عشرات الآلاف فى مظاهرة لندن ضد أمريكا لدعمها الاحتلال الإسرائيلى فى غزة
انطلقت حملة التضامن مع فلسطين، من خلال مظاهرة من حديقة هايد بارك كورنر إلى السفارة الأمريكية فى منطقة ناين إلمز فى لندن.
شارك فى المظاهرة رجال دين ويهود بريطانيون وأبناء يهود ألمان قالوا إنهم أبناء من نجوا من الاضطهاد النازى لليهود وهولوكست.
وهى المسيرة العاشرة المؤيدة للفلسطينيين فى وسط لندن منذ أن بدأت إسرائيل حملتها فى غزة فى أعقاب هجمات 7 أكتوبر التى شنتها حماس على إسرائيل.
وأثناء سير المظاهرة فى وسط لندن، هتف المتظاهرون “من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر” ولوحوا بلافتات تطالب “بوقف إطلاق النار الآن”.
وشوهدت المغنية شارلوت تشيرش فى مقدمة المسيرة أثناء انطلاقها، وهى التى قادت الغناء “من النهر إلى البحر” فى مظاهرة فى لندن الشهر الماضى.
وأكدت المغنية الويلزية إنها انضمت إلى الاحتجاج على أن المسيرات كانت لها “رسالة قوية وسلمية ومحبة “لإظهار التضامن مع شعب فلسطين فى كل ما يعانيه”.
وقالت: أنا هنا اليوم للدعوة إلى وقف فورى لإطلاق النار، ولطلب من حكومتنا وحكوماتنا فى جميع أنحاء العالم إرسال رسالة قوية قدر الإمكان، لكن رسالة المحبة القوية والسلمية، هذا هو ما كانت تهدف إليه كل مسيرة شاركت فيها من أجل فلسطين.
وأضافت، نحن جميعا هنا لأننا لا نستطيع أن نتحمل ما نشهده، لا يمكننا أن نتحمل رؤية المدنيين والأطفال والنساء يذبحون، ولذلك نحن هنا لأن قلوبنا مليئة بالحب للشعب الفلسطينى.
تضمن الحدث، غناء، وقرع طبول وعاطفة، ولكن فى الأغلبية كانت تلك العاطفة هى الحب، وكان التعاطف لأن هذا هو سبب وجود الجميع.
وتحدث زعيم حزب العمال السابق جيريمى كوربين، الذى يشغل الآن منصب نائب برلمانى مستقل، خارج السفارة الأمريكية فى ناين إلمز.
وقال: إن المظاهرة اليوم ضخمة ونحن هنا لأننا نشعر بالفزع إزاء القصف الذى لا يزال مستمرا فى غزة.
يأتى الاحتجاج بعد يوم واحد من يوم المرأة العالمى، وشهدت انضمام متطوعات من أصدقاء الأقصى “لتسليط الضوء على الإبادة الجماعية الفلسطينية كقضية جنسانية”.
وقالت المجموعة: إن المساواة بين الجنسين لا يمكن تحقيقها بينما يتعرض المدنيون فى فلسطين للقصف المستمر.
خلال الحدث، ألقى ضباط شرطة العاصمة القبض على خمسة أشخاص أربعة أشخاص للاشتباه فى ارتكابهم جرائم تتعلق بالنظام العام وترديد شعارات مسيئة أو حمل لافتة مسيئة خلال المسيرة بينهم إمرأة مصرية لحملها لافتة مسيئة ورجلين لترديد شعارات مسيئة.
تأتى الاحتجاجات أمس بعد تصريح سارة خان، مستشارة الحكومة البريطانية لشؤون التماسك الاجتماعى، إن محاولات تصوير المتظاهرين فى المسيرات المؤيدة للفلسطينيين على أنهم متطرفون كانت “شنيعة” وخطيرة .
وقالت سارة التى تقوم بمراجعة مدى مرونة الديمقراطية فى المملكة المتحدة بالنسبة لمايكل جوف: إن مثل هذه الادعاءات تخاطر بتقسيم البلاد بشكل أكبر.
وتمت إدانة وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان لوصفها المظاهرات المؤيدة لفلسطين بأنها “مسيرات كراهية”.
قبل المسيرة قالت شرطة العاصمة: إن تكلفة مراقبة الاحتجاجات المتعلقة بغزة فى لندن وصلت إلى أكثر من 32 مليون جنيه إسترلينى، وتطلبت إلغاء 35,464 مناوبة للضباط وأكثر من 5,200 يوم راحة للضباط.
وأعلنت الشرطة، أن أكثر من 2300 ضابط قاموا بحراسة 11 حدثًا كبيرًا وتم إحضار 500 ضابط من خارج منطقة متروبوليتان للمساعدة.
وقال بن جمال مدير مركز القبة السماوية العلمى بعد المسيرة: إنه “أمر غير مسبوق” أن نرى هذا العدد الكبير من الأشخاص يسيرون طوال هذه الفترة الزمنية.
وأضاف، سترى الناس هنا يأتون من جميع مناحى الحياة، صغارا وكبارا، والعديد من الناس هنا مع أطفال صغار.
إنهم يرون جثث الأطفال يتم انتشالها من تحت الأنقاض، ويبدون هكذا، ويقولون: قد يكون طفلى، وقد يكون أخى، وقد يكون أختى، أريد أن يتوقف وأريد من حكومتى أن تتخذ إجراءً، ولهذا السبب ينظمون المسيرة.
وأصدرت السفارة الأمريكية فى لندن بيان تعليمات لموظفى السفارة بتجنب السفارة يوم السبت، 9 مارس، بسبب المظاهرة.
وطالبت فى بيانها، يتم تشجيع مواطنى الولايات المتحدة على تجنب مناطق المظاهرات وتوخى الحذر دائمًا فى محيط المظاهرات أو فى حالة وجودهم فى مظاهرة.
وقالت: إن حتى المظاهرات التى يُقصد منها أن تكون سلمية يمكن أن تتحول إلى مواجهة وربما تتصاعد إلى أعمال عنف.
ونصحت السفارة مواطنيها بعدم القيادة أو السير خلال المظاهرة ومراقبة معلومات النقل المحلية وتنسيق طرق السفر وفقًا لذلك، وذكرت فى بيانها أن منظم المظاهرة هو “تحالف أوقفوا الحرب والمظاهرة الوطنية من أجل فلسطين”، وقدرت عدد المشاركين المحتملين أنهم قد يصلوا إلى 30 ألف متظاهر.