كلمة سفير الأردن بالقاهرة فى المجلس الاقتصادى والاجتماعى
أعرب سفير الأردن بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أمجد العضايلة، عن تقديره وشكره لما أبدته الوفود العربية المشاركة فى المجلس الاقتصادى والاجتماعى -الـدورة العادية (113)- من تعاون مع وفد المملكة الأردنية الهاشمية، خلال اجتماعات المجلس التى انطلقت هذا الأسبوع، بما ينعكس إيجاباً على انطلاق دورة العمل الجديدة، التى ترأسها المملكة، متطلعة لتكامل الجهود وتضافر المساعى لخدمة منظومة العمل العربى المشترك، عبر بوابة المجلس الاقتصادى والاجتماعى.
جاء ذلك خلال كلمته، اليوم الأربعاء، فى اجتماع المجلس على مستوى كبار المسؤولين بحضور د. هيفاء أبوغزالة -الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، د. على بن إبراهيم المالكى -الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية.
وقال السفير: إن من أمانة العمل وشهادة الحق والمؤسسية المتبعة فى إدارة أوجه التعاون العربى المشترك، لأعرب بإسم المملكة الأردنية الهاشمية عن خالص الشكر وجزيل التقدير للجهود التى بذلتها اليمن، خلال رئاستها لأعمال الدورة (112) بكل اقتدار وعمل مهنى تقدّمت فيه المصالح المشتركة وتعاظمت أوجه التعاون البينى وزادت وتيرة التشاور والتنسيق العربى وبما انعكس على نجاح أعمال الدورة وتحقيق الأهداف المنشودة.
وأعلن، أن الدورة (113) للمجلس الاقتصادى والاجتماعى، والتى تأتى فى ظل ظروف عربية وإقليمية ودولية ضاغطة وصعبة وغير مسبوقة، تحمل على أجندتها محاور عمل ذات أولوية استراتيجية، تضع التعاون العربى المشترك والتنسيق المستمر باعتبارها السبيل الذى لا غنى عنه لتعزيز قدرات الأمة العربية فى مواجهة تحديات وأزمات.
وأضاف، يمثل ما تواجهه القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة التحدى الأكبر، الذى أفرز ظروفاً اقتصادية وإنسانية تتطلب جهداً أكبر وعملاً أسرع وتيرة للتعامل معها والتخفيف من آثارها، عبر جهود كسر الحصار وتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية والطبية وبناء مستشفيات ميدانية والتخطيط منذ الآن لإعادة إعمار ما دمره العدوان الغاشم من بنية تحتية ومرافق ومساكن فى قطاع غزة والضفة الغربية.
وتابع السفير: تهدف هذه الجهود فى مجملها لتثبيت الأشقاء الفلسطينيين فى أرضهم وإفشال أى مخططاتٍ لتهجيرهم لأن فلسطين هى وطنهم الذى لا بديل عنه ولا شرعية لاحتلال له، وهو ما يجعل من بوصلة عملنا اليوم تتجه نحو تضافر الجهود وتكاملها فى سبيل التقليل من فرص تعاظم الأزمات وتحولها لكوارث دائمة فى ضررها وأثرها الممتد.
وأكد، أن الأردن تضع دعم العمل العربى المشترك فى سلم أولويات دبلوماسيتها ونهجها السياسى والاقتصادى والاجتماعى، استناداً إلى قناعة الأردن ورسالته ودوره إلى جانب الأشقاء العرب فى خدمة منظومة التعاون العربى، تحت مظلة جامعة الدول العربية، على ألا تحد الأزمات والمعوقات من وتيرة هذا التعاون، الذى يُعد المجلس الاقتصادى والاجتماعى، بلجنتيه، أبرز أدواته، ونعول عليه جميعاً فى سبيل تعظيم القواسم وتعميق المشتركات وتعزيز الفرص، وهو ما تسعى المملكة الأردنية الهاشمية، خلال رئاستها للدورة لبذل كل جهدٍ ممكن، يداً بيد مع الأشقاء العرب، لتكون الدورة (113) للمجلس نتاجا عمليا فارقا.
وقال: إننا إذ نلتقى اليوم إستكمالاً لمسيرة العمل ومضاعفة الجهد ومراكمة على النتائج التى تحققت خلال اجتماعاتنا اليومين الماضيين، لنعرب لكم عن التطلع بكل جدية ومسؤولية مشتركة للعمل سوياً للتعامل مع ما هو معروض على جدول أعمال الدولة الحالية، وإيجاد الحلول العملية المستهدفة لحل قضايا عالقة أو التنبؤ بقضايا وتحديات قادمة، يعتبر التحضير لها والتنسيق المسبق وتبادل الرؤى والتجارب المسار الأهم فى دفع عجلة التقدم الاقتصادى والاجتماعى العربى وتحقيق التنمية المستدامة التى تتطلع إليها شعوبنا العربية.
وفى ظل كل هذه المعطيات، يأتى جدول أعمال اجتماعنا اليوم على مستوى كبار المسؤولين، وذلك بعد الانتهاء من أعمال اللجنة الاجتماعية واللجنة الاقتصادية، وما بحثناه بشكل مفصل ودقيق لجميع البنود المعروضة على جدول أعمال مجلسكم الموقر، وبما كان له الأثر الإيجابى الكبير فى الإعداد والتحضير الكامل لاجتماعات الدورة، وفى مقدمتها هذا الاجتماع على مستوى كبار المسؤولين، الذى يناقش بنوداً لها أهمية كبرى فى العمل العربى التنموى، ببعديه الاقتصادى والاجتماعى.
واختتم السفير كلمته قائلًا: إن ما نعهده بكم جميعاً من تعاون وتجاوب ومرونة عملية عالية ومنتجة، هى مبعث التفاؤل والأمل على مجلس أعمالنا ودورة العمل هذه، لتحقيق كل ما فيه مصالح أمتنا العربية، مثمناً، جهود الوفود على مدار الأيام الماضية، والدور الأصيل والحكيم للأمانة العامة لجامعة الدول العربية الداعمة لعقد هذه الاجتماعات وتعزيز بيئة الحوار والنقاش العربى _ العربى، وبما يفضى إلى توافقات وتوصيات ليصار إلى رفعها للمجلس الوزارى الذى يعقد، غداً الخميس، فى مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.