اخبار عالمية وسفارات

سفير تركيا بالقاهرة: مصر عاصمة ثقافية للعالم العربى

تحدث سفير تركيا بالقاهرة صالح موطلو شن، وسفير مصر السابق فى أنقرة علاء الحديدى، خلال ندوة نظمتها وزارة ‏الخارجية على هامش معرض القاهرة الدولى للكتاب‎، وذلك بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات ‏الدبلوماسية بين مصر وتركيا، وأدارها المحاورة الإعلامية هبة حمزة.

وجه سفير تركيا، الشكر لوزارة الخارجية المصرية وإدارة معرض القاهرة الدولى للكتاب على تنظيم الندوة، مضيفًا، أجدها فرصة قيمة ولها معنى جدًا لأنها تأتى هذا بعد زيارة وزير الخارجية د. بدر عبد العاطى إلى تركيا. ‎

وقال السفير: الميزة الأولى للعلاقات التركية-المصرية هى أنها -بغض النظر عن سياساتها وطبيعتها وتطورها- علاقة غير قابلة للكسر تنبع من التاريخ المشترك والقرابة والروابط الثقافية بين البلدين.

وأكد، أن التاريخ المصرى-التركى عميق جدًا لدرجة أن مجلدات الكتب لن تكون كافية لشرح عمقه، لذلك، هذا هو ضماننا وأساسنا وجوهرنا، وكان دائمًا مصدر إلهامنا فى جميع الظروف ودفعنا للعمل بجدية أكبر والوصول إلى النقطة التى وصلنا إليها اليوم. ‎

ولذلك، أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين المستقلتين عام 1925، وشهدت علاقاتنا السياسية مسارا متوجا على مدى القرن الماضى.

وأضاف السفير، كانت تركيا ومصر شعبين يعيشان تحت سقف الإمبراطورية العثمانية بين عامى 1517 و1914 -علم واحد ودولة واحدة- وكانت الروابط بينهما قوية للغاية.

وتابع: هناك المئات من الآلاف من القصص غير المروية التى تستحق الكتابة عنها، وقصص تحتاج إلى كتب ومجلدات لكتابتها وأفلام تحيكها. ‎

أستطيع أن أقول هذا الآن عند النقطة التى وصلنا إليها خلال المائة عام الماضية، إن إرادة رئيسى الدولتين تعكس المرحلة الأكثر وعياً وقوة وإستراتيجية فى إطار المصالح والقيم والعلاقة التاريخية بين الشعبين، إن هذه الإرادة تعكس الإرادة الأكثر وعياً واستراتيجية المبنية على القيم والمصالح.

وقال السفير: أنا أستخدم هذا عن قصد، وما أقوله ملىء بالجوهر، أى أن هناك اقتصادًا وتجارة واستثمارًا وتكنولوجيا وثقافة وتعليمًا. ‎

هناك ما لا يقل عن 10 آلاف طالب مصرى يدرسون حاليًا فى تركيا، وبالأمس كان وزير السياحة والآثار فى تركيا، وأعدنا إلى مصر 152 قطعة أثرية مصرية بحفل رسمى وفى نفس الوقت وقعنا اتفاقية تعاون.

بالإضافة إلى ذلك، جاء رئيس مجلس التعليم العالى التركى إلى مصر وتم الاتفاق مع وزير التعليم العالى والبحث العلمى أيمن عاشور على إنشاء جامعة تركية-مصرية فى مصر، حددنا هذا الهدف وسنواصل العمل على تحقيقه.

‎كما أن جامعة الزقازيق لديها مشروع لإنشاء كلية تركية للعلوم والتكنولوجيا، حيث تلقينا العرض الرسمى لهذا وسوف نعمل عليه فى مدينة العاشر من رمضان.

وبالطبع، أتمنى شخصياً أن تصبح مصر وجهة رئيسية للطلاب الأتراك لدراسة العلوم العربية والإسلامية كما كانت فى الماضى.

وقال السفير: مصر عاصمة ثقافية للعالم العربى، حيث أحيينا ذكرى وفاة أم كلثوم قبل يومين، وهى أعظم فنانة أنتجها العالم العربى والإسلامى على مستوى العالم، ومصر أنتجت أم كلثوم. ‎

عندما تقول أم كلثوم فإن الجميع فى تركيا يظهرون احتراما كبيرا، عمر الشريف فنان سينمائى عالمى جاء من مصر، نجيب محفوظ أول كاتب وروائى يحصل على جائزة نوبل فى الأدب فى العالمين العربى والإسلامى. ‎

أيضًا فى بداية القرن العشرين تأثرت الموسيقى التركية العثمانية من حيث المقام والنوتة الموسيقية بالموسيقى المصرية كثيرا، لأن الموسيقيين جاءوا إلى هنا فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى، ولكن بعد ظهور أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب فى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، تأثرت الموسيقى المصرية بشكل عميق بموسيقى الأرابيسك، وهو نوع مختلف من الموسيقى فى تركيا اليوم.

وبرز الفنانون الأكثر شعبية فى تركيا فى الثلاثين عامًا الماضية من موسيقى الأرابيسك، لذلك فلا شك أنها العاصمة الثقافية لمصر.

وعن كيفية تقدم الطلاب المصريين بطلبات للحصول على المنح الدراسية، قال السفير: هناك طريقتان، أولاً، لدينا المنح الدراسية الحكومية ونعلن عن ذلك كل عام.

نحن وضعنا هدف، وهو 500 منحة سنويا وهذا الرقم وصل إلى 120 العام الماضى، أتمنى أن يكون 200 هذا العام لأننا فى نقاش دائم مع إدارة المنحة، وبإمكان الطلاب متابعة موقع وصفحات التواصل الاجتماعى الخاصة بمعهد يونس أمره والسفارة وتقديم طلباتهم، ويمكننى مساعدة الطلاب الناجحين جدًا.

والخيار الآخر هو للطلاب الذين يتمتعون بوضع مادى أفضل، أعتقد أنهم يستطيعون بسهولة دخول القسم الذى يريدونه فى تركيا، يمكن أن يكون: الاقتصاد، أو التكنولوجيا، أو الهندسة الصناعية، أو العمليات، أو العلوم السياسية، أو التاريخ.

العديد من الجامعات فى تركيا، سواء الحكومية أو الخاصة، الأماكن متاحة وتقبل الجامعات الطلاب الأجانب وخاصة من مصر، والتى تعد من أقرب الدول إلينا.

ولا يوجد لدينا أى حدود للطلاب القادمين من مصر الذين يتكيفون معنا ثقافيا واجتماعيا بسهولة شديدة، الطلاب الخاصين -أى طلاب يدفعون- ولكن الرسوم منخفضة، ولذلك إذا كان الطالب ناجحاً جداً، مثلاً إذا حصل على 80 أو 90%، فإن العديد من منظمات المجتمع المدنى لدينا تقوم أيضاً بإعطاء منح دراسية وما إلى ذلك، وبمجرد وصولهم إلى تركيا بهذه المنح الدراسية فإنهم يستطيعون البحث عن فرص للاستفادة منها. ‎

ولذلك، فأنا أشجع الطلاب المصريين ليزداد العدد من 10 آلاف إلى 20 ألفًا و 30 ألفًا، نحن نسعد بهذا، جامعاتنا فى تركيا ذات جودة عالية، والحرم الجامعى ذو جودة عالية، وفرص البيئة الاجتماعية جيدة جدًا. ‎

وفيما يتعلق بحجم الاستثمار والتجارة المتبادلة بين البلدين، قال السفير: يشكل الاقتصاد والتجارة البعد الأقوى فى العلاقات المصرية المعاصرة الحالية.

إن عدد سكان تركيا 85 مليون نسمة، ومصر 115 مليونا، لدينا العديد من الاهتمامات المشتركة، نحن شعب من نفس المنطقة ونفس التاريخ، وهناك قوى عملاقة فى العالم أيضًا، واقتصادات كبيرة فى العالم.

دعونا نتقاسم مواردنا مع الدول الشقيقة مثل مصر وسوف ننمو معًا، دعونا نكون أقوى معًا، ومن ثم فإن نهجنا فى التجارة الاقتصادية هو الاتحاد والنمو معًا.

هناك بالفعل أرضية لذلك، حيث تم إبرام اتفاقية التجارة الحرة أثناء تواجد السفير هناك على هذا الأساس، لذلك، وعلى أساس اتفاقية التجارة الحرة لدينا آفاق واسعة جدًا فى مجالات التجارة والاستثمار والتمويل والتكنولوجيا -أى الصناعة والمشتريات التكنولوجية المتعلقة بالصناعة، وترتكز آفاقنا، على فهم النمو معًا والاتحاد مع بعضنا البعض، ولدينا العديد من الفرص لدعم ذلك. ‎

الإمكانيات اللوجستية، ومسافة الطيران بين البلدين التى لا تتجاوز ساعتين على الأكثر، ونظام التأشيرات السهل، والقرب الثقافى والاجتماعى بين السكان الذين يغذون بعضهم البعض، ولذلك فإن الإمكانات التى أمامنا هائلة. ‎

وفى تركيا لدينا رغبة كبيرة فى هذا الموضوع، ونحن صادقون ونبذل الجهود، وعلى صعيد الاستثمارات، نتطلع إلى تحقيق حجم التجارة بمقدار 10 مليارات دولار هذا العام.

ونتوقع أن يصل حجم التجارة إلى 15 مليار دولار خلال أربع أو خمس سنوات، و20 مليار دولار على الأقل خلال عشر سنوات.

وأعتقد أن إجمالى حجم الاستثمارات التركية فى مصر سيتجاوز 5 مليارات دولار خلال 5 سنوات، وتتجاوز بسهولة 10 مليارات دولار خلال 10 سنوات. ‎

إن النمو معًا، ومشاركة مواردنا، وقدراتنا الصناعية، ستكون الاستراتيجية الأكثر عقلانية وصحة التى يمكننا تنفيذها كبلدين ذوى أهمية كبيرة فى نفس المنطقة ونفس التاريخ.

وإلى جانب هذه الأرقام، هناك ميزة أخرى مهمة للغاية للاستثمارات التركية فى مصر، حيث تتركز فى القطاعات التى تعتمد على العمالة الكثيفة وليس الاستثمار فى الآلات.

ويعمل مستثمرونا حاليًا على توظيف 100 ألف شخص فى مصر، حيث نركز استثماراتنا على القطاعات التى تخلق فرص العمل، وبطبيعة الحال، لدينا شركات تكنولوجية مثل “بيكو” ولكن 80% منها تعمل فى قطاع المنسوجات، وهو ما يوفر فرص عمل هائلة.

عدد سكان مصر كبير جدًا، وأغلب سكانها من الشباب، ويعد توفير فرص العمل للشباب قضية استراتيجية لمصر، ولذلك، فإن استثماراتنا تستقطب الشباب من القرى والمناطق الريفية وتوظفهم فى المصنع، ومن بين مصانع النسيج التركية التى أعرفها، لا يوجد مصنع لا يعمل بشكل نشط على توسيع قدراته، إذا كان يشغل 5 آلاف شخص سيزيدهم إلى 10 آلاف، وهذا هو الحال فى كل من: مدينة السادات، القنطرة، الإسماعيلية، السادس من أكتوبر، برج العرب، بورسعيد، العاشر من رمضان.

وفيما يتعلق بتعزيز قنوات الحوار الدبلوماسى لجعل العلاقات بين البلدين دائمة، قال السفير: يجب بناء العلاقات بين الدولتين على أسس سياسية وقانونية متينة.

الإرادة السياسية للرئيسان أردوغان والسيسى مثالية فى هذا الشأن، وكلا الدولتين تتمتعان بقدرة عالية، وهما دولتان ناضجتان ومسؤولتان، ولذلك حددا المسار السياسى لعلاقاتهما بحكمة وعين استراتيجية وعلى أساس المصالح والقيم والمبادئ، وهذا أمر حسن.

‎من حيث الأساس القانونى، تم توقيع 17 اتفاقية خلال زيارة الرئيس السيسى إلى تركيا فى سبتمبر الماضى فى اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى، ومن بين هذه الاتفاقيات كانت اتفاقات المنطقة الصناعية، ولذلك فإننا أتممنا جزء مهم من هذا الأساس القانونى.

إننا بحاجة إلى الوصول إلى هذه البنية التحتية الأساسية بخطوات أكثر حزما وصلابة فى مجالات مختلفة، مثل الطاقة والنقل وقضايا مماثلة.

على سبيل المثال، فإن الموضوع الذى نشعر أنه مفقود والذى نعمل حالياً على إنجازه هو التعاون التنموى والتعاون الفنى.

وسوف يتم الانتهاء من ذلك فى أقرب وقت ممكن وتشارك تركيا مرة أخرى فى أنشطة التعاون الفنى فى المسائل الثقافية والصناعية فى مصر.

وبالتالى، فإن هذين الموضوعين السياسيين اكتملا، والإرادة والإيجابية والحكمة اكتملت، والرؤية الاستراتيجية اكتملت، وقطعنا خطوة فى الجانب القانونى، حيث وقعنا 17 اتفاقية، ويمكن توقيع 5-10 اتقافية أخرى، والهدف الآن هو وضعها حيز التنفيذ.

ولذلك أعتقد أن الأرضية مهيأة إلى حد كبير من الناحية السياسية والقانونية، ويمكن استكمالها فى المجالات التى نرغب فيها قريباً جداً. ‎

وزير خارجيتنا هاكان فيدان قد يزور مصر خلال هذا العام ويعطى هذا دفعة فى هذه الأعمال، وبإمكاننا إعطاء المزيد من السرعة سياسيا، وبعد ذلك يأتى وزرائنا الآخرون ويذهبون.

الأمور تسير على الطريق الصحيح ونحن نستكمل الخطوات التى نرغب فيها ونريدها فى ما يتعلق بالمجال اللوجستى والطاقة والتعاون الفنى، وكذلك فى المجال القانونى.

ووجه السفير رسالة لزوار معرض الكتاب تُظهر مدى عمق العلاقات المصرية-التركية، قائلًا: عام 868 جاء أحمد بن طولون -أول تركى جاء إلى مصر- ومنذ ذلك اليوم جاء الأتراك واستقروا فى مصر كجنود وتجار وأطباء وفنانين.

شىء واحد لم يتغير على الإطلاق، حيث كان جميع الأتراك الذين قدموا إلى مصر، بدءًا من كافالى محمد على باشا، يحبون مصر كثيرًا وكانوا وطنيين مصريين، وعملوا من أجل مصر. ‎

وزير الخارجية د. بدر عبد العاطى خلال لقاءاتنا قال: إن 30% من المصريين لديهم دماء تركية إلى حد ما، تخيل أن تكون قادرًا على التحدث والتعبير باللغة التركية بكل سهولة وثقة، والشىء نفسه ينطبق على الأتراك، أنا لا أرى نفسى غريب فى مصر.

وبعد مرور عامين ونصف، أستطيع أن أقول الآن أننى أصبحت أيضًا مصريًا-تركياً، لأننى عندما أنظر إلى الشعب المصرى لا أستطيع أن أراه كأجانب، لا أستطيع أن أفعل ذلك، وأقول لمؤسساتنا: إن مصر شقيقتنا، الشعب المصرى جزءًا منا.

وعن مشاريع تعليم اللغة التركية فى المدارس المصرية، قال السفير: لدينا معهد يونس أمره الثقافى، يوجد به عدد كبير من الطلبة المصريين، ومن بين كافة دول العالم تأتى مصر فى المرتبة الأولى من حيث الاهتمام باللغة التركية.

ومعظم الطلاب المتواجدين على الإنترنت وطلاب الجامعات هم من مصر، ونحن نتحدث حاليًا مع وزارة الخارجية، حيث نريد أن نفتح فرعًا لمعهد يونس أمره فى الإسكندرية. ‎

نحن مستعدون لإرسال المدرسين، وعلى استعداد لإرسال العشرات من المدرسين الأتراك من الجامعات التركية -أحد محاضرينا بدأ العمل فى الإسكندرية- واحد منهم على وشك أن يبدأ.

هذه رسالتنا إلى السلطات المصرية، إذا طلبت منا وزارة الخارجية المصرية والمجلس الأعلى للتعليم والجامعات المصرية، نحن مستعدون لإرسال مدرسين لغة تركية إلى الأقسام التركية.

لأن هناك حوالى 20 قسمًا لعلم التركيات فى مصر، نحن مستعدون لذلك، وبدأنا اتخاذ الخطوات، إذا طلبت وزارة الخارجية ووزارة التعليم العالى والجامعات سنرسل 10 أو 20 مدرس. ‎

وعن تعاون البلدين فى مجال الدراما والمسلسلات، قال السفير: المسلسلات التلفزيونية التركية تحظى بشعبية كبيرة فى مصر بسبب التقارب الثقافى والاجتماعى، أنا وزوجتى نشاهدها لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات فى الأسبوع، ونتحدث عنها، ونتناقش فيها، وأصدقاؤنا المصريون يفعلون الشىء نفسه، هذه المشاكل الاجتماعية والمغامرات والقيم الشخصية تجذب الانتباه لأنها متشابهة. ‎

وتتمتع مصر أيضًا بصناعة سينمائية قوية للغاية، وصناعة مسلسلات تلفزيونية، وفنانين موهوبين، وشركات إنتاج، والتقيت بجزء كبير منهم، وما زلت ألتقى بهم أنشأ تواصل بينهم وبين المنتجين الأتراك.

على سبيل المثال، كان أحد أصدقائى فى تركيا بالأمس صاحب شركة إنتاج وهو ممثل أيضًا، حرصت على اتصاله بشركتى إنتاج مصريتين هنا، والتقيا ببعضهما البعض ويتحدثون الآن.

قمت بدورى فى هذا الصدد وما زلت أقوم به، وبطبيعة الحال، فإن ما سيحدث بعد ذلك يعتمد على القطاع الخاص، مضيفًا، أنا أهتم بالتاريخ كثيرًا وأعطى أهمية كبيرة للأدب، عندما وصلت إلى مصر وجدت هذا، حيث تتمتع مصر بمجموعة هائلة من المواهب: رسام، ممثل، موظف، فنى، كاتب، شخصية أدبية.

وفيما يتعلق بالمكان المفضل للسفير فى مصر، قال السفير: مكانى المفضل هو العريش لأن الناس هناك طيبون ودافئون وشعب متعاطف للغاية والطقس جميل جداً.

وتتمتع العريش بهواء نظيف للغاية وأجواء رائعة والأسماك جميلة جداً، مضيفًا، أصبحت صديقًا للمطعم هناك، وصديقًا للميناء، وتعرفت أيضًا على أصدقاء فى الفندق.

يستغرق السفر 6 ساعات والعودة 6 ساعات، على الرغم من أننى أقضى 12 ساعة على الطريق إلا أننى أستمتع بالذهاب إلى هناك ولا أشعر بالتعب أبدًا. ‎

أما عن الأكلة المفضلة له، قال السفير: الفول، إذا أحضرت لى فول كل يوم لتناول الإفطار سوف أتناوله مع الخبز، أجد الجمال والذوق فى الطعام البسيط، الفول أيضًا بسيط ومشبع ولذيذ، لكن الجزء الأفضل هو أن الجميع، كبارًا أو صغارًا، أغنياء أو فقراء، يأكلون الفول، هو الطبق الذى يوحد مصر.

وعن فرص التعاون بين البلدين فى مجالات الصناعة والزراعة والتجارة، قال السفير: نقطة البداية الأساسية للتعاون فى المجال الصناعى هى المناطق الصناعية.

ويستمر تعاوننا هنا وتضاعف شركاتنا عملها فى مجال المناطق الصناعية، وسيكون هناك 3 مناطق صناعية بمساحة 5 ملايين متر مربع فى العاصمة الإدارية الجديدة ومنطقة 6 أكتوبر.

وهناك مشروع آخر، حيث التقى وزير الخارجية د. بدر عبد العاطى مع رئيس اتحاد الغرف والبورصات فى تركيا رفعت أوغلو، وعقدا اجتماع تجارى مهم جدًا لأن د. بدر عبد العاطى يولى أهمية للتعاون الاقتصادى والتعاون الصناعى.

أما فيما يتعلق بالتعاون الزراعى، فإن أولويتنا يجب أن تكون توسيع نطاق اتفاقية التجارة الحرة بإضافة المنتجات الزراعية إليها، ومن ناحية أخرى، هناك طلب متزايد فى تركيا على إمدادات الفراولة والموز والمانجو من مصر.

وأشار أيضًا، إلى أن القطن مادة خام صناعية، حيث يبدأ المرفق المتكامل بالقطن وينتهى بالقمصان والتيشرتات، مضيفًا، لو نجحنا فى ضمان دخول الشركات الصناعية إلى مصر بشكل أكبر لزراعة القطن، فسيكون ذلك مفيداً للغاية.

ووصف السفير مصر قائلًا: أولاً التاريخ، التاريخ يعنى مصر، ثانيا، الشرف والفخر، إن الأمة المصرية فخورة جدًا لأن مصر هى الأمة التى حملت القضية الفلسطينية بدمائها طيلة القرن الماضى، مصر أمة حققت وحدتها الوطنية على أكمل وجه تحت مظلة الهوية المصرية.

الميزة الثالثة: هى رأس المال البشرى حيث تعد مصر اليوم من الدول التى تمتلك أكبر رأس مال بشرى فى العالم.‎

اليوم أصبح رأس المال البشرى فى الخليج نصفه مصرى، حيث تتمتع مصر بمجموعة غنية من المواهب، وبدأ المصريون أيضًا فى التعبير عن مدى قوة رأس المال البشرى. ‎

ومن جانبه، قال سفير مصر السابق فى أنقرة علاء الحديدى: من الظلم أن نتحدث فقط عن قرن من العلاقات بين مصر وتركيا، لأن أول اتفاقية فى التاريخ “اتفاقية كاديش” تمت بين الدولتين.

وهذه الاتفاقية كانت بمثابة نموذج يحتذى به فى مجال القانون الدولى والعلاقات بين البلدين، كما ساهم البلدين فى إرساء القانون الدولى.

وأضاف، مرت العلاقات فى القرن الماضى بمراحل عديدة، لكن الأمر الأكثر لفتاً للانتباه هو أن العلاقات بين الشعوب ظلت بعيدة عن الأوضاع السياسية.

وتابع السفير: أثناء وجودى فى تركيا لم أشعر أبدًا أننى كنت فى الغربة، وينعكس هذا على العلاقات السياسية والتجارية على حد سواء، حيث نقل العديد من رجال الأعمال الأتراك، وخاصة فى قطاع المنسوجات مصانعهم إلى مصر.

حيث توجد إمكانات كبيرة فى التعليم، وهذا العدد فى تزايد وسيستمر فى التزايد، مؤكدًا، على وجود المزيد من القدرة الإضافية.

ودعا، إلى زيادة المنحة الحكومية المخصصة لمصر إلى 500 منحة، والتى تبلغ حاليًا حوالى 100-120، وحددت شخصيا مثل هذا الهدف، حيث يعجب الطلاب بالطقس والبيئة الاجتماعية والبيئة الثقافية والبيئة الاجتماعية فى تركيا.

وعن تجاربه الحياتية فى تركيا، قال الحديدى: ذهبت إلى تركيا فى سبتمبر 2007 ثم إلى روسيا فى مارس 2010، وكانت جميع الأبواب مفتوحة أمامنا، السفير المصرى يتم التعامل معه بشكل أفضل من السفير الأمريكى والفرنسى، ويتم التعامل معه دائمًا باحترام.

وهناك تاريخ مشترك بين البلدين، بخلاف هذا يوجد الأرشيف التركى، وأنا أحث طلاب التاريخ على الاهتمام بهذا الأرشيف، وأود أن أوضح أهمية هذا الأمر من خلال قضية طابا، وتسلم الوفد المصرى خرائط من العهد العثمانى توضح أن طابا تابعة لمصر.

نحن نتحدث عن الاقتصاد والتعليم والثقافة، ولكن هناك تاريخ مشترك بين البلدين لا ينبغى أن يتم إهماله، هناك العديد من القواسم المشتركة بين الشعبين، ولم يشعر الكثير من رجال الأعمال الأتراك أنهم فى الغربة عندما جاءوا إلى مصر، بل إن بعضهم تزوج من مصريين.

وأضاف، يلعب الاستثمار التركى فى مصر دوراً كبيراً، وتحدثنا عن المنسوجات، لكن القضية الأكثر أهمية التى شهدتها شخصياً هى المطور الصناعى، حيث يقوم بتجهيز المياه والكهرباء والمبانى فى المناطق الصناعية، وهى عملية صعبة للغاية. ‎

وعن مستقبل العلاقات بين البلدين، قال الحديدى: قام وزير الخارجية هذا الأسبوع بزيارة مهمة إلى تركيا، حيث التقى مع الرئيس أردوغان، وهى زيارة فى ظل التطورات فى المنطقة تشير إلى أن مصر تولى أهمية للاستماع إلى أنقرة، وأنقرة تولى أهمية للاستماع إلى مصر.

وسيكون هناك تنسيق خاصة فى فلسطين وسوريا، مصر لها مصالحها وتركيا لها مصالحها، وتدفع التطورات فى المنطقة والإدارة الجديدة فى الولايات المتحدة الدول إلى تعزيز العلاقات فيما بينها، إن التطورات فى البيئة الاقتصادية الدولية تشجعنا على إعطاء أهمية أكبر للسوق التركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى