن يدفع بالتعاون بين البلدين فى المجالات الأخرى إلى مزيد من التطور والتقدم بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين ويُلبى طموحاتهما.

ومن الروابط التعاونية بين البلدين الشقيقين، جُملة من الاتفاقيات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم الجديدة التى تشمل القطاعات السياسية والاجتماعية التجارية والاقتصادية والعمالية وتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، والنقل الجوى والشباب والرياضة والتعليم والبحث العلمى والمجال الإعلامى والثقافى والآثرى.

وفى إطار تعزيز التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين البلدين، انعكست أجواء الحراك السياسى الإيجابى على مجالات التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين، إذ حظى الشق الاقتصادى فى العلاقة بين قطر ومصر بتركيز واهتمام المسؤولين المعنيين فى كلا البلدين، بهدف الارتقاء بمستوى التعاون الاقتصادى القطرى – المصرى إلى آفاق أرحب وتذليل العقبات أمام الاستثمارات القطرية فى مصر.

وكان انعقاد المنتدى الاستثمارى القطرى – المصرى فى نوفمبر 2023 تجسيداً وانعكاساً للتطور الذى تشهده العلاقات على المستوى السياسى حيث تتمثل أهمية انعقاد مثل هذه المنتديات فى إتاحة المجال لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة فى البلدين الشقيقين والقطاعات والمجالات الواعدة للاستثمار فيها وهو ما يساهم فى زيادة انتقال رؤوس الأموال بين البلدين الشقيقين وفتح آفاق جديدة للتعاون بما يعود بالفائدة على شعبى البلدين.

كما شهدت الآونة الأخيرة توقيع البلدين على 7 اتفاقيات اقتصادية واستثمارية شملت قطاعات حيوية عدة من شأنها أن تخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين منها توقيع مذكرة تعاون بين هيئة قناة السويس، وشركة “بلدنا” القطرية، فى مجال الأمن الغذائى بقيمة مليار ونصف المليار دولار.

وحرصت مصر، قيادةً وحكومة وشعباً، على الاحتفاء والحضور بجانب شقيقتها قطر حين استضافت “بطولة كأس العالم قطر 2022″، إذ حضر الرئيس عبد الفتاح السيسى، حفل الافتتاح بجوار شقيقه أمير البلاد، وافتخر الشعبان القطرى والمصرى بهذا الحدث التاريخى، وأشادوا بنجاح قطر فى التعريف بحضاراتنا وقيمنا وثقافتنا وهويتنا بأفضل شكلٍ ممكن، وتصحيحها الكثير من المفاهيم المغلوطةِ لدى الغرب.

ولا شك أن هناك رغبة سياسية صادقة لترسيخ وتعظيم أطر التعاون بين قطر ومصر، على كافة الأصعدة، والمستويات، سواءً على الصعيد السياسى والاقتصادى والرياضى، أو الانسانى والتنموى ولأجل ذلك تتضافر جهود البلدين من أجل الدفع بعلاقات التعاون بين الدوحة والقاهرة إلى مستويات أرحب بما يُلبى تطلعات الشعبين الشقيقين ويُساهم فى تحقيقِ المزيد من الرخاء والرفاهية والتقدم، تحت قيادتهما الرشيدة ضمن رؤيتهما لتحقيق خططهما التنموية وأمنهما ومصالحهما المشتركة كمثال على العمل العربى المشترك الذى نحتاجه من أجل الإنسانية جمعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى