د ياسرجعفر يكتب: كلمة السر في هزيمة العرب وروشتة للتغلب عليها

ربما يسأل القارئ نفسه وهل يوجد.امة اسمها امة العرب؟! “اقول له توجد.امة اسمها امة العرب ولكن غير موجودة بسبب انها بعافية شويه وبتتعالج في العنايه المركزه ان شاءالله هتخف وهتبقي تمام وترجع تروح الجيم”
امة العرب موجوده بالفعل ولكن وجودها كغثاء السيل، بمعني وجودها ليس له وزن كانها رغوة علي الماء ، ورغوة علي الحليب اثتاء غليانه ، الله سبحانه وتعالي حذر امة العرب من الغفلة ،لان الغفله ستكون سببا في تداعي الامم علي امة العرب كما يحدث ٱلان وفي زماننا هذا ، قال تعالي (*وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ ۗ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً*) هنا التحذير من اخذ السلاح ومن الغفلة ففي هذه الحاله ستكون ضعيفا وفي حاله ضعفك سيهجم عليك العدو بقوة. وبلا رحمة ولا شفقة، كما يحدث علي ارض غزة العزة والكرامة والنخوة والرجولة ، ففي حاله ان مامعك سلاح تكون *ملطشة” للاعداء وربما يصل إلى” الضرب علي القفا”
هؤلاء الذين أتوا ، وقيل: هم الذين صلوا ، ( ود الذين كفروا ) يتمنى الكفار ، ( لو تغفلون ) أي : لو وجدوكم غافلين ، ( عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ) فيقصدونكم ويحملون عليكم حملة واحدة.
وهنا كان التحذير واضح لعدم الغفلة وفي الغفلة ترك السلاح وفي ترك السلاح ضعف وفي الضعف الاهانة والخذلان والهزيمة والدمار ، وهنا نتعلم بأن اخذ الحذر بعدم وجود سلاح يكون اهانة كبيرة للامة، ولذلك يجب الاهتمام بالعلماء واصحاب المواهب التعليمية في جميع التخصصات؛ لان هؤلاء قوة الامة الاسلامية والعربية ونتجنب المحسوبيهكة لابن فلان وابن فلان وللاسف ابن فلان هم سبب دمار الأمة، وسبب الهزيمه وخيبة الامل التي نعيش فيها مع هولاء الحفنة من المرتزقه احفاد القردة والخنازير ، نتجنب المتفوقين الذين يكونون علماء في الصناعات والاختراعات وصناعه الاسلحة التي تعطي الامة القوة، والعالم لايعرف الا لغة القوة ، والقوة في العلماء الذين يصنعون ويخترعون احدث الاسلحة للعدو، للاسف ان العدو لايعرف الا لغة القوة ، فلنحذر المحسوبية ولنحذر الغفله علي مستوي الفرد والجماعة وعلي المستوي الامة.
إن مرض الغفلة من أخطر الأمراض، ومظهرها من أقبح المظاهر والأعراض، وهي (سهو يعتري الإنسان من قلة التحفظ والتيقظ)، أو هي (متابعة النفس كما تشتهي) وهي من صفات الكافرين لا من صفة المؤمنين، قال تعالى: ﴿ *مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ* ﴾ [النحل: 106 – 108]، بل إن صاحبها ينزل من رتبة الإنسان إلى رتبة الحيوان، قال تعالى: ﴿ *وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ* ﴾ [الأعراف: 179].
وسبب من أسباب عقوبة الدنيا وسوء الخاتمة، قال تعالى يذكِّر آل فرعون حين ذكّرهم بالآيات فلم يتذكروا بها: ﴿ *فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ* ﴾ [الأعراف: 136].
وهي كذلك من أهم أسباب دخول النار قال تعالى: ﴿ *إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ* ﴾ [يونس:
وبسببها يتسلط الشيطان على الإنسان، روى مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « *إذا دخلَ الرجل بيتَه فذكر الله عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم العشاء*»
وهي أيضًا سبب لرد الدعاء وعدم الاستجابة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « *الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ وَبَعْضُهَا أَوْعَى من بَعْضٍ، فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ عز وجل أَيُّهَا الناس فَاسْأَلُوهُ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، فإن اللَّهَ لاَ يَسْتَجِيبُ لِعَبْدٍ دَعَاهُ عن ظَهْرِ قَلْبٍ غَافِلٍ* »
ولهذه الأضرار والمفاسد وغيرها حذرنا الله تعالى من الغفلة فقال تعالى: ﴿ *وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ* ﴾ [الأعراف: 205]، فأمر بالذكر ونهى عن عكسه وهي الغفلة، بل إن الله أمرنا بأن نكون من أهل الذكر و أن نُصبِّر أنفسنا معهم، ونهانا عن مصاحبة أهل الغفلة واستماع قولهم أو اتباع أمرهم فقال تعالى: ﴿ *وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا* ﴾ [الكهف: 28].
ومن علامات الغفلة: التكاسلُ عن الطاعات، وقِلَّةُ ذِكْرِ الله، ومن صفات المنافقين أنهم ﴿ *إِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً*﴾ [النساء: 142]. ومن العلامات: الغفلةُ عن تعلُّم العلم الشرعي، والغفلة عن قراءة القرآن، والغفلة عن الأذكار التي تَحْفَظُ الإنسانَ من شياطين الإنس والجن. ومن علامات الغفلة: استصغارُ المُحرَّماتِ والتهاونُ بها، وإِلْفُ المعصيةِ والتَّفاخرُ بها، يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الْمُجَاهَرةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ، فَيَقُولَ: يَا فُلاَنُ! عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ» رواه البخاري ومسلم. ومن العلامات: تضييع الأوقات من غير فائدةٍ تُذْكر؛ فإنَّ الوقت نعمة، ولا يضيعه إلاَّ غافل؛ ولذا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « *نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ*» رواه البخاري.
للغفلة أسباب، فمن أهمها: حُبُّ الدنيا والرُّكونُ إليها؛ فإنها تُطيل أملَ الإنسان، وتُمَنِّيه بالأماني الزَّائفة، وتجعله مُسوِّفاً في التوبة. قال الله تعالى: ﴿ *ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ* ﴾ [الحجر: 3]. وقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ، وَتَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ» رواه مسلم.
ومن أعظم الأسباب: مُصاحَبَةُ أهلِ الغفلة، وجُلساءِ السوء، واللهُ تعالى نهى عن مصاحبة الغافلين: ﴿ *وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا* ﴾ [الكهف: 28]. وقال سبحانه: ﴿ *وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ* ﴾ [الحشر: 19]. قال السعدي – رحمه الله -: (والحِرمان كُلُّ الحِرمان: أنْ يغفل العبدُ عن هذا الأمر، ويُشابِه قوماً نسوا الله، وغَفَلوا عن ذِكرِه والقيامِ بحقه، وأقبلوا على حظوظ أنفسهم وشهواتِها، فلم ينجحوا، ولم يحصلوا على طائل، بل أنساهم اللهُ مَصالِحَ أنفسهم، وأغْفَلَهم عن منافعها وفوائدها، فصار أمرُهم فُرُطاً، فرجعوا بخسارة الدَّارَين).
ومن أسباب الغفلة: المبالغة في الرَّفاهية والتَّنعُّم، فبسبب ذلك عاش الناس في غفلة عظيمة، وانهمكوا في أنواع كثيرة من المباحات التي جعلتهم يغفلون عن الله تعالى والدارِ الآخرة، وقد حذَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الانغماس في بعض الهِوايات الموجودة في عصره، والمبالغة فيها؛ لأنها سبب رَئِيسٌ للغفلة، فقال: « *مَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ*» صحيح – رواه أبو داود. قال ابن حجر – رحمه الله: (هو محمول على مَنْ واظَبَ على ذلك حتى يشغله عن غيره من المصالح الدِّينية وغيرِها). فكيف بالألعاب الإلكترونية في عصرنا التي تستهلك أوقاتاً كثيرة، وضاعت من أجلها واجبات، وطاعات، وأوقات؟!ن
ومن أسباب الغفلة: كثرة المعاصي والذنوب، قال تعالى: ﴿ *كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ* ﴾ [المطففين: 14]. يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، فَإِنْ زَادَ زَادَتْ. فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ: ﴿ *كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ* ﴾» صحيح – رواه ابن ماجه. قال الحسن البصري – رحمه الله -: (*هو الذنب على الذنب، حتى يعمى القلب، فيموت*).
ومن الأسباب: اتِّباع الهوى؛ فإنه من أعظم أسباب الغفلة، قال الله تعالى: ﴿ *أَفَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ* ﴾ [الجاثية: 23]. فقد صار تبعاً لهواه، فَمَا هَوِيَه سلَكَه، سواء كان يُرضِي اللهَ أو يُسخِطه، وما اشتهت نفسه فَعَله، وسعى في تحصيله، ولو كان فيه هلاكه!
ومن الأسباب: الإعراض عن دِينِ الله تعالى، قال تعالى: ﴿ *اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ*﴾ [الأنبياء: 1، 2]. فهذا تعجُّبٌ من حالةِ الناس، فلا ينجع فيهم تذكير، قَرُبَ حِسابُهم، وهم في غفلة معرضون، كأنهم للدنيا خُلِقُوا، وللتمتُّع بها وُلِدُوا، واللهُ تعالى لا يزال يُجدَّد لهم التذكير والوعظ، وقلوبُهم غافلة مُعرِضة، لاهية بمطالبها الدنيوية، وأبدانُهم لاعبة من أفضل الأمور التي نُعالِجُ بها الغفلة: تعلُّم العلم الشرعي، والإكثارُ من قراءة القرآن، وذِكْرِ الله تعالى: يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « *الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلاَّ ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالاَهُ، أَوْ عَالِمًا أَوْ مُتَعَلِّمًا*» حسن – رواه الترمذي. والذِّكر نوعان: مُطلَقٌ على كل حال. ومُقيَّدٌ بأذكار الصباح والمساء، وأدبار الصلوات، والنوم والاستيقاظ، والدخول والخروج وغير ذلك. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ – رضي الله عنه -؛ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ. قَالَ: « *لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ*» صحيح – رواه الترمذي. فالذِّكر له مفعولٌ قويٌّ في علاج الغفلة.
ومجالِسُ الذِّكرِ عِلاجٌ لقسوة القلوب؛ يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « *إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا». قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ «حِلَقُ الذِّكْرِ*» حسن – رواه الترمذي.
ونُعالِجُ الغفلةَ بالمحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة؛ يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « *مَنْ حَافَظَ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ*» صحيح – رواه ابن خزيمة. ونُعالِجُ الغفلةَ بالحرص على قيام الليل – ولو عَشْر آيات؛ يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ؛ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ» صحيح – رواه أبو داود. ونُعالِجُ الغفلةَ بالدعاء والتَّضرُّع إلى الله، ومن دعاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ، والكَسَلِ، والجُبْنِ، والبُخْلِ، والهَرَمِ، والقَسْوَةِ، والغَفْلَةِ… » صحيح – رواه ابن حبان.
والزهد في الدنيا من أعظم علاج الغفلة؛ يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: « *مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُلْهِيَكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ*» رواه البخاري.
والإكثارُ من ذِكْرِ الموت له دور عظيم في علاج الغفلة؛ فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: « *أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ [يَعْنِي: الْمَوْتَ]، فَمَا ذَكَرَهُ عَبْدٌ قَطُّ وَهُوَ فِي ضِيقٍ إِلاَّ وَسَّعَهُ عَلَيْهِ، وَلاَ ذَكَرَهُ فِي سَعَةٍ إِلاَّ ضَيَّقَهُ عَلَيْهِ*» حسن – رواه ابن حبان. فالموت هو أعظم المواعظ، وإذا تذكره المرء استفاق من غفلته.
فينبغي ان تخرج الامة من غفلتها وتطبق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.