Blog

اليوم .. الذكرى الـ 29 للإبادة الجماعية فى سربرنيتسا

وضع رئيس رئاسة البوسنة والهرسك دينيس بييروفيتش، إكليلا من الزهور على ضحايا الإبادة الجماعية فى المركز التذكارى فى بوتوتشارى كجزء من إحياء الذكرى التاسعة والعشرين للإبادة الجماعية المرتكبة ضد البوشناق فى سربرينيتسا وما حولها.

وقال بييروفيتش: لقد بدأ تنفيذ القرار المتعلق بالإبادة الجماعية ولن يوقفه أحد، مشيدًا بضحايا الإبادة.

ومن جانبه، أعلن الاتحاد الأوروبى فى بيان مشترك للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، ومفوض شؤون الجوار والتوسع أوليفر فارهيلى، بهذه المناسبة، أن الإبادة الجماعية فى سربرنيتسا هى إحدى أحلك اللحظات فى تاريخ أوروبا الحديث

وأكدا، أن الإبادة الجماعية التى شهدتها سربرينيتسا قبل 29 عاما، تعد واحدة من أحلك اللحظات فى تاريخ أوروبا الحديث. 

ومن واجبنا أن نكرم ذكرى أكثر من 8300 صبى ورجل قتلوا بشكل منهجى فى التلال المحيطة بسربرينيتشا.

 

وفى سياق آخر، واصلت الوزارة الاتحادية للثقافة والرياضة فى البوسنة الاحتفال بالحدث التقليدى “أيام التراث الأوروبى 2024″، لذا فقد تغير محتوى “المتنزه الثقافى” أمام مبنى الوزارة فى سراييفو ليتناسب مع الذكرى الحزينة للإبادة الجماعية.

يذكر، أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت لصالح تخصيص يوم عالمى لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية فى سربرنيتسا، رغم المعارضة الشديدة من قبل صرب البوسنة وصربيا، متهمين الغرب بإثارة التوترات فى منطقة البلقان.

وبذلك سيكون يوم 11 يوليو “اليوم الدولى للتأمل والتذكر لإبادة 1995 فى سربرينتسا”.

“الإبادة الجماعية فى سربرنيتسا” 

في 11 يوليو 1995 -أى قبل أشهر من نهاية الصراع الأهلى الذى دام 3 سنوات فى البوسنة- سيطرت قوات صرب البوسنة بقيادة راتكو ملاديتش على مدينة سربرنيتسا.

وأصدر رادوفان كاراديتش أمرا بإجلاء جميع المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال والمسنون، فى حين تم احتجاز جميع الرجال فى سن القتال.

وخلال الأيام التالية قُتل أكثر من 8 آلاف رجل وفتى مسلم بشكل منهجى على يد قوات صرب البوسنة، ودفنت جثثهم فى مقابر جماعية.

ثم قامت القوات الصربية بنقل العديد من الجثث وإعادة دفنها فى مقابر أخرى فى محاولة لإخفاء الأدلة.

ويحكى الناجون قصصا مروعة عن حالات القتل والتعذيب والاغتصاب التى تعرضوا لها على يد قوات صرب البوسنة.

وبناء على هذه الأحداث وجهت المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة اتهامات إلى كاراديتش وملاديتش بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

وحتى الآن تم التعرف على 7 آلاف من ضحايا المذبحة ودفنهم، 6750 فى مقبرة بوتوكارى و250 فى مقابر أخرى بمنطقة سربرنيتسا.

وما زال نحو 1200 شخص فى عداد المفقودين، وفقًا لمعهد الأشخاص المفقودين فى البوسنة والهرسك.

وتعد تلك الفترة هى الأسوأ فى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث وصفتها المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة ومحكمة العدل الدولية بأنها إبادة جماعية.

وفى 21 نوفمبر 1995 انتهت الحرب فى البوسنة والهرسك بتوقيع اتفاقيات دايتون التى جاءت نتيجة الضغط الدولى المكثف.

وتنص هذه الاتفاقيات على تقسيم البوسنة إلى كيانين، وهما جمهورية صرب البوسنة واتحاد البوسنة المسلم-الكرواتى، ويتمتع كل منهما بدرجة كبيرة من الحكم الذاتى، فى حين تظل مؤسساتهما المركزية ضعيفة.

“إحياء ذكرى الضحايا”

خلّفت الإبادة الجماعية جروحاً عاطفية عميقة فى نفوس الناجين وأسر الضحايا والمجتمع البوسنى بشكل عام، مما خلق عقبات مستمرة أمام المصالحة بين المجموعات العرقية المختلفة فى البلاد.

يصادف عام 2025 الذكرى الثلاثين للإبادة الجماعية فى سربرنيتسا، التى فقد فيها ما لا يقل عن 8,372 شخصاً حياتهم، وتم تهجير الآلاف وتدمير الأسر والمجتمعات.

وأعربت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، أليس وايريمو نديتو، عن قلقها إزاء الحوادث المستمرة من التحريف المتعلقة بجرائم الفظائع التى ارتكبت خلال الصراع بين عامى 1992 و1995، بما فى ذلك إنكار الإبادة الجماعية فى سربرنيتسا.

يتم الاحتفال، اليوم الخميس، بالتدشين بحدث تذكارى رفيع المستوى، تنظمه البعثة الدائمة للبوسنة والهرسك، فى قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة الساعة 11 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى