مقالات

في ذكري السادس من اكتوبر تدعيم الجيش أمر شرعي

بقلم د ياسرجعفر

من الشرف العظيم انك تتكلم عن الجيش المصري في ذكري من ذكريات النصر وانتصاره علي التحالف الصهيوني والذي يجمع الصهيونيه الامريكيه والاسرائليه والاروبيه وحينما تتكلم عن الجيش المصري فانك تتكلم عن أسطورة من الاساطير لانه جيش صاحب خبرات وتجارب حربيه عريقه ، لانه صاحب حضاره تفوق الخمسين الف سنه ، وحينما تتحدث عن هذه الاسطورة الجبارة تفوح عليك روائح الشجاعه والصبر والقوة والنضال وعشق الوطن والاخلاص والوفاء، والايمان بالله ، فتحيه إجلال وتقدير للجيش المصري في ذكري السادس من اكتوبر

الجيش لفظ يُطْلَقُ على الجند، كما يُطْلَق على جماعة الناس في الحرب، وقيل: الجيش جند يسيرون لحرب أَو غيرها، ومثل غيره من أجهزة الدولة الإسلامية ، بدأ الجيش بداية متواضعة، ثم سرعان ما نما حتى وصل إلى مرحلة متقدِّمَة، وصار له نظامه الخاص.

الجيش قبل الإسلام

والحقيقة أن العرب قبل الإسلام لم يكن لهم نظام خاصٌّ للجند لبداوتهم، وإنما كان كل رَجُلٍ يَقْدِر على حمل السلاح يخرج للقتال إذا ما دَعَا الداعي؛ دفاعًا عن العشيرة والقبيلة، وكانت أسلحتهم السيف، والرمح، والقوس، وكان يقودهم زعيم من زعمائهم أَلِفَ القتال، وعُرِفَ بالشجاعة، وكثيرًا ما يكون رئيس القبيلة .

والجيش هو الذي يحمل اعباء الوطن علي كاهله في جميع اموره الخارجيه والداخليه ، خاصه نحن نعيش في وطن ملتقي قرات ثلاث ، فتزيد المسؤليه والاعباء اضعاف مضاعفه وخاصه يُحيط بنا حدود تجعل من المسؤليه اكثر اهتماما فالجيش يحتاج دعم قوي لانه بمثابه الجهاذ الحيوي للامن القومي. والدعم يكون في جميع المجالات، ففي الحديث النبوي؛(مَن جَهَّزَ غازيًا، فقد غَزا، ومَن خَلَفَ غازيًا في أهلِه بخيرٍ، فقد غَزا) .

الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ لإعلاءِ كَلمةِ اللهِ في الأرضِ، ولحِمايَةِ العَقيدةِ والدِّفاعِ عنِ الدِّينِ، والتَّجهيزُ لذلك مِنَ أَجَلِّ القُرُباتِ الَّتي يَنبَغي للمُسلمِ أنْ يَحرِصَ عليها، ولو بإعانةِ القادِرِ على ذلِك؛ ففي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ “مَن جهَّزَ غازيًا” غَيرَه بالعُدَّةِ والسِّلاحِ مِن مالِه الخاصِّ وأخرَجَه للجِهادِ، “فقد غَزا” في سَبيلِ اللهِ، ووقَعَ له أجرُ المُجاهِدِ، “ومَن خلَفَ غازيًا في أهلِه بخَيرٍ”، فقامَ مَقامَه بعْدَه في خِدمةِ أهلِه، بأنْ يَصيرَ خَليفةً له ونائبًا عنه في قَضاءِ حَوائجِهم بخَيرٍ؛ احتِرازًا عن الخيانةِ، فمَن فعَلَ ذلك “فقد غَزا”، أي: جَزاه اللهُ أجرَ الغازي المُجاهِدِ في سَبيلِه؛ فالدالُّ علَى الخَيرِ والمُعينُ عليه كفاعِلِه .

وهذا كلُّه مِن فَضْلِ اللهِ على عِبادِه، وتَوسيعِه في إنزالِ الفَضلِ والعَطاءِ عليهم، ودَعوةٌ إلى الجِهادِ بالنفْسِ والمالِ، وما يُستطاعُ مِن تَقديمِ الخِدْماتِ ورِعايةِ أهلِ الغازي والمُجاهِدِ ، فعَنْ أَبي أُمامة،  قَالَ: قالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: أفْضَلُ الصَّدَقات ظِلُّ فُسْطَاطٍ في سَبِيلِ اللَّه، ومَنِيحةُ خادمٍ في سَبِيلِ اللهِ، أَوْ طَروقهُ فحلٍ في سَبِيلِ اللَّه رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ذلك، فيقولُ: “أفضَلُ الصَّدَقاتِ ظِلُّ فُسطاطٍ في سبيلِ اللهِ”، أي: وقْفُ خَيمةٍ وما شابهَ، يَستظِلُّ بها المجاهدُ، والمرادُ هنا مُطلَقُ ما لَه ظِلٌّ مِن الأبنيَةِ، “ومَنيحَةُ خادِمٍ في سبيلِ اللهِ”، أي: هِبةُ ومنحُ خادمٍ لمُجاهِدٍ، يُساعِدُه ويَخدُمُه، “أو طَرُوقةُ فَحلٍ في سبيلِ اللهِ”، أي: النَّاقةُ الَّتي صَلَحَت لأنْ يَقْرَبَها الفَحلُ، وأقلُّ سِنِّها ثلاثُ سِنينَ، والتَّقييدُ به لِبَيانِ الأفضَليَّةِ، ومِثلُها الفرَسُ يُحمَلُ عليها المجاهِدُ، قيل: ويَجري مَجرَى تلك الصَّدَقاتِ في الأجرِ كلُّ ما يَكونُ فيه نفعٌ للمُجاهِدِ؛ فهو مِن أفضَلِ الصَّدقاتِ.

وعنْ أنسٍ ، أنَّ فَتىً مِن أسْلَمَ قَالَ: يَا رَسُول اللَّهِ إنِّي أُريد الغَزْو ولَيْس معِى مَا أتَجهَّزُ بِهِ، قَالَ: ائتِ فُلانًا، فَإنَّه قَد كانَ تَجهَّزَ فَمَرِضَ فَأتَاهُ فَقَال: إنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ يُقْرِئَكَ السَّلامَ ويقولُ: أعطِني الَّذِي تَجهَّزتَ بِهِ، قَالَ: يَا فُلانَةُ، أعْطِيهِ، الَّذِي كُنْتُ تَجهَّزْتُ بِهِ، وَلاَ تَحْبِسي عِنْهُ شَيْئًا، فوَاللَّهِ لاَ تَحْبِسي مِنْه شَيْئًا فَيُبارَكَ لَكِ فِيهِ. رواه مسلمٌ.! إن تجهيذ الغزاة في سبيل الله والحفاظ علي الامن القومي وخلافتهم بالخير في أهليهم تقتضي من فضل الله أجرا كأجر الغزاة والمجاهدين،

ولاعجب فقد رمي أعداء الله بالفتي الشعشاع الذي تتطامن شم الجبال لإباثه وشمعه ولقيهم بالفارس المغوار الذي تنخشع الوهاد والنجود لروعة طلعته ومقدمه ، وسلط عليهم أسدا شاكي السلاح تقشعر الصخور الصم لوطأة قدمه وسل عليهم سيفا من سيوف الله وذائدا من ذادة الحمي أيده الله بحوله وقوته ، فهو بالله يصول ويجول وآتاه عزة من عزته (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) ولا حرج علي فضل الله إذن أن يجعل لهذا الآمن في سربه أجر المجاهدين في سبيله ، بل إنها حكمة بالغة وآية محكمة من آيات الحكيم العليم ،فإنه جل شأنه بني امر هذه الأمة علي دعامتين وطيدتين: الجهاد والبذل : فالجهاد شئ هام للدفاع عن الوطن من اعدائه والخونه لكي لايكون عرضه للضعف والبذل الدعم المستمر لهؤلاء المجاهدين من الجيش الوطني المحترم الذي هو نسيج من الشعب وكوكتيل من جميع المحافظات! قال تعالي:
(۞ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) .

ومن الناس من لايستطيع القتال ولا الدفاع عن وطنه وعرضه وقد يكون ذو مال فعلي هؤلاء أن ينفقوا وأن يخلفوا إخوانهم في الجيش في أهلهم بخير الدنيا والدين ومنهم من لايملك إلا نفسه فتجهيزهم واقع علي هؤلاء القادرين وعلي بذل النفس والمال قام أمر هذه الامة فبنت صرحها الشامخ ومجدها الباذخ وعزها الرفيع المكين وعلي البطولة والسخاء أنشأ سلف هذه الأمه دولة الاسلام التي محت ظلمات الأرض بأنوار السماء وبسطت في أرجائها يد الأمن والعدالة والرخاء وقد كانوا يرون ذلك اربح تجارتهم وأنجح عملهم اتباعا لقول الله عز وجل 🙁 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)

والحمد لله ان هذه المؤسسه الوطنيه الموقره تسلك هذا المسلك العظيم وماوراها بعض الدول الشقيقه المحترمه لانهم هم الدرع القوي والحصن الحصين لهذه الشعوب وثرواتها ومقدراتها واقتصادها!وان هناك اشخاص وطانيين يبذلون من اموالهم وهناك للاسف من يكنزون اموالهم!! ففي سنة تسع امر النبي صلي الله عليه وسلم بالتجهيذ لغزوا الروم وأعلم الناس مغزاهم لبعد الطريق وقوة العدو وكان قبل ذالك إذا أراد غزوة وري بغيرها وكان الحر شديدا والبلاد مجدبة والناس في عسرة ولذلك سمي ذلك الجيش جيش العسرة ، وكانت الثمار قد طابت فأحب الناس المقام في ثمارهم فتجهزوا علي كره وأمر النبي صلي الله عليه وسلم المسلمين بالنفقة ، لانهم محتاحين دعم للجيش، فتقدم المؤثرون علي أنفسهم من المهاجرين والأنصار بنفقات عظيمة حتي إن أبا بكر قدم جميع ماله وكان أربعة آلاف درهم وقدم عمر نصف ماله وتولي عثمان مابقي من أمر الجيش فقيل إنه جهز ثلثه وقيل نصفه! وقيل جهزه أي مابقي منه حتي مايفقد خطاما ولاعقالا وكانت نفقة عثمان ثلثمائة بعير طعاما وألف دينار  .

وروي أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:( *لايضر عثمان ماصنع بعد اليوم* ) فاين نحن واصحاب الاموال والملاين والمليارات من هؤلاء الابطال الذين يدافعون عن دينهم واوطانهم! لكي يتجنبوا الفوضي والاضطرابات التي تجعل من الوطن غير آمن في جميع أمور الحياة ( الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) فالامن لايحدث الا اذا كان الجهاذ المناعي للوطن قوي ولايكون قويا الا بالدعم المادي والمعنوي لمواجهه الاعداء والمفسدين من اعداء الوطن والخونه قال تعالي( قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) : قال ذو القرنين: ما أعطانيه ربي من الملك والتمكين خير لي مِن مالكم، فأعينوني بقوة منكم أجعل بينكم وبينهم سدًا ! حينما طلب من ذا القرنين ان فيه قوم مفسدون ويريدون الاعتداء علي اراضينا واعراضنا ويتسببون لنا في اضطرابات في مجتمعنا ! فطلبوا منه أن يجعل بينهم وبين هؤلاء المفسدين والمعتدين سدا منيعا حصينا لكي يتنعموا بالامن والامان ،وافق ذا القرنين بشرط!! فأعينوني بقوة ! هذا الشرط اذا اتنفذ سنتجنب هؤلاء المرزقه المفسدون في الارض ، اذا فالدعم دامأ وابدا مطلوب ليعطي القوة بالحصن المنيع للاوطان والشعوب ! ولا تنجرفوا الي القنوات المأجورة والمرتزقة والاعلامين الفاسدين الماجورين الذين يريدون اشاعه الفوضي ، وبأذن الله تعالي لايتمكنون من ذالك!! (فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ) ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ)(كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).

ومما يدلك علي أجر عظيم هذا الجيش الغازي في سبيل اعلاء كلمة الحق والتصدي للخونه والمرتزقه!! فعن النبي صلي الله عليه وسلم قال( لأن أشيع غازيا فأكفيه في رحلة غدوة او روحة أحب إلي من الدنيا وما فيها )

ولقد خرج ابو بكر وهو خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم يشيع جيش أسامة ماشيا وأسامة راكب فعزم عليه أسامة أن يركب أو ينزل هو، فقال له : أنا براكب ولا بنازل وما علي أن أغير قدمي ساعة في سبيل الله ولقد استدار الزمن كهيئته يوم اشتدت حاجة الجيش الي السلاح والمال وأرتنا الليالي الحوالك التي كابدناها في اوطاننا العربيه أن في أغنيانا بخلا وإمساكا عن الأنفاق في سبيل تدعيم جهازنا المناعي للوطن مما فوت علي أبطالنا كثيرأ من فرص النصر
(وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)واستمروا- أيها المؤمنون- في إنفاق الأموال لنصرة دين الله تعالى، والجهاد في سبيله، ولا توقعوا أنفسكم في المهالك بترك الجهاد في سبيل الله، وعدم الإنفاق فيه، وأحسنوا في الانفاق والطاعة، واجعلوا عملكم كله خالصًا لوجه الله تعالى. إن الله يحب أهل الإخلاص والإحسان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى