” ما حدث في شركة كهرباء جنوب القاهرة لن يحدث هنا في شركة شمال ” هذا هو لسان حال القيادات في شركة شمال القاهرة، فرغم كل ما فيها من مخالفات مالية وإدارية قد تصل إلى حد الفوضى بل، الكوميديا أحيانا لكن أحدا من تلك القيادات لم يناله شيء، وفي سلسلة من المقالات القادمة نستهلها بهذا المقال سنعرض بعضا من تلك المخالفات التي نلفت بها نظر الشركة القابضة والجهات الرقابية، لما يعتصر قلوب موظفيها ألما وحسرة على ما آلت إليه شركتهم، ومن الذي يحكمها فعليا بالوقائع والدلائل، وهناك مجموعة تسيطر إداريا، بل وهي التي توزع المكافآت، ضاربة بكل القوانين عرض الحائط. وحق الرد مكفول للجميع.
فحينما انتفضت الشركة القابضة لكهرباء مصر في الأيام الماضية، بعد الهجمات المفاجئة والمرتدة التي نفذتها الجهات الرقابية، فلم تكن لتتحرك الشركة القابضة لو لم تكن تلك الضربات المتتالية للجهات الرقابية،
وكانت شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، هي من فازت بنصيب الأسد من تلك الضربات، أما أختها ورفيقة عمرها شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، فليست بأحسن حالا من جنوب، بل هي الأسوأ من جنوب في الفقد والإدارة، فإذا كان الفقد في جنوب فقدا فنيا فإنه متوفر في شمال بنسب أكبر، بل ويزيد عليه فقد في صرف المكافآت فكيف ذلك ؟
هيا بنا عزيزي القارئ لنقوم بجولة في مكاتب نواب رئيس مجلس الإدارة، لنتعرف على فقد من نوع جديد، وهو فقد في المكافآت فكما يقال “المال السايب يعلم الفقد” والقاعدة التي تحكم الشركة كلمة مأثورة عن رئيس الشركة الحالي يرددها الجميع وهي ” ك أهم حاجة مش عاوز شكاوى أو مشاكل” ونتيجة الهروب من مواجهة المشاكل، وعدم اتخاذ القرارات الحاسمة تراكمت تركة من الكوارث المالية والإدارية.
هل تعلم عزيزي القارئ أن مكافآت الضبطية تصرف 4 مرات شهريا بمسميات مختلفة لإداريين يجلسون تحت التكييف في مكاتبهم ومؤهلهم الوحيد في ذلك أنهم يعملون في مكتب النائب، وتصل الكوميديا في توزيع تلك المكافآت أنهم يتعازمون ويقسمون على بعضهم بوضع أسمائهم في كشوف يتبادلونها كل مع نائبه، وهذا الأمر معلن فما بالك بما لم يعلن، وقد يقول قائل: ربما يأتون بما لم يأت به أحد من العالمين تجعلهم يستحقون المكافأة أربع مرات شهريا، لكن السر الوحيد هو قربهم من النائب، ورئيس الشركة يوقع على كل تلك المكافآت بشرط “مش عاوز شكاوى أو مشاكل “
و المفاجأة التي ستنفجر في وجوهنا عزيزي القارئ أن تفتيشا من الشركة القابضة حدث قبل العيد بأيام، على شركة شمال فوجئت فيه اللجنة عندما نزلت ميدانيا على بعض المناطق الصناعية التي تقع في النطاق الجغرافي للشركة كالعكرشة أن المحاضر التي تم تحريرها من قبل فنيين تابعين للشركة محسوبة أقل عشرة أضعاف من الحقيقي الثابت على الأرض فعلى سبيل المثال المحضر المحرر في الاوراق 10 حصان فوجئت اللجنة عند مراجعته ميدانيا أنه 90 حصان، ونتيجة لذلك انتشرت معلومات غير مؤكدة أنه تم تحويل 4 قيادات بالشركة للتحقيق، ولا أدري مدى صحة هذه المعلومات، كما لا أدري عزيزي القارئ هل تحتاج الشركة القابضة إلى ضربات من الجهات الرقابية كي تقوم بعملها في محاسبة تلك القيادات.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل هناك من المحاضر من 200 ل 300 محضر لم تورد للنيابة من 2017 وأغلبها أخطاء تتعلق بكتابة المحضر مثل كتابة العنوان خطأ وغيره، وهي أموال مهدرة وضائعة على الدولة.
ومازلنا في كوميديا المفاجآت في شركة شمال فالضبطية بلا ضبطية، أي أن مدير الضبطية القضائية والعاملون في تلك الإدارة لم يستخرج له قرار بالضبطية، وهنا تأتي كبرى المساخر والتي تكشف لك عزيزي القارئ مدى الفوضى الإدارية التي تتمتع بها شركة شمال أن كل من يثبت في حقه مخالفات مالية أو إدارية تخيل عزيزي القارئ إلي أي إدارة يتم نقله ؟!! أجل يتم نقله إما إدارة التفتيش أو إدارة السلامه والصحة المهنية المهم أن يردد صباحا ومساء كلمة رئيس الشركة “مش عاوز شكاوى أو مشاكل”
أمر أخير أود أن أطرحه يتعلق ببناء الجمهورية الجديدة التي يطمح ويجاهد من أجلها الرئيس السيسي وهو حينما ذهب موظفي الضبطية القضائية لرئيس الشركة يطالبون بسيارات بحالة جيدة أسوة بزملائهم الذين يجلسون في مكاتب النواب ، وهي متوفرة بالشركة، لأنهم يذهبون لأماكن بعيدة ونائية وستستخدم في العمل ولصالح العمل، رد عليهم ” انتوا مش رايحين تتفسحوا ” في حين تخرج تلك السيارات المكيفة لنفس الشخصيات الذين يجلسون في مكاتب النواب ولأغراضهم الخاصة، وتصل المفارقات لمنتهاها حينما يحرم موظفي الضبطية القضائية من مكافآت عملهم ويأخذها من يجلسون بتلك المكاتب الفارهة.
وهنا لابد أن نسأل بحزن عميق هل مثل تلك القيادات سيحققون طموح الرئيس السيسي في بناء الجمهورية الجديدة ؟!!! الأمر متروك لوزير الكهرباء أن يعيد ترتيب بيته ويرد الحق لأصحابه، وستأتي له التحقيقات بمفاجآت ربما لا يصح ذكرها في هذا المقال، حينها سيعيد اختيار القيادات التي تكون مؤهلة لبناء الجمهورية الجديدة، دون إفلات المخطئين من العقاب حتى ينضبط الجميع