Blog

سفير تركيا بالقاهرة: الإفطار وجبة أساسية فى الثقافة التركية

قال سفير تركيا بالقاهرة صالح موطلو شن، إن الإفطار وجبة أساسية فى الثقافة التركية، وأن تركيا تولى أهمية كبيرة ‏لتعزيز تقاليد وثقافة الإفطار التركى. ‏

وأضاف، يتم الاحتفال بيوم الإفطار العالمى فى جميع أنحاء العالم فى الثانى من يونيو من كل عام. ‏

جاء ذلك خلال كلمته التى ألقاها، اليوم الأحد، فى الإفطار الذى أقيم فى مقر إقامة السفير بالقاهرة بمناسبة “يوم الفطور العالمى”. ‏

وتابع: يعتبر الإفطار فى الثقافة التركية وجبة رئيسية، لهذا السبب تولى تركيا أهمية لتعزيز ثقافة وتقاليد ‏الإفطار التركى، ويؤكد جميع خبراء الصحة على أهمية بدء اليوم بوجبة إفطار قوية وصحية‎.‎

نحن الأتراك وخاصة أنا، نشأنا على الزيتون وزيت الزيتون فهو علاج سحرى لحياة صحية وطويلة، زيت الزيتون هو مكون لا غنى عنه فى وجبة الإفطار لدينا.‏

ومن أهم ما يميز وجبة الإفطار التركية أنها غنية ومتنوعة، كما تشمل منتجات عديدة مثل اللحوم والسجق ‏والبسطرمة، وهذا أكثر شيوعًا فى إنجلترا ودول الشمال‎.‎

بالإضافة إلى ذلك، توجد أيضًا عناصر اخرى مثل المربى والعسل والزيتون والزبد، تمامًا مثل القارة الأوروبية‎.‎

ومع ذلك، يتميز الإفطار التركى بالمعجنات والزبادى والخضراوات والأهم من ذلك الزيتون، وهو لا غنى عنه على مائدة ‏الإفطار‎، وبطبيعة الحال، يجب أن نضيف السميط وفطيرة الجبن‎ .‎

وأضاف السفير، يمكن القول أن أساس الإفطار التركى هو الزيتون والجبن، وطبعا يتم تناوله مع السميط التركى أو الخبز‎، ولذلك فإن وجبة الإفطار لها مكانة لا غنى عنها فى الثقافة الغذائية التركية. ‏

وللحصول على حياة صحية وطويلة يعد الغذاء والمأوى احتياجات أساسية للإنسان، كما يعد الحصول على الغذاء ‏والمأوى حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان‎.‎

وقال السفير: فى ظل الكارثة الإنسانية التى تشهدها غزة اليوم، أصبح من غير الممكن الحديث عن الوصول ‏إلى الغذاء والمأوى حتى للأطفال والنساء‎.‎

حيث استشهد أكثر من 36 ألف أخ وأخت فلسطينية فى الحرب التى يواصلها الاحتلال فى غزة على الرغم من الدعوات الدولية‎.‎

وبالإضافة إلى ذلك، فإن إخواتنا الفلسطينيين الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة فى الخيام والشوارع والأرصفة، ‏محرومون من الحصول على الحد الأدنى من الصحة والغذاء للحفاظ على حياتهم‎. 

على المدى الطويل، إن عدم إمكانية الحصول على الغذاء يمكن أن يؤدى ليس فقط إلى الأمراض والإجهاد والضغط والقلق بل يؤدى ‏أيضًا إلى أمراض مزمنة كبيرة.  

علاة على ذلك، فإن الوصول إلى الرعاية الصحية فى غزة فى الوقت الحالى محدود ‏للغاية وغير كاف‎، وفيما يتعلق بالمأوى فإن 70% من المنازل فى غزة تم تدميرها.

بينما يحاول العديد من الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم بالفعل والذين نزحوا إلى الجنوب بناءً على دعوة إسرائيل، العيش فى خيام ‏مؤقتة، حيث فقد الكثير من إخواتنا حياتهم نتيجة للقصف الإسرائيلى ضمن عملية رفح وذلك فى الأماكن التى أوضحتها إسرائيل. ‏

‏بكل أسف لم يعد من الممكن العيش كإنسان وأن تكون آمنًا فى أى مكان فى غزة‎، حيث قامت تركيا بدعم من مصر بتسليم عشرات الآلاف من الأطنان من ‏المساعدات الغذائية إلى غزة منذ بداية الحرب.‏

ومع ذلك، ولأن الغذاء يعد منتج يتم استهلاكه يوميًا ولا توجد طريقة لتخزين الطعام أو حفظه بسبب نقص الكهرباء والوقود فى ‏غزة، هناك ضرورة للالتزام بتوفير الغذاء لحوالى مليونى شخص بشكل مستمر ومنتظم كل يوم.‏

ورغم أن مؤسسات الأمم المتحدة مثل “الأونروا” و”برنامج الغذاء العالمى” تبذل قصارى جهدها، إلا أنه لا يمكن إيصال الغذاء بالقدر ‏الكافى بسبب الحصار والضوابط الصارمة التى تفرضها إسرائيل.

وبالطبع فإن فتح معبر كرم أبو سالم الحدودى أمام وصول المساعدات الإنسانية المنتظرة فى مصر فى إطار الحل المؤقت الذى ‏تم التوصل إليه بين الرئيس السيسى والرئيس بايدن هو تطور إيجابى، ولكن للأسف بسبب عدم كفاية وسوء الأمن لا يمكن ‏استلام جزء كبير من المساعدات الإنسانية وتوزيعها على المحتاجين فى غزة عبر معبر كرم أبو سالم.‏

نحن نعلم أن الرصيف الذى أنشأته أمريكا تم تدميره أيضًا، كما أن المساعدات التى يمكن إيصالها عبر هذا الرصيف محدودة ‏بالفعل.‏

ولذلك، فإن معبر رفح الحدودى، الذى يوفر الوصول المباشر من مصر إلى غزة لا غنى عنه للمساعدات الإنسانية.‏

ومع ذلك، فإن الاحتلال الظالم وغير القانونى للجانب الفلسطينى من معبر رفح الحدودى وسيطرته عليه فى انتهاك ‏للاتفاقات التى تم التوصل إليها، إضافة إلى عملية رفح العسكرية، عطل بشكل مؤقت استخدام معبر رفح الحدودى. ‏

وأعلن السفير، أن تركيا طالبت إسرائيل بالانسحاب من الجانب الفلسطينى لمعبر رفح الحدودى، ونحن نؤيد موقف ‏مصر بشأن هذه القضية. 

ومن أجل إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، يجب على إسرائيل الانسحاب من معبر رفح ‏الحدودى فى أسرع وقت ممكن، وتسليم إدارة المعبر للفلسطينيين وأيضًا المساعدات الإنسانية، وخاصة المساعدات الغذائية ‏على الفور.‏

وفى هذا السياق، جاء إلى مصر حوالى 100 ألف أخ وأخت فلسطينية إلى مصر بعد السابع من أكتوبر، ونحن ‏نعلم أن السلطات المصرية توفر كافة أنواع التفاهم والدعم فى مجال الصحة والمأوى والغذاء مستخدمة جميع الموارد المتاحة لها.‏

نحاول تقديم الدعم الإنسانى لأشقائنا فى غزة فى مصر قدر استطاعتنا فى هذه المرحلة، حيث تقوم السفارة باستضافة 500 عائلة ‏فلسطينية من غزة فى ثانى أيام العيد وتوزع لحوم الأضاحى والهدايا.‏

وكنوع من التعزية أو اللفتة البسيطة نتمنى أن نعبر عن قدر من التضامن فى ذلك العيد المبارك الذى نتشاركه جميعا. ‏

وستواصل تركيا دعم إخواتنا فى غزة بالتعاون مع مصر وإخواتنا الذين يعيشون فى مصر فى حدود إمكاناتها.‏

بالإضافة إلى ذلك، سنحاول بالطبع تقديم منح دراسية للشباب والأطفال والطلاب الفلسطينيين فى مصر من خلال منظمات ‏المجتمع المدنى. 

ونحاول الوصول إلى المرضى ودعمهم، ونواصل بذل كل جهد ممكن لنكون إخوة للفلسطينيين ‏بقدر ما نستطيع.‏

ونأمل أن تنتهى الحرب الفترة المقبلة، وأن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار فى أسرع وقت ممكن -بفضل جهود مصر- وأن ‏يتم تلبية الاحتياجات الإنسانية فى غزة بشكل كاف.‏

كما نأمل بدء عملية التعافى، تليها عملية إعادة البناء، وستقدم تركيا كل مواردها وتكون فى المقدمة فى كل هذه ‏العمليات.‏

إن حساسية الموقف التركى تجاه غزة يتردد صداها فى دعوات رئيسنا إلى المجتمع الدولى.‏

إن هذا الوضع الإنسانى الصعب والكارثى جعل المجتمع الدولى يتذكر ويولى اهتمام للقضية الفلسطينية.‏

وأخيرا، فإن اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بدولة فلسطين المستقلة يعد تطورا إيجابيا للغاية ورحبنا بهذا، ونقدم بالتهنئة لهم على موقفهم المشرف والقوى والكريم لصالح العدالة والحقيقة.‏

كما قام وزير الخارجية هاكان فيدان بزيارة إسبانيا كجزء من مجموعة الاتصال للدول العربية الإسلامية والتقى بالسلطات ‏الإسبانية.

واختتم السفير كلمته قائلًا: نطالب ونتوقع من المجتمع الدولى بأكمله الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وذات السيادة فى ‏أقرب وقت ممكن، وقبولها عضوا فى الأمم المتحدة، وتمهيد الطريق لحل الدولتين الذى لا رجعة فيه، حتى تتمكن فلسطين من ‏العيش حياة كريمة ومحترمة، الحياة الإنسانية على حدود 1967.‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى