مخاطر القرين ( الشيطان) علي الانسان خطيرة جدا لدرجة الدمار الشامل في جميع حياته وعلي جميع الاصعدة وكل انسان معاه قرين من الجن ويسمي ( الشيطان) وهو من اخطر واشرس انواع الشياطين ،ففي الحديث النبوي الشريف:(*ما منْكم من أحدٍ إلَّا وقد وُكِّلَ بِهِ قرينُهُ منَ الملائِكةِ وقرينُهُ منَ الجنِّ. قالوا: وإيَّاكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: وإيَّايَ إلا أنَّ اللَّهَ أعانَني عليْهِ فأسلمَ*) صحيح وفي روايه:(*ما مِنكُم مِن أحَدٍ، إلَّا وقدْ وُكِّلَ به قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ، قالوا: وإيَّاكَ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: وإيَّايَ، إلَّا أنَّ اللَّهَ أعانَنِي عليه فأسْلَمَ، فلا يَأْمُرُنِي إلَّا بخَيْرٍ. [وفي رواية]: وقدْ وُكِّلَ به قَرِينُهُ مِنَ الجِنِّ وقَرِينُهُ مِنَ المَلائِكَةِ*) صحيح مسلمو
وظيفه القرين للوسوسه واغواء الانسان لارتكاب المعاصي يدعوه بالوسوسه لارتكاب المعاصي والذنوب ، في اذا كان الانسان ضعيف ويمشي علي اهواء نفسه وغير ملتزم بالصلاه وقراه القران والاذكارات الصباحيه والمسائيه فيكون فريسه للقرين للاغواء والوقوع في المعاصي والذنوب، والقرين يعشق الإنسان الذي لايصلي ليتحكم فيه كما يشاء ، ففي حاله اذا الانسان قوي بالالتزام في الصلاه وقراه القران والتحصين صباحا ومساء فيكون القرين ضعيف ، وفي حاله عدم التزام الانسان فيكون القرين قوي والسيطرة علي الانسان في كل شئ ويكون قرين سيئ كما في الايه الكريمه(*وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا*) (38
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بوُجودِ الجِنِّ مِن حَولِنا، وأنَّ منهم مَن وُكِّلَ بالإنسانِ فلا يُفارِقُه، ويَكيدُ له لِيُوقِعَه في الشُّرورِ والآثامِ، وأنَّه ما مِن أحدٍ مَهما بَلغَ منَ العِبادةِ والعِلمِ ما بَلغَ، إلَّا وقدْ وُكِّلَ به قَرينُه مِنَ الجِنِّ، وهو شَيطانٌ سُلِّطَ عليه ليُغوِيَه، ويُسوِّلَ له ويُشَكِّكَه في الدِّينِ ويُوسوِسَ له؛ لِيَصرِفَه عن الطَّاعةِ، ويُوقِعَه في المعصيةِ، فيَنْبغي الحَذَرُ الشَّديدُ منه، ويوم القيامه كلا الطرفين الانس والجن يرمي المعصيه علي الاخر كما في قوله(*قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ*) (27)
قَالَ قَرِينُهُ } الشيطان، متبرئًا منه، حاملاً عليه إثمه: { رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ } لأني لم يكن لي عليه سلطان، ولا حجة ولا برهان، ولكن كان في الضلال البعيد، فهو الذي ضل وأبعد عن الحق باختياره، كما قال في الآية الأخرى: { *وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم* } الآية
ومن الاسباب التي تجعل القرين ملازم للانسان عدم الصلاه والالتزام قال تعالي(*وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ*) ﴿٣٦ الزخرف﴾
ولكن هناك امور تقع علي القرين بسبب سحر او حسد ( عين قويه) تقلب القرين علي الانسان وهذا تكون بدايه خراب ودمار علي الانسان في جميع حياته!
هناك سحره محترفين في السحر ، فيقوم الساحر بعمل سحر للانسان علي القرين ، يقلب القرين عليه ففي هذه الحاله يكون الانسان بشخصيتين ويسمي في الطب النفسي ( انفصام الشخصية) وهذه الحاله اذا لم تُعالج بالرقيه الشرعيه فلا علاج لها طوال الحياة وهذه الحالة تكون عدائيه للوالدين وتري منها تخبط وافعال غير طبيعيه وربما يصل الامر علي التعدي علي الوالدين بالضرب الشديد واوسخ الالفاظ ، وربما يصل الامر الي الانتحار، وتقطيع الجلد بمشرط او موس ، او ٱله حاده ويصل الامر لتقطيع الشرايين والاورده، ويتمتع برؤيه الدم ، ويري كوابيس واحلام مفزعه ، ثعابين ، كلاب ، قطط، انه يقتل اخته ، او الاخت تقتل اخوها ، احلام دمار ، ويصبح الانسان مزاجه ونفسيته تحت الصفر بسبب هذه الاحلام ووجع بالجسم، وصداع ودوخه ، وصدود عن الاكل والطاعه ، وينفر من سماع القران والصلاه والذكر ، والصدود عن الدراسه ، وينسي دروسه ،والا يحصله من دروسه ينساه في دقائق معدودة ، الزوجه تنفر من زوجها والعكس كذالك ، اكتئاب ،عدم نوم في الليل ونوم طوال النهار ، فشل في كل شئ ووقف حال في جميع حياته ، تكسير في عظام الجسم ووحع دائم ، سقوط الشعر بكثافه ، يسبب في اورام سرطانية ، فشل كلوي ، امراض مذمنه ، خراريج بكترية تحت الضروس والاسنان ، زغلله في العين ، عدم انضباط الضغط واضطرابات بالدورة الدمويه ، كسل مستمر ، عدم سماع النصائح، التكبر ، عدم الرضا ، اليأس ، مشاكل بالجهاز الهضمي والتهابات بالمريئ وارتجاع المرئ، انتفاخ مستمر بالقولون ، حرقان وحموضه ، شرود ذهني ، قلق وتوتر ورعشه في الأطراف، خوف بالقلب وضعف بالشخصية ، ٱلام في فقرات العمود الفقري، التهابات عرق النسا، ضيق في التنفس ، عدم الانبضاط في كل شئ ، الخنقه والضيق من البيت ، هذا اعمال القرين في حالة السحر عليه او حسد قوي ، وايضا من اعمال القرين (الشيطان) تسلطه علي الشاب واغوائه في الالعاب علي الهاتف وهذا سحر مسلط من رئيس القرناء لدمار الشباب وتعطيل عقولهم واعصابهم وأخلاقهم بهذه الالعاب التي تستغرق من الوقت بالتسع ساعات واكثر وهذه خطه شيطانية خبيثه لدمار الشباب، ويحبون الالعاب الا فيها عنف وقتال ودم لدمار الشباب تدميرا كليا، وهذا مخطط كبير من شياطين الانس والجن! وايضا هذه الاعراض تكون بسبب التعامل في الربا قال تعالي(*الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ*) والخراب الا في الامة بسبب التعامل بالربا الذي انتشر واستشري وينخر بالامة.
كُلُّ إنسانٍ بلا استِثناءٍ موكَّلٌ بهِ قَرِينٌ مِنَ الجِنِّ يَأمُرُه بالمُنكَرِ ويَنهاه عَنِ المَعروفِ.
قال اللهُ تعالى حِكايةً عَن بَعضِ أهلِ الجَنَّةِ: قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ * يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ [الصافات: ]51-52[.]
كُلُّ إنسانٍ مَعَه قَرِينٌ مِنَ المَلائِكةِ وقَرِينٌ مِنَ الشَّياطينِ؛ فالمُؤْمِنُ يَقهَرُ شَيطانَه بطاعةِ اللهِ والِاستِقامةِ على دينِهِ، ويُذِلُّ شَيطانَه حَتَّى يَكونَ ضَعيفًا لا يَستَطيعُ أن يَمنَعَ المُؤْمِنَ مِنَ الخَيرِ ولا أن يَوقِعَه في الشَّرِّ إلَّا ما شاءَ اللهُ، والعاصي بمَعاصيه وسَيِّئاتِه يُعِينُ شَيطانَه حَتَّى يَقْوى على مُساعَدَتِه على الباطِلِ، وتَشجيعِه على الباطِلِ، وعلى تَثبيطِه عَنِ الخَيرِ. فعلى المُؤْمِنِ أن يَتَّقِيَ اللهَ وأن يَحرِصَ على جِهادِ شَيطانِه بطاعةِ اللهِ ورَسولِه والتَّعوُّذِ باللهِ مِنَ الشَّيطانِ)
(القَرِينُ هوَ الشَّيطانُ مُسَلَّطٌ على الإنسانِ بإذْنِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، يَأمُرُه بالفَحْشاءِ ويَنْهاه عَنِ المَعروفِ، كما قال عَزَّ وجَلَّ: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ولَكِنْ إذا مَنَّ اللهُ سُبْحانَه وتعالى على العَبدِ بقَلبٍ سَليمٍ، صادِقٍ مُتَّجِهٍ إلى اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ، مُريدٍ للآخِرةِ، مُؤْثِرٍ اللَّهَ على الدُّنيا؛ فإنَّ اللهَ تعالى يُعِينُه على هَذا القَرينِ حَتَّى يَعجِزَ عَن إغوائِه؛ ولذلك يَنبَغي للإنسانِ كُلَّما نَزغَه مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ أن يَستَعِيذَ باللَّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ، كما أمرَ اللهُ؛ حَيثُ قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. والمُرادُ بنَزغِ الشَّيطانِ أن يَأمُرَكَ بتَركِ الطَّاعةِ، ويَأمُرَكَ بفِعلِ المَعصيةِ. فإذا أحسَسْتَ من نَفسِكَ المَيلَ إلى تَركِ الطَّاعةِ، فذلك مِنَ الشَّيطانِ، أوِ المَيلَ إلى فِعلِ المَعصيةِ فهَذا مِنَ الشَّيطانِ؛ فبادِرْ بالِاستِعاذةِ باللَّهِ مِنه يُعيذُكَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مِنه، وأمَّا كونُ هَذا القَرينِ يَمتَدُّ بأن يَكونَ مَعَ الإنسانِ في قَبرِهِ، فلا؛ فالظَّاهِرُ -واللهُ أعلَمُ- بمُجَرَّدِ أن يَموتَ الإنسانُ يُفارِقُه؛ لأنَّ مُهمَّتَه الَّتي كانَ مُسخَّرًا لَها قدِ انتَهَت)
ومن تلبيس الشيطان على البعض أنه يمنعه من فعل ما اعتاده من الخير من صلاة وصيام وقيام وغير ذلك من أنواع الطاعات التي أعتادها إذا كان بحضرة الناس بحجة الخوف من الوقوع في الريا. ولو كان فعله ريا حقيقة لأزه الشيطان إلي الفعل أزاً وإذا ترك العمل الذي اعتاده لأجل الناس وقع فيما فر منه قال الفضيل بن عياض ترك العمل لأجل الناس رياء والعمل لأجل الناس شرك. فليعمل المسلم العمل الذي اعتاده في عمله وبين الناس كصلاة الضحى والذكر وغيره إذا كان العمل لا يمنعه من القيام بعمله ولا يتسبب في تأخير العمل لأن الفرض مقدم على النفل.
وتَبَجَّحَ الشيطانُ في مخاطبة الرَّبِّ -تعالى- وأعلن خُطَّتَه القذرةَ دون أيّ خوف أو نظر في عاقبة ذلك (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [الحجر: 39، 40].. فقال الله له: (اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا * وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا) [الإسراء: 62-64]
وثمة أبواب كثيرة يمكن للشيطان أن يدخل منها على الصالحين، فيوهمهم بالقرب من الله، وما يزيدهم عنه إلا بعدًا، ومن هذه الأبواب: الاهتمام بالمفضول عن الفاضل، والإغراق في الجزئيات والتفاصيل وترك الاهتمام بالكليات، والإفراط في العبادات بالزيادة غير المشروعة والابتداع فيها، فيوهمه أن ذلك من إحسانها وإتمامها، وغير ذلك كثير…
وعلى العبد الفطن أن يتيقظ دومًا وأن يعي خطورة الأمر ويسرع ويبادر بغلق الأبواب التي يمكن للشيطان أن يلج إليه منها، وذلك بأن يعلم عن طبيعة الشيطان ما حكاه الله تعالى عنه من عداوته الأبدية لابن آدم، وأن وساوسه المستمرة لا يمكن أن يأتي من ورائها خير، بل هي الشر المحقق حتى وإن تغلفت بالخير وتزينت وتجملت به، فعليه أن يخالفه على طول الخط، حتى وإن أمره بخير فعليه أن يتفكر في هذا الخير الذي يأمره به، فلربما كان خيرًا صغيرًا يعطله عن خير أكبر، وربما كان خيرًا مفضولاً يحجزه عن خير فاضل، وربما كان خيرًا لازمًَا يعطله ويؤخره عن خير متعدٍّ لأهله وجيرانه وإخوانه… وهكذا.
وإذا لم يكن العبد على بصيرة من ضرورة التجائه الدائم إلى الله تعالى واستنصاره على شيطانه، فإنه بذلك يضع نفسه فريسة سهلة على مائدة الشياطين، فكلما زادت ثقة العبد بنفسه بشكل زائد عن اللازم بسبب ما هو فيه من تقوى وعمل صالح، وأوكل أمر تقواه إلى نفسه لا إلى الله، وكان شعاره في ذلك: (إنما أوتيته على علم عندي)، كان ذلك مدعاة لاستغنائه عن الله، وانفراد الشيطان به وافتراسه بلا رحمة، لأن الله ساعتها يكله إلى نفسه وإلى قدراته وإلى تقواه الزائفة، وحينها يعلم العبد مدى خطئه وتقصيره في جنب الله تعالى. فاالحذر كل الحذر من التقصير في طاعه الله ، وعلينا التمسك بكتاب الله وسنه رسوله صلى الله عليه وسلم.