Blog

شكرى يجرى مشاورات موسعة مع نظيره الإسبانى ويلتقى مع رئيس الحكومة

 

قام سامح شكرى وزير الخارجية بزيارة مدريد، التقى خلالها مع كل من رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز، ووزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، وذلك للتباحث حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دفعها، بالإضافة إلى بحث عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الأولوية للبلدين وعلى رأسها مستجدات الأوضاع الأمنية والإنسانية فى قطاع غزة، والجهود المشتركة لإعادة إيحاء مسار التسوية السياسية للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

بدأ شكرى زيارته، بلقاء وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، حيث عقد الوزيران جلسة مغلقة أعقبها مباحثات ثنائية موسعة بمشاركة وفدى البلدين، أكدت الاعتزاز المشترك بعلاقات الصداقة التاريخية التى تجمع البلدين وتقارب المواقف والرؤى تجاه التحديات المشتركة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الأولوية، وما يمثله ذلك من أرضية هامة لتطوير تلك العلاقات ودفعها قدماً خلال الفترة القادمة. 

كما أشاد الجانبان، بمستوى التنسيق الوثيق إزاء التطورات الإقليمية والتى عكستها وتيرة الزيارات رفيعة المستوى المتلاحقة بين البلدين خلال الأشهر الأخيرة.

تناولت المشاورات السياسية الموسعة، متابعة مسارات التعاون الثنائى فى مختلف المجالات العسكرية والاقتصادية والثقافية والسياحية، وبحث إمكانات الانتقال بهذه المسارات إلى آفاق أوسع، لاسيما فى ظل الزخم الذى تشهده العلاقات المصرية-الأوروبية بعد ترفيعها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وبما ينعكس بطبيعة الحال على مزيد من الارتقاء بالعلاقات المصرية-الإسبانية. 

وأكد شكرى، تعويل مصر على مواصلة إسبانيا لمواقفها الداعمة لها داخل الاتحاد الأوروبى، لاسيما اتصالاً بالأولويات المصرية. 

كما استعرض الجانبان، التقدم المحرز فى تنفيذ عدد من المشروعات الاقتصادية المشتركة فى مجال السكك الحديدية والصناعات الطبية، حيث رحب شكرى بانخراط الشركات الإسبانية فى مشروعات النهوض بقطاع النقل المصرى، معرباً، عن تطلع مصر لتوسيع نطاق الشراكة بين البلدين والبناء على هذه التجربة الناجحة فى العديد من المجالات الواعدة فى مصر كمجالات البنية التحتية، والطاقة المُتجددة والخضراء، والربط الكهربائى.

وفى هذا السياق، نقل شكرى اهتمام الحكومة المصرية بمشاركة كبرى الشركات الإسبانية فى مؤتمر الاستثمار الذى تنظمه بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى نهاية الشهر الجارى لجذب الاستثمارات الأوروبية إلى السوق المصرى، والترويج للفرص الاستثمارية التى تمتلكها فى عدد من القطاعات الواعدة، والاعتماد على مصر كنقطة انطلاق إلى السوق العربى والأفريقى. 

كما تطرقت المشاورات، إلى سبل تعزيز الجهود لمواجهة التحديات المُشتركة، وفى مقدمتها الهجرة غير الشرعية، حيث أكد شكرى أهمية معالجة هـذه الظاهرة من خلال مقاربة شاملة تعالج أسبابها الجذرية من خلال تضمين البُعد التنموى لجهود مكافحة هذه الظاهرة، إضافة إلى تعزيز مسارات الهجرة النظامية.

استكمل الجانبان، تشاورهما المكثف عقب لقائهما الأخير فى مايو ببروكسل حول تطورات ما ألت إليه الأوضاع فى قطاع غزة من تدهور على جميع الأصعدة، وما يرتبط بها من تصعيد فى الضفة الغربية والبحر الأحمر. 

وحرص شكرى، على تقدير جهود إسبانيا منذ اندلاع الأزمة لتحقيق وقف إطلاق النار والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية، فضلاً عن قرارها الشجاع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية فى ظل هذا الظرف الدقيق الذى تشهده القضية الفلسطينية والذى يُضاف إلى سجل حافل من الدعم الإسبانى للقضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.

وناقش الجانبان، التحركات الدولية لتحقيق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وأخرها النداء المشترك من دول الوساطة (مصر، قطر، الولايات المتحدة) لكل من إسرائيل وحماس لإبرام اتفاق يحقق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمعتقلين وإنهاء الأزمة وتجنيب المنطقة الانزلاق إلى صراع أوسع. 

وأكد شكرى، على الدور المأمول الذى يمكن أن تضطلع به إسبانيا داخل الاتحاد الأوروبى لدعم هذا التحرك وتحفيز الجانبين للتجاوب إيجابياً معه. 

كما تشاور الجانبان، حول الخطوات المستقبلية لتعزيز الاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتبارها خطوة نحو تعزيز مسار حل الدولتين لتحقيق التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية.

ومن جانبه، أكد وزير خارجية إسبانيا مواصلة بلاده لجهودها لاحتواء الأزمة الراهنة وتحقيق الوقف الفورى لاطلاق النار وتعزيز دخول المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع، فضلاً عن تعزيز مسار حل الدولتين باعتباره المسار الوحيد الذى يفضى إلى تحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط. 

وأعلن، استعداد بلاده لبذل كامل جهودها لدعم الجهود الحالية لوقف الحرب فى غزة استناداً إلى مبادرة الرئيس بايدن. 

كما أكد، على الدور المحورى الذى تقوم به مصر فى تعزيز الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط.

كما التقى شكرى مع رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز، وعكس اللقاء تميز العلاقات المصرية-الإسبانية وتوافق الرؤى إزاء قضايا منطقة الشرق الأوسط. 

شهد اللقاء، التشاور حول محصلة الاتصالات المُكثفة التى تجريها مصر مع طرفى الصراع والأطراف الدولية والإقليمية المعنية لوقف هذه الحرب وتغليب المسار السياسى لحل هذه الأزمة، فضلاً عن معالجة جذورها من خلال التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم على خطوط ما قبل 4 يونيو 1967 وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة.

وأعرب شكرى، عن تقدير مصر للقرار التاريخى الذى اتخذه رئيس الحكومة سانشيز بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتطلع مصر لأن تحذو المزيد من الدول الأوروبية حذو إسبانيا، باعتباره ركيزة رئيسية فى مسيرة تنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام فى المنطقة. 

وأشار، إلى تطلع مصر لدعم إسبانيا للتحرك المصرى-القطرى-الأمريكى للوصول لاتفاق بين إسرائيل وحماس يؤدى إلى إنهاء الحرب الجارية، فضلاً عن دورها المأمول فى حشد الدعم الأوروبى لهذا التحرك. 

وأكد شكرى، تطلع مصر لاستشراف المزيد من المجالات الجديدة للتعاون المشترك، بما يسهم فى جعله نموذجاً يحتذى به فى مجال علاقات التعاون بين الدول الصديقة.

ومن جانبه، أشاد سانشيز بالجهود الحثيثة التى تبذلها مصر على المستوى السياسى والإنسانى للوصول إلى حل لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى، مؤكداً، دعم بلاده لمبادرة الرئيس بايدن لتحقيق الوقف الفورى لإطلاق النار وتعزيز نفاذ المساعدات الإنسانية اللازمة لأبناء القطاع فى ضوء الوضع الإنسانى الكارثى وغير المسبوق الذى يشهده القطاع، مؤكداً، موقف بلاده الداعم لإنفاذ حل الدولتين كأساس للتسوية الشاملة للقضية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى