خاص. المسكوت عنه في تقرير حالة نتنياهو الصحية

فنَّدت دوائر طبية في تل أبيب تقرير الحالة الصحية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي تضاربت بياناته إلى حد كبير مع تاريخ الأزمات الصحية، التي تعرض لها بنيامين نتنياهو منذ عدة سنوات.

بتاريخ 28 ديسمبر الجاري، أصدر ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي التقرير السنوي لصحة بنيامين نتنياهو، واكتفى معدوه بوضع عناوين عريضة، لا تحدد بدقة مستوى أداءات وظائف أعضائه، لاسيما قواه العقلية والنفسية. وحسب صحيفة «معاريف»، اقتصر تقرير صحة نتنياهو الرسمي على صفحتين، نصت الأولى التي تحمل توقيع طبيبه الشخصي زفيكا بيركوفيتش، والجراح البروفيسور ألون بيكارسكي، على أن «رئيس الوزراء يخضع لمراقبة طبية صارمة وروتينية. وأنه خلال الفترة الماضية في العام الماضي خضع لفحوصات روتينية دون أية أعراض غير عادية»، وأن رئيس الوزراء «يحافظ على نمط حياة صحي ونظام غذائي سليم».

أما الصفحة الثانية، الموقعة من قبل طبيب القلب البروفيسور روي بينرت، فأكدت أن جهاز تنظيم ضربات القلب المزروع في جسد نتنياهو يعمل بشكل صحيح، وحالته مستقرة من الناحية القلبية، ولا يحتاج إلى أي علاج إضافي باستثناء المتابعة الروتينية المتبعة مع حالات زرع جهاز تنظيم ضربات القلب.

لكن الطبيب الإسرائيلي البروفيسور إيتي جال، ألمح إلى تعمد معدي تقرير نتنياهو الطبي التعتيم على حالته الصحية الحقيقية، وقال: «قبل أسبوع من زرع جهاز تنظيم ضربات القلب لدى بنيامين نتنياهو، أفاد أطباؤه بأن عضلة قلبه تعاني من الجفاف». 

وأوضح البروفيسور جال أن «ديوان رئاسة الوزراء لم ينشر تقريرًا حول صحة نتنياهو منذ عام 2016». 

واعتبر الطبيب الإسرائيلي التقرير الذي أصدره أطباء نتنياهو ليس تقريرًا طبيًا بما تعنيه الكلمة، لاسيما أنه يتجاهل تاريخ نتنياهو الصحي، ولا يشير على سبيل المثال إلى حقيقة أن نتنياهو كان (أو لا يزال) مدخنًا، وإلى وظائفه التنفسية أو حالة رئتيه، والعلاجات التي خضع لها، ولم يحدد الأطباء وزنه قياسًا بطوله، خاصة أن مؤشر كتلة الجسم، تحدد ما إذا كان يعاني من زيادة الوزن أو السمنة، وبحسب ما هو معروف فإن نتنياهو يعاني من زيادة الوزن، كما أن أطبائه لم ينصحوا في التقرير الرسمي باتباع نظام غذائي صحي أو ممارسة الرياضة أو فقدان الوزن، فضلًا عن خلو التقرير ذاته من نتائج فحوصات وتحاليل الدم التي خضع لها.

وبعيدًا عن حالته البدنية، لايكشف التقرير أي معلومة حول كفاءة نتنياهو العصبية أو العقلية، فعلى سبيل المثال جرت العادة على إجراء اختبار التقييم المعرفي الذي يفحص وظائف المخ بشكل عام والاشتباه في إصابته بالخرف، وهو الاختبار الذي يسمى باللغة الطبية MoCA، ويفحص وظائف المخ المختلفة، وقدرة الذاكرة القصيرة والطويلة المدى، والإدراك المكاني، والتجريد، والانتباه والتركيز.