تفاصيل بيان دفاع الاتحاد الأفريقى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية
قالت د. هاجر قلديش المستشار القانونى للاتحاد الأفريقى، إن الاتحاد الأفريقى ألقى بيانه الشفهى المتعلق بالعواقب القانونية لسياسات إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، مساء الإثنين.
وقال د. محمد هلال المستشار بوزارة الخارجية المصرية والأستاذ المساعد فى جامعة موريتز بولاية أوهايو الأمريكية: أنا فخور بأننى مثلت أمام محكمة العدل الدولية نيابة عن الاتحاد الأفريقى فى الإجراءات الاستشارية بشأن الوضع القانونى للاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، إلى جانب زميلتى وصديقتى المستشار القانونى للاتحاد الأفريقى.
وهنأت السفيرة د. نميرة نجم المحامى وخبير القانون الدولى، ومحامى فلسطين أمام محكمة العدل الدولية، د. هاجر قلديش المستشار القانونى للاتحاد الأفريقى ورئيس الوفد القانونى ممثلا للاتحاد الأفريقى على مرافعتها الشفهية لمؤازرة الدولة الفلسطينية فى أخر أيام جلسات الاستماع أمام محكمة العدل الدولية فى لاهاى فى الرأى الإستشارى القانونى فى عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية.
كما هنأت نميرة نجم، المستشار د. محمد هلال على مرافعته قائلة: لقد استمتعت تمامًا بمرافعتكم الشفهية اليوم أمام محكمة العدل الدولية .. مبروك محمد هلال.
تكون فريق الدفاع الاتحاد الأفريقى من كل من: د. هاجر قلديش، السفير محمد خليل بخارى، مسريت فاسيل، أ.د. مبينج ماكان “لم يحضر الجلسة”، د. محمد هلال محاميا، تيفانى تافادزوا باسيبانوديا محاميا من شركة المحاماة الأمريكية فولى هوج، كريم زين المحامى من المغرب وجزر القمر، الفرنسى جايبو المحامى مساعد للبروفيسور مبينج ماكان.
يذكر، أن أ. د. مبينج ماكان من السنغال، اختارته السفيرة نميرة نجم المستشار السابق للاتحاد الأفريقى لينضم لفريق الدفاع الذى ترأسته بإسم الاتحاد الأفريقى فى قضية الرأى الإستشارى لاستعادة جزر تشاجوس لموريشيوس من الإستعمار البريطانى أمام محكمة العدل الدولية، بينما حضرت المحامية الدولية تيفانى تافادزوا باسيبانوديا من زيمبابوى من فريق الاتحاد الأفريقى التى جلست اليوم فى قاعة المحكمة صامتة دون مرافعة، بعد أن رفضت شركة المحاماة الأمريكية فولى هوج التى تعمل بها أن تشارك فى المرافعات.
وهو ذات الأمر الذى طلبته شركة المحاماة الأمريكية من شريكها والمحامى الدولى بول رايشلر، وهو من أكبر المحامين الدوليين فى العالم بالإمتناع عن الانضمام لفريق دفاع فلسطين فقدم استقالته من شركة المحاماة رغم أنه “يهودى الديانة” وانضم بالفعل لفريق الدفاع الفلسطينى وترافع فى اليوم الأول للمرافعات أمام المحكمة.
ولم يكن بول اليهودى الوحيد فى فريق الدفاع الفلسطينى، وإنما أيضًا المحامى البريطانى البروفيسور فيليب ساندز “يهودى الديانة” أيضًا وهو الأستاذ المشرف على رسالة الدكتوراه السفيرة د. نميرة نجم فى جامعة لندن للقانون، وانضم بول أخيرا لشركة المحاماة المعروفة باسم مجموعة 11KBW التى أسسها البروفيسور فيليب ساندز فى لندن.
بول متخصص بارز فى القانون الدولى العام، ومثل على مدار حياته المهنية العديد من الدول ذات السيادة أمام محكمة العدل الدولية والمحاكم الأخرى، فى المنازعات مع الدول الأخرى ومع المستثمرين الأجانب.
وهو حاصل على الدكتوراه فى الحقوق من جامعة هارفارد عام 1973 بدرجة امتياز، وله العديد من المنشورات الأكاديميّة فى القانون.
وأكدت هاجر قلديش فى مرافعتها أمام محكمة العدل الدولية، عدالة القضية الفلسطينية ومركزيتها، مشددة، على ضرورة اتخاذ محكمة العدل الدولية قرارات بشأن “الأرباتهايد” ومنظومة الاستعمار فى الأراضى المحتلة، وتمكين الشعب الفلسطينى من العيش بحرية فى دولته المستقلة”.
ونددت، بالعقوبات الجماعية التى تفرضها إسرائيل على المدنيين الفلسطينيين، وإجبار أكثر من مليونى منهم على الهجرة، واستخدامهم وقودا فى الحرب.
وأشارت، إلى أن الشعب الفلسطينى يعيش تحت الظلم والتشرد وتنكر حقوقه خاصة حقه فى تقرير المصير والعيش بحرية وكرامة، لأكثر من 7 عقود، بسبب الاحتلال الإسرائيلى.
ودعت محكمة العدل الدولية، إلى وقفة جادة ليست من أجل الإنسانية فقط، إنما لوقف ضم الأراضى الفلسطينية ووقف بناء المستعمرات الإسرائيلية التى تتم بطريقة غير شرعية، ووقف الهدم وسرقة الأراضى، وبناء الطرق الالتفافية، وجدار الفصل العنصرى، لافتة، إلى أن كل هذه الممارسات تستمر وتتسارع نتيجة الحصانة التى تتمتع بها إسرائيل، التى تتجاهل أيضًا قرار المحكمة 2004 بشأن جدار الفصل العنصرى.
وقالت: إن العدوان ضد الشعب الفلسطينى فى غزة هو عار ويؤسس لنكبة أخرى، مشددة، على ضرورة تأكيد حق الفلسطينيين فى دولتهم وحقهم فى تقرير المصير والسيادة والاستقلال على كامل أراضيهم المحتلة عام 1967، وأن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
وأشارت، إلى أن الرأى الاستشارى الذى سيصدر مبرر ولا يضر بأى مفاوضات قادمة، ويشجع الدول الأعضاء على العمل أكثر من أجل النهوض بعملية السلام وفق الاتفاقيات الدولية.
واستذكرت فى حديثها، كلمات نيلسون مانديلا بعد تحرير جنوب إفريقيا التى قال فيها: حرية جنوب إفريقيا لا تكتمل إلا بحرية فلسطين.
واستكمل د. محمد هلال مرافعة الاتحاد الأفريقى أمام المحكمة، وقال: إن شعب فلسطين أصيل وله حقه فى أرضه، وليس من حق إسرائيل مواصلة احتلالها لأرضه.
وأضاف، أن ممارسات الاحتلال وبناء المستوطنات، والجدار، وشبكة الطرق الاستعمارية، والسيطرة على موارد المياه، والموارد الطبيعية، جميعها أفعال غير قانونية وانتهاك للقانون الدولى، مؤكدًا، أن هناك مسؤولية دولية يجب أن تحكم هذه الأفعال غير القانونية.
وأشار، إلى أن إسرائيل تستخدم القوة وتحاول تبرير أعمالها العدوانية بالذرائع الأمنية، وتدعى أنها تقوم بالدفاع عن النفس.
ودعا الاتحاد الأفريقى، دول العالم، إلى الالتزام بإنهاء الاحتلال، والاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى تقرير المصير، وشدد، على ضرورة الضغط على إسرائيل لإنهاء الظلم الذى يتعرض لها قطاع غزة على وجه التحديد، وإسقاط الحصانة عنها لاسترداد القانون الدولى.
وختم هلال المرافعة بالقول: نؤمن بأن هذه المحكمة ستجعل من العدالة نبراسا يسود فى العالم، وسينتهى غياب العدالة فى الأراضى الفلسطينية، وتحقق الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.