بوتين: فى حال تصعيد الأعمال العدوانية سنرد بنفس القدر من الحسم
أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أن الولايات المتحدة هى التى دمرت نظام الأمن الدولى وليست روسيا، وأن مواصلة الولايات المتحدة القتال والتشبث بهيمنتها، تدفع العالم كله نحو صراع عالمى.
وقال فى بيان له، اليوم الخميس: نحن الآن على استعداد لحل جميع القضايا الخلافية بالوسائل السلمية، لكننا مستعدون أيضًا لأى تطور للأحداث، مضيفًا، إذا كان أى شخص لا يزال يشك فى هذا، فهو عبثا – سوف نقوم بالرد دائما.
وأضاف، فى سير استمرار مسار تصعيد الصراع الذى تسبب فيه الغرب فى أوكرانيا أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها فى حلف الناتو فى وقت سابق أنهم يسمحون باستخدام أنظمة الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى لقصف أراضى روسيا.
وتابع: يعرف الخبراء جيدا أنه من المستحيل استخدام مثل هذه الأسلحة دون المشاركة المباشرة للمتخصصين العسكريين من الدول المنتجة لهذه الأسلحة.
وأضاف، فى 19 نوفمبر الماضى تم استخدام ستة صواريخ تكتيكية تشغيلية من طراز ATACMS أمريكية الصنع.
واليوم، أثناء هجوم صاروخى مشترك تم قصف أهداف عسكرية على أراضى روسيا وتحديدا مناطق بريانسك وكورسك باستخدام أنظمة Storm Shadow بريطانية الصنع وأنظمة HIMARS أمريكية الصنع، ونتيجة لذلك، لم تتحقق الأهداف التى وضعها العدو.
وتم إخماد الحريق الذى اندلع فى مستودع للذخيرة فى منطقة بريانسك بسبب سقوط شظايا صواريخ ATACMS دون وقوع إصابات أو أضرار جسيمة.
وتابع بوتين: كما تم تنفيذ هجوم على أحد مراكز قيادة لمجموعة القوات المسلحة “سيفر”، ونتيجة للهجوم واستخدام وسائل الدفاع الجوى يوجد هناك للأسف ضحايا وجرحى من بين أفراد وحدات الأمن الخارجى لمبنى القيادة العسكرية وأفراد الخدمة.
ولم يصب طاقم القيادة ووحدات العمليات فى نقطة القيادة العسكرية بأذى ويقودون بشكل عادى تحركات قواتنا الرامية إلى تدمير وطرد وحدات العدو من منطقة كورسك.
وأكد، أن الاستخدام من قبل العدو لهذه الأسلحة لا يمكن أن يؤثر على مسار الأعمال العدائية فى منطقة العمليات العسكرية الروسية الخاصة، مضيفًا، تتقدم قواتنا بنجاح على طول خط العمليات القتالية بأكمله، وسيتم تحقيق جميع المهام التى حددناها لأنفسنا.
وردا على استخدام الأسلحة الأمريكية والبريطانية بعيدة المدى، اليوم الخميس، شنت القوات المسلحة الروسية ضربة مشتركة على إحدى منشآت المجمع الصناعى العسكرى فى أوكرانيا.
وفى ظروف القتال تم اختبار أحد أحدث أنظمة الصواريخ الروسية متوسطة المدى التى تم استخدامها فى هذه الحالة بصاروخ باليستى مزود بمعدات غير نووية تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وأطلق عليه منتجو الصواريخ الروس اسم “أوريشنيك”، وكانت الاختبارات ناجحة وتم تحقيق هدف إطلاق الصواريخ، وتم ضرب أحد أكبر المجمعات الصناعية المعروفة منذ زمن الاتحاد السوفيتى على أراضى أوكرانيا، فى مدينة دنيبروبيتروفسك التى تنتج اليوم الصواريخ والأسلحة الأخرى.
ونحن نقوم بتطوير صواريخ متوسطة وقصيرة المدى ردا على خطط الولايات المتحدة لإنتاج ونشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى فى أوروبا ومنطقتى آسيا والمحيط الهادئ.
ونعتقد أن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ عندما دمرت بصورة انفرادية معاهدة القوى النووية متوسطة المدى عام 2019 تحت ذريعة بعيدة المنال.
واليوم، لا تنتج الولايات المتحدة مثل هذه المعدات فحسب، بل كما نرى أثناء تدريب قواتها قامت بنقل أنظمتها الصاروخية الواعدة إلى مناطق مختلفة من العالم بما فى ذلك إلى أوروبا، علاوة على ذلك، أثناء التدريبات تقوم الولايات المتحدة بالتدريب على استخدامها.
وقال بوتين: روسيا أخذت على عاتقها طواعية وبصورة انفرادية الالتزام بعدم نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى حتى ظهور أسلحة أمريكية من هذا النوع فى أى منطقة من العالم.
وأضاف، نختبر نظام “أوريشنيك” الصاروخى فى ظروف قتالية ردا على الأعمال العدوانية لدول الناتو ضد روسيا، وإن قضية نشر الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى فى المستقبل سنحللها اعتمادا على تصرفات الولايات المتحدة وحلفائها.
وسنحدد الأهداف العسكرية التى سيتم تدميرها خلال الاختبارات الإضافية لأحدث أنظمة الصواريخ الروسية بناء على التهديدات التى يتعرض لها أمن روسيا.
وننطلق من أنه يوجد لنا الحق فى استخدام أسلحتنا ضد أهداف عسكرية لتلك البلدان التى تسمح باستخدام أسلحتها ضد أهداف داخل روسيا، وفى حال تصعيد الأعمال العدوانية سنرد بنفس القدر من الحسم ونفس الطريقة.
وقال بوتين: أوصى النخب الحاكمة فى تلك البلدان التى تخطط لاستخدام وحداتها العسكرية ضد روسيا بالتفكير بجدية فى هذا الأمر.
بالطبع، عند اختيار – إذا لزم الأمر وكتدابير – أهدافًا للتدمير بأنظمة مثل “أوريشنيك” على أراضى أوكرانيا، سنعرض الأمر بشكل استباقى على المدنيين، ونطلب أيضًا من مواطنى الدول الصديقة الموجودة هناك مغادرة المناطق الخطرة، مضيفًا، سنفعل ذلك لأسباب إنسانية “علنا” ودون خوف من معارضة العدو الذى يتلقى هذه المعلومات أيضًا.
وتابع بوتين: لماذا بدون خوف؟ لأنه لا توجد حاليًا وسيلة لمواجهة هذه الأسلحة، حيث يستهدف الهجوم الصاروخى سرعة 10 ماخ، أى 2.5-3 كيلومتر فى الثانية.
وأكد، أن أنظمة الدفاع الجوى الحديثة المتوفرة فى العالم وأنظمة الدفاع الصاروخى التى أنشأها الأمريكيون فى أوروبا لا تعترض مثل هذه الصواريخ.