معتز رسلان: إهمال ملف الزراعة لسنوات طويلة زاد من تحديات الأمن الغذائى فى مصر
قال المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى – الكندى، إن ما نعانى منه اليوم فى قطاع الزراعة أننا لم نزرع فى الأمس، ليس بسبب فشل السياسات الزراعية، لكن لوجود تحديات هائلة واجهت الحكومات المتعاقبة فى إدارة هذا الملف الحيوى.
وأضاف، أن ما نشاهده على أرض الواقع من استراتيجيات وخطط طموحة يجرى تنفيذها لتطوير وتنمية الزراعة يجعل مصر أهم وأكبر مستورد للكثير من السلع الاستراتيجية وعلى رأسها القمح.
جاء ذلك فى كلمته خلال ندوة نظمها مجلس الأعمال، بحضور السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، والنائب عبد السلام الجبلى رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس الشيوخ، ورئيس لجنة الزراعة فى مجلس الأعمال المصرى – الكندى.
وتابع رسلان: فى عقود طويلة عانى ملف الزراعة فى مصر من أزمات متتالية أفقدت مصر مكانتها على الساحة الزراعية العالمية، على رأسها ارتفاع معدلات النمو السكانى، ونقص المياه، ومحدودية الرقعة الزراعية، والتغيرات المناخية التى أصبحت تشكل عبئا وتحديا جديدا، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج والتصحر ونقص التمويل وضعف البنية التحتية للمناطق الريفية.
وأكد، أن إهمال ملف الزراعة لسنوات طويلة زاد من تحديات الأمن الغذائى فى مصر حيث اتسعت الفجوة الغذائية فى إنتاج الكثير من السلع الأساسية.
واليوم، نحن أكبر مستورد للقمح فى العالم نستورد معظم احتياجاتنا من الفول البلدى والعدس، وكل احتياجاتنا من زيوت الطعام، لدينا فجوة كبيرة فى إنتاج السكر، حتى الأرز الذى كنا نشتهر به تم وضعه ضمن قوائم الاستيراد بخلاف النسبة الأكبر من استهلاك اللحوم وكذلك الألبان المجففة.
وأوضح رسلان، أن قائمة الاستيراد طويلة واستمرارها يهدد الأمن الغذائى المصرى، خاصة فى ظل تراجع نصيب الفرد من الأراضى إلى قيراطين فقط، فى حين أن المتوسط العالمى يبلغ 12 قيراط للفرد، أضف لذلك انخفاض نصيب الفرد من المياه لندخل بين الدول التى تعانى الفقر المائى.
هذه المعلومة تلخص أوجاع قطاع الزراعة فى مصر لذلك كان من الصعب بل من المستحيل استمرار هذا الوضع فى بلد تتجه نحو المستقبل وبناء الجمهورية الجديدة وظهرت الحاجة إلى حلول مبتكرة لاستغلال مساحاتنا الشاسعة والحفاظ على إرثنا الزراعى خاصة وأن قطاع الزراعة يسهم بنحو 15% من الناتج المحلى الإجمالى، ويستوعب 25% من القوى العاملة فى مصر بخلاف المساهمة فى توفير النقد الأجنبى من خلال الصادرات الزراعية.
لذلك، أولت القيادة السياسية من اليوم الأول لتوليها مقاليد الحكم فى 2014 قطاع الزراعة اهتماما بالغا.
وقامت بالعديد من المشروعات التى ستساهم فى توفير منتجات زراعية عالية الجودة، وأعتقد أن ثمار هذه المشروعات بدأت تظهر على أرض الواقع، وهو ما يظهر حاليا فى بشائر موسم توريد القمح، والزيادة الهائلة فى الصادرات الزراعية وغيرها من النجاحات.
واختتم رسلان كلمته قائلًا: أعتقد أن التوجه والتحول الكبير الذى شهده قطاع الزراعة فى مصر خلال السنوات القليلة الأخيرة هو أبرز دليل للتعمق فى أوضاع الماضى من أجل رسم صورة أفضل لمستقبل أبنائنا والاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء دون أى قيود أو تحديات.