نميرة نجم تهنئ وزير خارجية جيبوتى بمناسبة فوزه بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى

هنأت السفيرة د. نميرة نجم خبير القانون الدولى والهجرة ومدير المرصد الأفريقى للهجرة، وزير خارجية جيبوتى محمود على يوسف بعد فوزه بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى فى الانتخابات التى أجريت، اليوم السبت، أثناء انعقاد القمة الأفريقية 38 لرؤساء الدول الأفارقة فى مقر الاتحاد بأديس أبابا، معربة، عن سعادتها أن يرأسها ويرأس الاتحاد الأفريقى أول عربى فى تاريخ المنظمة.
يذكر، أن مرشح جيبوتى زار مصر والتقى مع وزير الخارجية د. بدر عبد العاطى واتفق فى اللقاء على أهمية تبادل التأييد بين مصر وجيبوتى فى المناصب الدولية.
وأعلن وزير خارجية جيبوتى أثناء حملته الإنتخابية، موقفا قويا داعما للقضية الفلسطينية، وأن الاتحاد لن يفتح أبوابه لأى دولة تضرب عرض الحائط بالمبادئ القانونية والأخلاقية المشتركة بين الدول الأفريقية، وفى مقدمتها إسرائيل، مشيرًا، إلى أنه سيراجع العلاقات بين الاتحاد الأفريقى وبعض الدول، التى وصفها بأنها “غير صحية”.
وفاز وزير خارجية جيبوتى، وهو أول عربى يفوز بالمنصب كرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى لمدة أربعة سنوات فى الجولة السابعة للتصويت، ويُعتبر يوسف المولود فى سبتمبر 1965، دبلوماسيًا محنكًا بخبرة تزيد عن 20 عامًا فى قيادة الدبلوماسية الجيبوتية.
خلال مسيرته، لعب دورًا بارزًا فى تطوير العلاقات الخارجية لبلاده، وساهم فى حل العديد من النزاعات فى القارة، خاصة فى منطقة القرن الأفريقى.
يتحدث يوسف بطلاقة اللغات الفرنسية، الإنجليزية، والعربية، مما يعزز قدرته على التواصل والتفاعل فى المحافل الدولية.
وهو “عميد وزراء الخارجية فى أفريقيا”، حيث شغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2005، وحظيت حملته بزخم كبير كونه مدعوما من دول الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى والكتلة الفرنكوفونية.
وشدد خلال المناظرة المتلفزة بين المرشحين المتنافسين الثلاثة على أهمية دعم أفريقيا لموقف موحد من أجل الحصول على مقعدين دائمين فى مجلس الأمن، معتبرًا، أن هذا يمثل قوة داعمة للاتحاد الأفريقى فى تعزيز نفوذه فى القضايا العالمية، أنه لا يمكن أن يكون هناك سياسة عالمية فعالة دون تمثيل حقيقى للقارة الإفريقية.
وأكد يوسف، أن الاستثمار فى التعليم ورأس المال البشرى يمثل الركيزة الأساسية للتنمية فى أفريقيا، مشيرًا، إلى أهمية تطوير الزراعة باستخدام التكنولوجيا، مع التركيز على إضافة قيمة للمنتجات الخام عبر التصنيع المحلى قبل تصديرها.
وأشار، إلى أنه سيركز على القضايا الاقتصادية قائلاً: تحقيق الوحدة الاقتصادية بين الدول الأعضاء سيخلق فرص عمل ويخفف من الأزمات الاقتصادية.
ودعا يوسف، إلى اعتماد استراتيجية موحدة للاستفادة من الثروات الطبيعية فى أفريقيا، مؤكدًا، أن “قارتنا تمتلك موارد هائلة، لكنها لا يتم توزيعها” بالتساوى أو إدارتها بكفاءة.
واقترح، إنشاء مراكز إقليمية للتميز لتحفيز الابتكار والبحث، إلى جانب اتفاقيات تجارية إقليمية أقوى لسد الفجوات.
وتحدث يوسف أيضًا عن الاستدامة، مقترحا، أن سياسات منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية يجب أن تتوافق مع أهداف حماية البيئة والقدرة على التكيف مع المناخ.
وأضاف، سأعمل أيضًا على تعزيز التجارة البينية الأفريقية والتى من المفترض أن تتجاوز 80%، وعلى إزالة جميع الحواجز غير الجمركية وتسهيل حرية حركة السلع.
وتابع: يجب أن يكون الاتحاد الأفريقى أكثر فعالية فى خلق فرص عمل لشبابنا، وأن نعمل على توفير بيئة اقتصادية تساعد على تحفيز التجارة بين الدول الأفريقية.
وفيما يتعلق بالدور الإقليمى، قال يوسف: من خلال تعزيز تعاوننا فى المجال الاقتصادى والاجتماعى، نستطيع أن نحقق الاتحاد الأفريقى القوى الذى يسعى الجميع إليه.
وأكد، أن الأمن الإقليمى يمكن تعزيزه إذا تمت زيادة الموارد اللازمة لقوة احتياطية إقليمية لتقليل الاعتماد المفرط على الشراكات الأجنبية للحصول على الموارد.
وأضاف يوسف، عندما لا تكون هناك وحدة فى الهدف بين الدول المجاورة فإن السلام سيكون معرضا للخطر.
ولتعزيز دور الاتحاد الأفريقى فى تحقيق الأمن والسلم الإقليمى قال: علينا تقوية مؤسساتنا الإقليمية لضمان أن تكون أفريقيا فى طليعة القرارات الدولية.
وأقر يوسف، بوجود 6 هياكل للسلام القائمة فى أفريقيا، بما فى ذلك هيكل السلام والأمن الأفريقى، ومجلس السلام والأمن، وصندوق السلام، ومع ذلك، انتقد الافتقار إلى الإرادة السياسية بين الدول الأعضاء وعدم كفاية التمويل لجهود السلام، مشيرًا، إلى أن مجلس السلام والأمن لدينا ليس استباقيا فهو يتفاعل مع الأزمات عندما تحدث”، داعيًا، إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لمعالجة هذه النواقص.
وأكد فى المناظرة، على أهمية دور الاتحاد الأفريقى فى تعزيز الأمن والسلم داخل القارة، قائلاً: أفريقيا فى حاجة ماسة إلى أن تظل قوية وموحدة فى مواجهة التحديات العالمية، وأن وجود اتحاد أفريقى قوى سيمكننا من معالجة أزمات الأمن التى تؤثر على استقرارنا السياسى والاقتصادى.
وركز المرشح الجيبوتى، على أهمية تحسين آليات الاتحاد الأفريقى المتعلقة بإدارة الصراعات وتعزيز فعاليتها، مؤكدًا، الحاجة إلى توفير التمويل اللازم لتفعيل قوات الاحتياط الأفريقية، ما من شأنه أن يجعل الاتحاد الأفريقى قادرا على الاستجابة بسرعة للأزمات.
وأكد، أنه يعتزم تنويع التمويل لأفريقيا، ويبذل قصارى جهده لضمان أن يكون للاتحاد الأفريقى مصادر تمويل خاصة به.
كما أكد، على ضرورة تعزيز ولاء العاملين فى المنظمة وتفعيل الإصلاحات غير المكتملة، مثل تفعيل البرلمان الأفريقى وتطبيق ضريبة الاستقطاع بنسبة 0.2% من واردات الدول الأفريقية لتحسين تمويل برامج ومشاريع الاتحاد الأفريقى.
ونافس مرشح جيبوتى الفائز بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، رايلا أودينجا رئيس وزراء كينيا السابق (2008-2013) والممثل السامى السابق للاتحاد الأفريقى لتطوير البنية التحتية 2018-2023، وريتشارد جيه راندريامانداتو وزير مالية مدغشقر السابق.