الاتحاد الأوروبى يعلن عن حزمة مالية جديدة واستثمارات بقيمة 7.4 مليار يورو لمصر
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن الشراكة بين الاتحاد الأوروبى ومصر تتسم بأهمية بالغة، وأن حضور ستة زعماء أوروبيين اليوم يعكس تقديرنا العميق لعلاقاتنا، حيث نتشارك فى مصالح استراتيجية تتمثل فى الاستقرار والرفاهية.
وأضافت، بالنظر لثقل مصر السياسى والاقتصادى وموقعها الاستراتيجى فى منطقة تعج بالاضطرابات، ستكتسب علاقاتنا مزيداً من الأهمية بمرور الوقت.
جاء ذلك خلال كلمتها، اليوم الأحد، فى القمة المصرية _ الأوروبية التى استضافتها مصر بحضور المستشار النمساوى نيهامر، ورئيس الوزراء البلجيكى دى كروو، والرئيس القبرصى خريستو دوليدس، ورئيس الوزراء اليونانى ميتسوتاكيس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى، والرئيس السيسى.
وتابعت أورسولا: زيارة اليوم والتمثيل القوى بحضور الزعماء الأوروبيين شهادة على الروابط الثنائية التى تجمعنا.
وأكدت، أن اليوم يمثل علامة فارقة وذلك بتوقيع إعلاننا المشترك بشأن الشراكة الاستراتيجية والشاملة، وهى شراكة قائمة على ستة محاور رئيسية: ستة مجالات من المصالح المشتركة لأوروبا ومصر.
وأعلنت، أن هذا الإعلان سيدعمه حزمة مالية جديدة واستثمارات بقيمة 7.4 مليار يورو على مدار الأربع سنوات القادمة.
المحور الأول يتمثل فى التكثيف من حوارنا السياسى وسوياً على التزامنا بدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن أجل ذلك يجتمع القادة مرة كل عامين بالإضافة إلى مجلس الشراكة السنوى.
المحور الثانى بشأن الاستقرار الاقتصادى، إذ سندعم مجهوداتكم الإصلاحية ماليا بالاشتراك مع الشركاء الدوليين.
ويتناول المحور الثالث الاستثمار والتجارة، حيث تستفيد مصر استفادة كبيرة بالفعل من خطة جنوب الجوار الاقتصادية والاستثمارية، إلا أنه يسعنا التعاون وتقديم المزيد فى مجالات الطاقة والرقمنة والتواصل والزراعة وإدارة الموارد المائية على سبيل المثال.
ومن أجل ذلك سندعم مؤتمر الاستثمار الأوروبى _ المصرى الذى يعقد بالقاهرة فى وقت لاحق من هذا العام.
وتحدثت عن استثمارات الطاقة قائلة: ننفذ مشروع الربط الكهربائى المُسمى “جريجى” للربط بين مصر واليونان والذى يزيد من أمن الطاقة فى أوروبا، مؤكدة، أن مصر لديها من الموارد ما يجعلها مركزا للطاقات المتجددة وخاصة الهيدروجين المتجدد.
وأضافت أورسولا، أنتم حريصون على جذب الاستثمارات الأجنبية ولدينا مستثمرون مهتمون بمصر ومذكرة تفاهم فى هذا الشأن، لذا، فلنمضى قدماً بعملنا فى هذا الاتجاه.
أما المحور الرابع يتعلق بالهجرة والحراك، تشهد علاقاتنا بالفعل تعاوناً جيدا فى هذا المجال، ونحن بحاجة لهذا الآن أكثر من أى وقت مضى، ولهذا سنستثمر 200 مليون يورو على الأقل من حزمة اليوم لنجعل تعاوننا أكثر فعالية، كما سنواصل عملنا لتيسير الهجرة الشرعية.
وبالتوازى، سنظل معتمدين على تفانى مصر فى الرقابة على الهجرة غير الشرعية، بدءً من إدارة الحدود وحتى مكافحة التهريب والعودة.
ويتصل المحور الخامس بالأمن وإنفاذ القانون، ولدينا بالفعل قنوات تعاون لمكافحة الإرهاب وسنعزز ذلك التعاون.
أما المحور الأخير، والذى يعد أهم المحاور لعدة أسباب، فهو مخصص للناس ومهاراتهم والبحث وعمليات تبادل الطلاب بموجب برنامج إراسموس+ مزدهرة بالفعل.
وعليه، يمكن لمصر الآن التفاوض على الانضمام لبرامج أوروبية أخرى مثل برنامج أوروبا المبدعة وبرنامج آفاق أوروبا (هورايزون)، وهذا يعمق الروابط بين شعوب جانبى المتوسط.
وفيما يتعلق بالوضع فى غزة، قالت أورسولا: كلنا لدينا مخاوف كبيرة من الحرب فى غزة والكارثة الإنسانية التى تتوالى فصولها هناك .. غزة تواجه مجاعة وهذا غير مقبول.
ومن الضرورى الوصول لاتفاق بشأن وقف إطلاق النارعلى وجه السرعة الآن من شأنه تحرير الرهائن والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية لغزة.
وأثنت أورسولا، على جهود الرئيس السيسى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مضيفة، إننا متخوفون للغاية من خطر شن حملة عسكرية شاملة على السكان المدنيين المستضعفين فى رفح، يجب علينا تجنب شن هذه الحملة مهما كان الثمن.
كما وجهت الشكر لمصر على جهودها الفائقة لضمان وصول المساعدات الإنسانية لغزة.
وأكدت، أن الاتحاد الأوروبى يبذل قصارى جهده لتقديم المساعدة الملحة، حيث تحتاج غزة إلى إدخال 500 شاحنة فى اليوم أو ما يعادلها براً وجواً وبحراً.
وتابعت: يقدم الاتحاد الأوروبى هذا العام فقط مساعدة للفلسطينيين بما يعادل 275 مليون يورو، كما قمنا بإرسال ما يزيد عن 1،800 طنا من المساعدات بما فى ذلك المعدات الطبية لمصر.
ونعمل على التأكد من أن هذه المساعدة يمكن وصولها لغزة من خلال كافة الطرق الممكنة بما فى ذلك الممر البحرى المفتتح حديثا فى قبرص.
وأوضحت، أن أحداث اليوم تؤكد مجدداً أن مصر تؤدى دورا حيوياً فى استقرار المنطقة وأمنها، وأظهرت هذه الأوقات العصيبة أهمية وقوة علاقاتنا الثنائية، وبالتالى، فإن توطيد علاقاتنا ليست إلا أمرا طبيعياً، لأن لدينا مصالح مشتركة تحثنا على ذلك.