الاتحاد الأفريقى يتهم التدخل الخارجى بإشعال أزمة الحرب فى السودان
قال موسى فقى محمد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، إن الوضع بين الصومال وإثيوبيا يثير قلقنا البالغ، والواقع أن استقرار منطقة القرن الأفريقى، التى تمثل ممراً مادياً وثقافياً حيوياً مع المناطق الأخرى، يشكل الشغل الشاغل للقارة.
وأضاف، التوترات الحالية بين الدولتين الشقيقتين الصومال وإثيوبيا تزيد من تعقيد الوقت العصيب بالفعل فى المنطقة، على الرغم من جهودنا الجماعية، لا يزال تهديد حركة الشباب مرتفعًا فى الصومال، وتستمر الحرب المدمرة فى السودان بلا هوادة، واحترام الوحدة والسلامة الإقليمية والسيادة لجميع الدول الأعضاء لدينا هو مبدأ مقدس لاتحادنا، ومن المبادئ الرئيسية الأخرى، الالتزام بحل النزاعات بالوسائل السلمية والترتيبات التوافقية بين الدول الأعضاء، وهذه الحتمية ليست فقط ما يضمن المصالح والحقوق الأساسية لكلا البلدين، ولكنها ضرورية أيضًا لدرء كل محاولات التدخل الخارجى، وإننى أحث قادة البلدين إثيوبيا والصومال على الانخراط، دون تأخير، فى هذا الطريق.
جاء ذلك فى الكلمة الافتتاحية لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى فى الاجتماع الاستثنائى الثانى والأربعين لرؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية فى أوغندا.
واستعرض رئيس المفوضية الأفريقية، جهود الاتحاد الأفريقى منذ بداية الأزمة فى السودان وأن الاتحاد بدعم من إثيوبيا ودول الجوار والشركاء الدوليين، نجحنا فى إرساء أسس التحول الديمقراطى التوافقى فى السودان عام 2019، لكن فى أكتوبر 2021، أى بعد أقل من ثلاث سنوات، نفذ العنصر العسكرى انقلابًا كارثيًا.
وأضاف، أن أخطاء النخب المختلفة والأطماع المتنافسة التى أججها التدخل الأجنبى، فتحت الطريق أمام قوى الشر وأشعلت الحرب بين القوتين العسكريتين الرئيسيتين، وهما الجيش الوطنى وقوات الدعم السريع، وكان رد فعلنا فوريا.
عقد مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقى جلسة طارئة فى أبريل الماضى، وبعد خمسة أيام، عقدت اجتماعًا دوليًا عاجلاً رفيع المستوى مع جميع جيران السودان، والأعضاء الدائمين فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأعضاء الاتحاد الأفريقى للسلام، ومجلس الأمن، والهيئة الحكومية للتنمية، والترويكا، وبعض دول الخليج، وحضر أيضًا الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسا جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى.
وأشار، إلى إنشاء الاتحاد منتدى أطلق عليه إسم “الآلية الدولية الموسعة بشأن السودان”، من أجل تجميع كافة الجهود الأفريقية وجميع الجهود الأخرى، لتجنب الازدواجية وتجزئة النهج الخارجى.
وأوضح، أن مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقى اجتمع على مستوى رؤساء الدول فى مايو الماضى، برئاسة الرئيس موسيفينى، واعتمد خارطة طريق ركزت على وقف الأعمال العدائية، والعمل الإنسانى لدعم المدنيين، وإطلاق حوار سياسى شامل بين الأطراف وكافة الجهات الوطنية والسياسية والمدنية والعسكرية.
وحظيت خارطة الطريق هذه بتأييد المجتمع الدولى بالإجماع كما دعمنا عملية جدة، التى بدأتها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، على الرغم من اقتناعنا العميق بأن المشاكل الأفريقية يجب أن تحل فى أفريقيا، من قبل الأفارقة أنفسهم.
وعندما قامت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) بوضع نفسها، وهى محقة فى ذلك، لتلعب دورها الكامل من أجل السلام، دعمنا عملها وواصلنا القيام بذلك.
وتم تشكيل فريق مشترك من الخبراء، يضم المبعوثين الخاصين للاتحاد الأفريقى وإيغاد إلى السودان.
وأشار، إلى أن هذا الفريق قام بعمل رائع فى رسم الخرائط وتسلسل عملية الحوار السياسى المتوخاة، والتى تنتظر حاليًا الضوء الأخضر من أصحاب المصلحة السودانيين وقيادة منظمتينا، حتى يتم البدء فيها.
ولتعزيز هذه الجهود، طلب مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقى تعيين لجنة رفيعة المستوى بشأن السودان، هذا تم فعله أو إنجازه.
وأكد فى نهاية كلمته، أن الاتحاد الأفريقى سيحترم قرار الإجتماع الإستثنائى بشأن العمل الجماعى لدعم السودانيين للخروج من هذه الأزمة الخطيرة، والتى يتحملون المسؤولية الأساسية لحلها دون أى تدخل خارجى، مؤكدًا، أنه لا يستطيع تأكيد هذا بما فيه الكفاية وأن الأمر متروك للسودانيين أنفسهم ليقرروا مصيرهم الوطنى.